Sunday, 5 August 2012

{الفكر القومي العربي} حوار خاص

ميرويس لــ "توب نيوز" : يجب على الجميع ان يضعوا الامور الاساسية للوطن والشعب نصب اعينهم
 
حاورته : مروة الربيعي
 
الاتحاد الوطني الكردستاني  ... أحد ابرز الأحزاب السياسية الكردية في العراق التي تأسست في منتصف السبعينيات ، يتزعم الحزب جلال طالباني والذي كان قد شغل سابقاً منصب نائب زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الملا مصطفى بارزاني  ، بعد احتلال العراق عام 2003 شارك الحزب بكافة التغيرات السياسية التي طرأت من مجلس الحكم والحكومة الانتقالية والحكومة المؤقتة كما شارك في الانتخابات النيابية ، وقد انتخب زعيم الحزب جلال طالباني من قبل مجلس النواب ، رئيساً للجمهورية العراقية لدورتين انتخابيتين .
 
 
"توب نيوز ــ العراق" التقت بالأستاذ شيركو ميرويس مسؤول مكتب العلاقات الوطنية في الاتحاد الوطني الكردستاني ، واجرته معه حواراً حول الأزمة السياسية في العراق و رؤيتهم السياسية للخروج منها .
 
 
كيف يرى الاتحاد الوطني الكردستاني المخرج من الأزمة السياسية الراهنة في البلاد؟
 
ــ إن موقف الاتحاد الوطنى الكردستانى من الازمة السياسية الحالية التى يمر بها العراق ,إنما ينبع من موقف الرأى العام الكردى , بهدف إحقاق حقوقه وعدم فسح المجال أمام محاولات شق الصف الوطنى الكردى , وان ذلك الموقف رد فعل للاهمال والتباطىء فى تلبية مطالب شعبنا  منذ سنوات مابعد سقوط الدكتاتور فى تنفيذ المادة 140من الدستور وحسم أمر المناطق المتنازع عليها , وحل الازمة الخاصة بالنفط والغاز ومعالجة قضية البيشمركة وغيرها من القضايا العالقة ..وإننا بالتاكيد نلتزم ونساند ماذهب اليه فخامة الرئيس مام جلال لمعالجة تلك القضايا فى عموم العراق , تلك المعضلات التى تسير بالعراق الى مفترق طريق خطر فيما إذا أهملت ..
يجب على الجميع ان يكونوا فى موقعهم الصحيح من دفة المسؤولية تجاه الامر ومعالجته ..وان يضع الجميع الامور الاساسية للشعب والقضايا المركونة للوطن الذى يعانى الاهمال والصراعات والتناحرات بين الكتل والاطراف السياسية نصب الاعين , ويرتفع الجميع الى مستوى المسؤولية الوطنية التاريخية للمرحلة .واننا فى الحقيقة لسنا على خلاف مع زيد او عمر من الساسة وإنما نسعى الى الخروج بالوطن من الازمة الحالية , بما يحقق الخير والرفاه للشعب باسره , فالأسماء لاتعنينا .
 
ماهو موقفكم من مسألة نفط كردستان ؟
 
ـــ نحن مع الدستور الذى صوت عليه الشعب .. واتفقت عليه كل الكتل والتيارات السياسية .. وإننا على ثقة بان الطريق للخروج من الازمة الحالية لمسالة النفط والغاز إنما يمر من خلال الد ستور وتشريع قانون عصرى للنفط والغاز يحدد اليات العمل والتعامل مع عمليات التنقيب والاستخراج والتصفية والتوزيع والصرف  .. ويضع فى الحسبان الواقع الجديد للعراق الفدرالى ,  وبرأينا ان قانون كهذا كفيل بتجاوز كل الخلافات ..مع العمل بالنوايا الصادقة البعيدة عن المصالح الشخصية والكتلوية ..
 
 اعلنت رئاسة اقليم كردستان تشكيل مجلس الامن الوطنى , وتكليف نجل الرئيس البارزانى لرئاسته , ماهو موقف الاتحاد من هذه المؤسسة , وهل تعتبر خطوة على طريق فك الارتباط عن بغداد ؟
 
ــ هنالك مسالة مهمة يجب ان تؤخذ بالحسبان , الا وهى مسألة تميز كردستان  عن باقى ارجاء العراق الفدرالى بالاستقرار والامن وسيادة السلام فى عموم الاقليم , مما يترتب على ذلك الاستقرار الاقتصادى والسياسى والاجتماعى, وبالتالى النهوض الاقتصادى وحركة الاعمار والاستثمار فى الاقليم وسيادة الد يمقراطية والقانون ..
ان الذى حدث من خلال تشكيل مجلس الامن الوطنى لم يتجاوز مسألة توحيد الجهود وشدها الى بعض فى كردستان , حيث كانت هناك مؤسستين امنيتين فى الاقليم  تم توحيدهما فى تشكيل واحد , لقد كانت المؤسسات الامنية للاقليم موضع فخرنا واعتزازنا لما قامت به وتقوم من دور ايجابى فى تثبيت دعائم الاستقرار الامنى والحفاظ على ارواح المواطنيين وممتلكاتهم ..فى عموم اقليم كردستان .. لقد تم الان توحيد تلك المؤسستين بقانون , ونأمل من المؤسسة المنبثقة ان تقدم خدماتها لا للاقليم فحسب بل لتشمل خدماتها عموم العراق الفدرالي من خلال خبراتها المتراكمة وان تستفيد الجهات الامنية فى عموم العراق الاتحادى من التجربة الرائدة للمسالة الامنية فى كردستان ..وهذا لايعنى بأى حال من الاحوال مسالة فك الارتباط عن بغداد , انما هو تأكيد لروح التعاون .
 
 المؤتمر الوطنى العام الذى دعا اليه فخامة السيد رئيس الجمهورية , هل يمكن توسيعه ، ولو فيما بعد تسوية الخلافات بين اطراف العملية السياسية ، ليشمل الاطراف السياسية من خارج العملية السياسية من الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين ؟
 
ـــ  فخامة الرئيس مام جلال كان ومايزال وبإجماع الكل ,هو الميزان الذى يكيل
الامور بمكيالها الصحيح , بحكمة وحيادية معروفة عنه , وقد وصفته المراجع الكرام بصمام الامان للعراق , حيث كان له الد ور الفعال فى فك وتذليل الصعاب للكثير من المعضلات التي واجهت العملية السياسية فحافظ بذلك على النسيج الوطنى المختلف وفقا للدستور والقوانين السائدة , وان مبادرة فخامة الرئيس الاخيرة ستضع حتما النقاط على الحروف وستكون ذات اثر ايجابى فعال للسير بالعملية السياسية الديمقراطية فى العراق الفدرالي نحو بر الامان وايجاد الحلول لكل ما يواجهها من عثرات, وكما تعلمون فان سفر سيادته للعلاج قد اخر من وضع تلك المبادرة القيمة موضع التنفيذ الى حين عودته الى الوطن معافا ان شاء الله عن قريب .. اما فيما يخص مسالة توسيع المبادرة لتشمل الاطراف الاخرى خارج العملية السياسية , بالتاكيد فان العراق ملك لجميع ابنائه البررة ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء هذا الشعب , ولطالما دعا  فخامته الى مثل هذه المبادرات , وسبق وان انظم الى العملية السياسية اطراف وشخصيات كانت خارجها .
 
علاقات الاتحاد مع الاحزاب والتيارات السياسية وخاصة القومية العربية منها ؟
 
 ـــ بدايةً ليس لعلاقات الاتحاد الوطنى الكردستانى خطوط حمراء , الا فيما يخص الامن الوطنى للعراق الفدرالي والاقليم ومصالح الشعب العليا ,وللاتحاد الوطنى الكردستانى علاقات ايجابية بالاحزاب والكتل والتيارات السياسية والاطياف المختلفة وحتى العشائر وعلاقاته تلك تشمل الجهات الدينية واليسارية والليبرالية ويقف من الجميع على بعد واحد , كما ان للاتحاد نضال وطنى تاريخى مشترك مع بعض الاحزاب والكتل تمتد الى سنين طويلة ولها خصوصيتها..
ان الاتحاد يقف موقف الصد يق والحليف من الكل شريطة الالتزام بالد ستورالعراقى واقرار الفدرالية والتعامل بالمثل .
 
 موقفكم من دعاوى الانفصال ؟ واستراتيجية الاتحاد فى المسألة الكردية ؟
 
ـــ اود ان اضع امامكم بأن شعبنا الكردى حاله فى ذلك حال الشعوب على البسيطة له خصوصيته القومية , ويمتلك المقومات والدعامات التى تؤهله لبناء دولته القومية  .. وهذا حق مشروع لكل الشعوب يكفله ميثاق الامم المتحدة ولوائح حقوق الانسان والمواثيق الدولية والشرائع  والبديهيات الطبيعية .. وهذا شىء لايختلف عليه اثنين الا ذوى النهج العنصرى والشوفينى  .. ولانجد مبررا  للتطير من هذه المسالة من قبل بعض الاخوة العرب فى العراق او خارجه  الا المصالح الشخصية وحب التسلط واستغلال الغير والمنظور العنصرى .. وكما يقال لكل مقال مقام ولكل شىء اوان .
ان اقرار هذه المسألة انما يرتبط بالجوانب الذاتية والموضوعية المتعلقة بالوضع الخاص بشعبنا الكردى , والوضع الوطنى والاقليمى والعالمى .. وبالتاكيد فان استراتيجية الاتحاد الوطنى الكردستانى انما تنبع من هذه الفكرة .
 
 
مواقفكم السابقة من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية , لاتزال ثابتة على نفس منهجييتها ؟
 
ــ للاتحاد الوطني الكردستاني موقف مشهود في القضايا العربية عامة والقضية الفلسطينية بشكل خاص , وللاتحاد علاقات ودية ايجابية متبادلة مع المنظمات الفلسطينية  , ولفخامة رئيس الجمهورية السكرتير العام للاتحاد مواقف مشهودة مع الاخوة الفلسطينيين , وان نهج الاتحاد استراتيجى ومبدئى تجاه القضايا العادلة للشعوب  والقضية الفلسطينية بالذات فى حقها بتقرير المصير, وبالتاكيد فان الحل الموفق للقضية الفلسطينية سيسهم بشكل مباشر وفعال فى عملية ترسيخ الامن والسلام والاستقرار فى المنطقة  وسيسدل الستار  عن اكبر القضايا العالقة فى المنطقة لعدة عقود .
 

No comments:

Post a Comment