Monday, 20 January 2020

{الفكر القومي العربي} منذ رحيل جمال عبدالناصرظهرت في الوطن العربي ناصريتان ،

منذ رحيل جمال عبدالناصرظهرت في الوطن العربي ناصريتان ، ناصرية السلطة ، وناصرية المبادئ والأهداف .
أولاً : ناصرية السلطة ، وهي التي تمسكت بالنصوص المتعلقة بالسلطة واعتبرتها خياراً استراتيجياً يجب التمسك بها والسعي إليها ونسي هؤلاء المرحلة التجريبية لتلك السلطة ، وإنها كانت سلطة الضرورة ، ولعل الكثيرين الذين تبنوا هذا الخيار لم يكونوا يهدفون الدفاع عن سلطة جمال عبد الناصر وإنما كانوا يبررون سلوكهم الانتهازي كي يلتحقون بسلطات قائمة في الوطن العربي وينضمون إلى جوقات التفرد والاستبداد في دول عربية عديدة ...
ثانياً : ناصرية الأهداف والمبادئ ، وهي التي مؤمل منها أن تساهم في بناء الأداة القومية العربية التقدمية لتكون الحامل الموضوعي لمشروع النهوض والتنوير والتحرير العربي ، وهي المعنية بهذا الحديث ....
لقد كان جمال عبد الناصر ثائراً ، ومازال رمزاً للثوار ، إن الأمة العربية بعد "كامب ديفد" وبعد "أوسلو" وبعد "وادي عربة" ، وبعد احتلال العراق وتفتيته ، وبعد تقسيم السودان ، وبعد المحن المتنقلة بين المحيط والخليج، وبعد محاصرة الربيع العربي والألتفاف عليه ... بعد كل ذلك فإن الأمة العربية تجد نفسها في الموقع ذاته الذي دفع جمال عبد الناصر إلى التحرك والثورة بعد نكبة 1948 وبعد تواطؤ سلطات الأمر الواقع في الوطن العربي ، والقوميون العرب التقدميون الذين يتنادون لبناء أداة التحرر والنهوض والتوحيد العربي هم الذين يتمثلون تلك السيرة العطرة أياً كانت مواقعهم ، سواء حملوا تسمية الناصرية أو لا ...
حبيب عيسى

No comments:

Post a Comment