Wednesday 29 February 2012

{الفكر القومي العربي} ما الذي يمنع الان ان تكون صوماليلاند الدولة رقم 23 في الجامعة العربية

عبدالرحمن ميعاد
ناشط وسياسي
  
ما الذي يمنع الأن ان تكون صوماليلاند الدولة 23 في الجامعة العربية ؟
 
ضمن تاريخية انضمام الدول للجامعة العربية التي تأسست عام 1945 لا يوجد ما يمنع إنضمام صوماليلاند للجامعة، بل ما متوفر في البلاد حاليا أفضل من كل ظروف دخول الدول الاخرى لهذه الجامعة.
نحن نتكلم عن وقائع حقيقية. لنا دستور مستفتى عليه، وديمقراطية سمحت بتبدل الحزب الحاكم و وصول رؤوساء جدد للحكم . وذلك منذ إعادة أعلان الاستقلال . ويتوفر في البلاد آمان وحقوق إنسان وقضاء مستقل وتعليم وبرلمان منتخب لم يتوفر للعديد ممن دخلوا الجامعة قبلنا.
طبقا للظروف الداخلية لنا ، لا يوجد ما يعيق توجهنا نحن الجامعة العربية لنكون العضو 23 فيها ، وذلك بقدر ما هو مكسب لنا ، هو أيضا مكسب للعرب. وهو مكسب لمبادئ حقوق الانسان .
وبالتأكيد ، قادة البلاد يعلمون أن هناك اسباب عربية تمنع التجاوب مع أي طلب صوماليلاندي وهو ما يجدر مناقشته.
تشير المعلومات السياسية المتاحة حول هذا الموضوع إلى أن صوماليلاند كانت جزء من الصومال والدول العربية لا تريد ان تغضب هذه الدولة الشقيقة.
في عرض مبسط لتجربة اليمن والصومال بالدخول إلى الجامعة العربية نجد ان اليمن دخلت الجامعة العربية عام 1945 وفي عام 1947 توجهت الى الامم المتحدة، اما الصومال فدخل إلى الامم المتحدة أولا عام 1960 ثم في عام 1974 أنضم إلى الجامعة العربية.
و لنناقش الأمر بشكله الحقيقي، صوماليلاند أعلنت استقلالها عام 1960 قبل أن يعلن الصومال استقلاله، ومن ثم انخرطت في وحدة مع الصومال لم يكسب منها شعب صوماليلاندي سوى التهميش والضحايا.
وهذه نقطة من وجهة النظر القانونية حاسمة في دعم مطلب صوماليلاند بالحصول على إعتراف دولي .
بل ان انضمام الصومال إلى الجامعة العربية كان بسبب نشاط شخصية صوماليلاندية كرست عروبة هذا البلد وهو امر مسجل حتى في محاضر الجامعة العربية.
اذن هناك أسباب اخرى تمنع دول عربية من دعم طلب صوماليلاند من اجل الدخول في هذه الجامعة.
من المهم التذكير أن مصالح صوماليلاند لا تتعارض مع أي مصلحة عربية، بل أن مصالح بلادنا جزء من مصالح العرب ونشاطها الاقتصادي يصب في مصلحة العرب وفق حسابات أقتصادية لا جدال فيها.
الأسباب العربية في حقيقتها هي أسباب دولية، وسياسة الأنتظار العربي لا تصنع حدث، بل تتعامل معه وهو ما يجعل الفعل أكثر ضعفا، وأقل ربحا أن لم يكن بلا ربح أصلا.
قبول صوماليلاند في الجامعة العربية حدث مهم على العرب أن يكون مبادرين وشركاء فيه إنجازه بدلا من تجاهله وانتظار ان تدفع الدول الكبرى العالم من اجل الاعتراف بهذه الدولة.
قد يتحفظ بعض العرب خوفا من خلق سابقة تجر لاعلان مناطق عربية للاستقلال وهذا جوابه سهل.
لا توجد حالة واحدة في الوطن العربي إطلاقا شهدت اعلان استقلال قبل ان تنضم لدولة اخرى سوى صوماليلاند .
بل العكس ان الدول العربية بما فيها السودان اعترفت بدولة جنوب السودان وهي جزء سابق من السودان. بل ان مصر والسودان كانا دولة واحدة وانفصلا بعد ثورة 23 يوليو.
إن كان العرب في حالة انتظار لما تقرره الدول الكبرى لابد ان يعلم الجميع ان مستقبل القرن الافريقي يمر عبر هرجيسا ولا يوجد حدث يصنع في هذا القرن على حساب بلادنا، ولكنه بالتأكيد يصنع مع ضمان امن وسلامة صوماليلاند.
و الدول الكبرى اتفقت على ترتيب مصالحها في القرن الافريقي ووقت حصولنا على أعتراف دولي بات قريبا لكن ما نتمناه ان لا يضيع العرب فرصة اخرى ويبادروا قبل غيرهم على قراءة الحدث السياسي بشكل استراتيجي.
 
 
www.rnewsa.net

No comments:

Post a Comment