Wednesday, 29 May 2019

{الفكر القومي العربي} Fw: التضليل الأمريكى الإيرانى ومن المستفيد من الحرب – مجلة الوعي العربي

التضليل الأمريكى الإيرانى ومن المستفيد من الحرب


  • أشرف الصباغ
  • 2019-05-28 09:58




تبث التحركات الإيرانية الأخيرة شكلاً من أشكال الأمل فى نفوس سكان المنطقة، والابتعاد عن شبح الحرب، خصوصًا فى ظل تصريحات طهران المهادنة والدبلوماسية، حتى وإن كانت متناقضة.



 

لقد أكد وزير الخارجية الإيرانى، محمد جواد ظريف، أن بلاده لا تنوى امتلاك أسلحة نووية، ولا تسعى لذلك أصلاً، ولكنه لم يتحدث عن البرامج الصاروخية.. كما أعلنت إيران عن استعدادها للحوار والتعاون البناء مع دول المنطقة من خلال إيجاد آليات إقليمية، أى ببساطة تم توجيه دعوة لتوقيع "معاهدة عدم اعتداء مع دول الخليج".. ما يعنى تراجع طهران عن تهديداتها بإشعال المنطقة، ومع ذلك لم تتحدث عن تحركاتها فى اليمن، ولا عن وجودها فى سوريا، ولا عن نفوذها الإقليمى عمومًا.

من جانبها، رحبت روسيا بمبادرة إيران حول توقيع "معاهدة عدم العداء مع دول الخليج"، واعتبرتها بمثابة "الخطوة الأولى نحو نزع فتيل التوترات"، على حد تعبير وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف.. ومن الواضح، حسب مصادر دبلوماسية، أن مبادرة طهران ليست بعيدة عن موسكو التى تفضل العمل بهذه الطريقة، وتلجأ لمثل هذه الأساليب الدبلوماسية لإنقاذ حلفائها فى آخر لحظة.

إن التأكيدات الدبلوماسية تشير إلى أن مبادرة طهران، هى فكرة روسية بالأساس.. فعلى الرغم من أن روسيا لن تخسر أى شيء فى حال نشوب حرب فى منطقة الخليج، ولن تخسر أى شىء أيضًا فى حال عدم نشوبها، إلا أنها تخطط لتوسيع وتعميق علاقاتها مع دول الخليج، وهذا أمر يخص العلاقات والصراعات الروسية – الأمريكية.. المهم الآن بالنسبة لروسيا، هو إنقاذ إيران من جهة، وعدم إفساد علاقاتها مع دول الخليج من جهة أخرى، ومغازلة الولايات المتحدة فى ملفات أخرى من جهة ثالثة.

على الجانب الآخر، نجد أن الولايات المتحدة تطلق الكثير من التصريحات العنترية التى لا تقل عنترية وسخونة عن تصريحات إيران، ولكن الفرق بين التوجهين العنتريين هو أن واشنطن تقوم بإجراءات على أرض الواقع، بينما توجه طهران تصريحاتها إلى الداخل لتفادى أى شروخ فى منظومة الحكم التى يمكن أن تتصدع فى أى لحظة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وإحكام الحرس الثورى قبضته على رقاب الإيرانيين، وتفتت القوة الإيرانية بين اليمن وسوريا ومواجهة دول الخليج، وتمويل العديد من المنظمات والتنظيمات الخارجية.

إن واشنطن تعلن صراحة أنها لا تريد تغيير النظام فى طهران. ولكنها فى الوقت نفسه تدمر الاتفاق النووى، وتفرض العقوبات الاقتصادية، لدرجة أن الصين، مثلاً.. أوقفت مؤخرًا استيراد النفط الإيرانى، ويبدو أن الولايات المتحدة تُجَهِّز لحزمة إجراءات متكاملة، من بينها توجيه ضربات موضعية وليس شن حرب شاملة أو واسعة، وهو ما تدركه روسيا جيدًا وتنقله إلى إيران وتحذرها منه، وربما يكون هذا الأمر تحديدا وراء التحركات والمبادرات الإيرانية الأخيرة التى تجرى ليس بعيدا عن توجيهات موسكو.

من الواضح أن الولايات المتحدة وإيران تتلاعبان بالرأى العام.. الأولى تتلاعب بالرأى العام العالمى، والثانية بالرأى العام الإيرانى الداخلى، ولا أحد فى الوقت نفسه يريد أى حروب فى المنطقة، لأن ذلك سينعكس سلبا على الجميع، وسيضر بالاقتصاد العالمى، وإذا كان ترامب قد أعلن أثناء وجوده فى اليابان بأن هدف واشنطن هو منع طهران من امتلاك أسلحة نووية، فأين مطالب واشنطن وحلفائها بشأن النفوذ الإيرانى فى اليمن، والوجود الإيرانى فى سوريا، والدعم الإيرانى لمنظمات وتنظيمات متطرفة، والتهديدات الإيرانية لإسرائيل، والبرامج الصاروخية الإيرانية؟

لقد أشار ترامب، أثناء لقائه مع رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبى، إلى علاقات جيدة جدًا تربط آبى وبلاده عموما بإيران، مرحبًا بسعى طوكيو إلى الاضطلاع بدور الوسيط بين واشنطن وطهران، وقال إن "رئيس الوزراء كان قد بحث معى هذه المسألة، وأنا واثق بأن إيران تريد التفاوض، وإذا أرادوا التفاوض فإننا نريد أيضًا، سنتابع ما سيحدث، ولا يرغب أحد، وأنا بالدرجة الأولى، أن تحدث أمور مرعبة".. هذا التصريح الأمريكى يحتمل أكثر من معنى وأكثر من وجه، ولكن التهديد واضح تماما فيه.. أما بخصوص "التفاوض"، فماذا يمكن أن ننتظر من دولة تواجه عقوبات طوال 40 عامًا، ولديها مشاكل وأزمات اقتصادية واجتماعية داخلية عاصفة. هذا إضافة إلى وجود أجنحة فى السلطة قلقة من سعى روسيا للسيطرة الكاملة على إيران؟

هناك انطباع بأن واشنطن تريد شيئا ما إضافيا من إيران، لم يتم طرحه فى السابق.. هذا "الشىء" يرتبط بترتيبات إقليمية واسعة فى المنطقة، ولكن روسيا لا تزال بعيدة، أو مستبعدة، عن هذه الترتيبات، وهى تلمِّح بين الحين والآخر بأنها ضدها، غير أن رفض روسيا أو قبولها لهذه الترتيبات لن يؤثر كثيرًا على تحقيقها أو تنفيذها.. إن واشنطن، ببساطة، تسعى من خلال تدجين طهران إلى هدف أبعد قليلا، وهو فك الارتباط بين روسيا وإيران أو خلخلته على الأقل، وهو ما يتم تجريبه حاليا مع كل من روسيا وتركيا عبر الملف السورى.

لا أحد يريد حربًا فى المنطقة، ولكن يمكن أن نستثنى روسا وإسرائيل، لأنهما مستفيدتان من أى شىء، ومن كل شىء، ومن الشيء وضده.. كما أن غالبية التصريحات الأمريكية والإيرانية تحمل الكثير من النفاق والتضليل وخداع الرأى العام المحلى والإقليمى والدولى، وإذا كان ما يجرى فى المنطقة ليس حربًا، وأن الجميع لا يرغب بنشوب حرب، فماذا يمكن أن نسمى ما يدور بالضبط؟




From: mohamed el-sharkawy
Sent: Tuesday, May 28, 2019 9:03 PM
To: سامي شرف صحيح; الفكر القومي العربي; DR.KAMAL Altawil; عاصم الدسوقي; hakim.nasser@ymail.com; عمرو صابح; Dr.Mohamad ELSAID IDRIS; maan.bashour@gmail.com; diabmedia40@gmail.com; moh_eesaa@hotmail.com
Subject: التضليل الأمريكى الإيرانى ومن المستفيد من الحرب – مجلة الوعي العربي
 

No comments:

Post a Comment