Sunday, 14 October 2012

{الفكر القومي العربي} هل سيرسل حزب الله مقاتلين إلى أعزاز؟



New post on مدونة هاني

هل سيرسل حزب الله مقاتلين إلى أعزاز؟

by Hani
في خطابه الأخير هدد السيد حسن نصر الله خاطفي الرهائن اللبنانيين بأن حزب الله قد ينجر للحرب معهم، وبعض الأوساط اللبنانية تبني على هذا وتقول أن الحزب قد يرسل مقاتلين إلى منطقة أعزاز بهدف تحرير الرهائن.
النظام السوري يحتاج بلا شك إلى مقاتلين لكي يحموا منطقة أعزاز. هذه المنطقة هي منطقة حدودية وهي بمثابة قاعدة تركية داخل الأراضي السورية. إلى الشرق والغرب منها توجد مناطق كردية، وهي تقريبا المنطقة الوحيدة على الحدود الشمالية التي يحظى الأتراك بنفوذ فيها. هي بمثابة ثغرة، وإذا تم إغلاق هذه الثغرة فهذا يعني قطع الشريان التركي الممتد إلى تل رفعت وعندان وحريتان إلخ. كل هذه المناطق التي يتردد اسمها في الإعلام حاليا تقع على محور واحد هو محور إعزاز-حلب، وإذا تم قطع الشريان عند إعزاز فهذا يعني بالضرورة موت التمرد في تل رفعت وما ورائها.
قضية المخطوفين اللبنانيين في إعزاز هي ذريعة ممتازة لحزب الله لكي يرسل مقاتلين إلى منطقة إعزاز بهدف سد هذه الثغرة الحيوية وحرمان الأتراك منها.
بالإضافة إلى ذلك هناك قضية أخرى مرتبطة بهذه القضية وهي قضية المخطوفين الإيرانيين. عندما هددت تركيا وقطر قبل أيام بإعدام المخطوفين الإيرانيين في سورية بدأت بعد الأوساط الإيرانية تتحدث عن إرسال قوات إيرانية إلى سورية. هذه القضية هي ذريعة ممتازة لإرسال قوات إيرانية إلى ريف دمشق، هذا إذا لم تكن هذه القوات قد أرسلت بالفعل.
أميركا هي على ما أعتقد أشهر من سن فكرة التدخل العسكري في الدول بهدف تحرير رهائن مخطوفين. حزب الله وإيران سوف يقتدون بأميركا في هذا الأمر إن قرروا التدخل وتحرير رهائنهم.
النظام السوري سوف يحتاج في المرحلة المقبلة إلى ميليشيات محلية للسيطرة على المناطق التي يخرج منها المتمردون. من يذكر كلامي في بداية الأزمة يتذكر أنني قلت وقتها أن أفضل وسيلة لهزيمة المتمردين هي وقوع بعض المناطق تحت سيطرتهم. أنا كنت أبني هذا الكلام على التجربة العراقية التي وقعت حديثا. المتمردون في العراق كانوا يحظون بشعبية كبيرة في المحافظات الغربية بعيد سقوط النظام العراقي، ولكن بعد أن وقعت هذه المناطق تحت سيطرتهم انقلب الوضع حيث أن سكان تلك المناطق ضاقوا ذرعا بهم وطردوهم وشكلوا ميليشيات محلية لمنع عودتهم. ما حدث في سورية يشبه إلى حد كبير هذا السيناريو. المناطق التي سيطر عليها المتمردون بدأت تنقلب ضدهم، وهذا واضح بالذات في حلب. حاليا في حلب هناك تراجع واضح في تقبل المتمردين وهناك سكان محليون يبدون رغبتهم في التسلح لمنع عودتهم مجددا.
بعد إخراج المتمردين من حلب أظن أن النظام السوري سوف يستعين بميليشيات محلية لحماية المدينة تحت مسمى اللجان الشعبية. هذه الميليشيات هي التي يسميها الإعلام الغربي بالشبيحة، وهي كانت موجودة من قبل ولكن وظيفتها على ما يبدو كانت قمع ما يسمى بالمظاهرات وليس التعامل مع المتمردين المسلحين. حاليا هناك أخبار تقول أن النظام السوري يعمل على توسيع منظومة الشبيحة وتدريبها تدريبا عسكريا بحيث تصبح مؤهلة لقتال المتمردين في طول البلاد وعرضها. هذه الاستراتيجية هي الطريقة الوحيدة لهزيمة التمرد، وهي نفس ما طبقته أميركا في العراق عندما استعانت بميليشيات الصحوة.
في محافظة حلب هناك سكان كثيرون جاهزون للتطوع في الميليشيات الحكومية، وهذا يشمل المدينة والريف. الإعلام الغربي يحاول أن يرسم صورة مضللة لريف حلب، وهذا الأمر غير صحيح كما وضحنا منذ البداية. في ريف حلب هناك مناطق واسعة يسكنها أكراد وعشائر، وهؤلاء عموما ضد المتمردين ومستعدون لحمل السلاح ضدهم. أيضا هناك على محور أعزاز-حلب بعض القرى الشيعية الكبيرة التي تعارض المتمردين. من الناحية النظرية أنصار النظام يمكنهم بسهولة أن يسيطروا على ريف حلب وأن يغلقوا المنافذ على الحدود التركية.
النظام على ما يبدو كان يواجه صعوبة في إقناع مواليه بحمل السلاح، ولكن السياسة التي يتبعها المحور الأميركي غيرت الوضع لمصلحة النظام. حاليا في محافظة حلب هناك نقمة على المتمردين، وهناك أيضا نقمة على الوضع الاقتصادي المتدهور. هذه العوامل بدأت تشجع أنصار النظام على حمل السلاح.
المسيحيون في حلب كانوا في البداية يرفضون فكرة حمل السلاح، ولكن عندما وصل المتمردون إلى أحيائهم بدأ بعضهم بحمل السلاح. هذا الأمر لا ينطبق على المسيحيين فقط وإنما على كل الفئات التي لا تؤيد المتمردين. هذه الفئات كانت في السابق تعارض المتمردين ولكنها لم تكن متحمسة لحمل السلاح ضدهم. السياسة التي اتبعها المحور الأميركي في محافظة حلب غيرت هذا الأمر وأقنعت معارضي المتمردين بحمل السلاح، وهو ما أظن أنه سيحدث قريبا وستظهر في مدينة حلب ميليشيات وظيفتها حماية الأحياء ومنع عودة المتمردين إليها مجددا.
أيضا سياسة العقوبات والتجويع التي اتبعها الغرب لعبت دورا في تحريض الناس على حمل السلاح. الغرب تعامل مع موضوع العقوبات وكأنها فرصة جاءتهم للنيل من سورية ومستقبلها، ولكنهم لم يدركوا أن عقوباتهم تترك أثرا على ميزان القوى في الصراع الداخلي السوري. هناك فئات كبيرة من الشعب السوري ربطت بين التدهور الاقتصادي الحاد وبين ظهور المتمردين، وهذا يشكل حافزا إضافيا لهم لحمل السلاح.
العقوبات الغربية لن تنجح أبدا في إيقاف عجلة الاقتصاد السوري، لأنها عقوبات أحادية وليست دولية. سوف يكون هناك دائما لدى الدولة السورية ما يكفي من المال لتمويل المناطق التي تسيطر عليها، وبالتالي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون سوف تكون دائما متضررة اقتصاديا مقارنة بالمناطق التي تسيطر عليها الدولة. الدولة ما زالت حتى الآن تقدم بعض الخدمات للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وفي حال اشتد الخناق المالي على الدولة فالمتوقع هو أن توقف الخدمات في المناطق المؤيدة للمتمردين. لا أدري بصراحة ما هي الفلسفة من وراء العقوبات الغربية ولكنني أستبعد أن يكون لهذه العقوبات علاقة بالتوازن الداخلي السوري. الغربيون ما زالوا حتى الآن يفرضون العقوبات رغم علمهم بأنها لم تقدم شيئا لصالح التمرد.
العقوبات الغربية التي تفرض الآن متعلقة بالمواجهة الدولية مع إيران وروسيا ولا علاقة لها بالوضع الداخلي السوري. الغربيون يعلمون أنهم سيضطرون للانسحاب من سورية في النهاية ولذلك هم يستغلون ما تبقى من وقت لكي يفرضوا أكبر قدر ممكن من العقوبات، والهدف من ذلك هو إضعاف سورية مستقبلا ومنع استفادة المحور الروسي-الصيني-الإيراني منها. هم يريدون تحويل سورية إلى عبء على حلفائها بدلا من أن تكون مفيدة لهم. هم يريدون تحويل سورية إلى كورية الشمالية كما صرحوا بذلك من قبل، والهدف من ذلك هو إبقاء ورقة بيدهم لأجل التفاوض عليها مستقبلا وانتزاع التنازلات من سورية.
ما هو الشيء الذي تدور حوله المفاوضات بين كورية الشمالية والغرب؟ كورية الشمالية تفاوض الغرب حول العقوبات المفروضة عليها. لولا هذه العقوبات لما كانت كورية احتاجت للتفاوض مع الغرب وتقديم أي تنازل له. إذن العقوبات هي ورقة مهمة، ولهذا السبب نجد أن الغربيين ما زالوا حتى الآن منهمكين في فرض العقوبات على سورية رغم أن إعلامهم يصيح ويشتكي من تدهور الأوضاع الإنسانية في سورية. القضية هنا لا علاقة لها بالأوضاع الإنسانية. كورية الشمالية يموت فيها الناس بالمجاعات ولكن الغرب رغم ذلك مستمر في العقوبات عليها ولن يرفعها أبدا إلا إن حصل على تنازل سياسي، ونفس الأمر ينطبق على العراق سابقا في زمن صدام.
أميركا كانت تريد من صدام أن يتحول إلى زعيم خليجي. هي كانت تريد منه أن يقدم لها كل شيء وأن يصبح العراق دمية أميركية، وبسبب عدم تجاوب صدام مع هذا الطلب فإن العقوبات استمرت رغم أنها أدت إلى هلاك ملايين العراقيين.
قطاع غزة الآن يرزح تحت نيز عقوبات خانقة، والغربيون يساومون حركة حماس على هذه العقوبات. هم لا يهتمون بالمآسي التي يعيشها سكان قطاع غزة ولكن كل ما يهمهم هو أن تعترف حماس بإسرائيل وأن تنبذ المقاومة، وحماس قدمت لهم بالفعل الكثير من التنازلات ولكنهم ما زالوا يرفضون رفع العقوبات لأنهم يريدون أن تتخلى حماس عن سلاحها وان تحرق كل أوراقها قبل حتى أن يبدأ التفاوض مع إسرائيل.
فلسفة الغرب هي أنك يجب أن تحرق كل أوراقك لكي نتفاوض معك. هذه الفلسفة أقل ما يقال فيها أنها فلسفة استعمارية. الغرب يريد تطبيق هذه الفلسفة على سورية أيضا. هم يريدون من النظام السوري أن يحرق كل شيء لديه لكي يتوسطوا بينه وبين إسرائيل لاستعادة الجولان.
النظام السوري معروف تاريخيا بأنه ليس نظاما متحجرا. على العكس من ذلك هو نظام لديه الكثير من الصلات مع الغرب وكان على الدوام يفاوض الغرب في السر ويقدم لهم الكثير من الخدمات والتنازلات، ولكنهم رغم ذلك لم يرضوا عنه لأنهم شعروا في السنوات الأخيرة أنه يدعم حزب الله ويستعين بإيران لتقوية الجيش السوري، وعندما طلبوا منه قطع العلاقت مع حزب الله وإيران رفض ذلك.
آخر ما يهم الغرب هو الأوضاع الداخلية في سورية، والعقوبات التي تفرض الآن لا علاقة لها بالوضع الداخلي السوري. هذه النقطة أنا كنت أركز عليها من قبل حتى أن تفرض العقوبات لأنها في رأيي أهم قضية في كل النزاع السوري. هي تكشف المقاربة الاستعمارية الواضحة للغرب في تعامله مع سورية وأن القضية ليست قضية يدمقراطية وحقوق إنسان كما يتصور بعض الشباب السوريين المخدوعين.
العقوبات الغربية لن توقف الاقتصاد السوري ولكنها ستؤثر على معدل النمو، بمعنى أن معدل نمو الاقتصاد سيكون أقل من المعدلات المطلوبة. عموما إذا هدأت الأوضاع في سورية وعاد الاستقرار فأنا أظن أن النظام السوري لديه طرق ووسائل للضغط على الغرب وإجباره على رفع أو تخفيف العقوبات بدون تقديم تنازلات حقيقية. وضع سورية يختلف عن وضع كورية الشمالية لأنها ليست بلدا معزولا وإنما جزء من عالم عربي.
إذا رأى الغربيون أن سورية تتقارب مع العراق وتستعد للاندماج معه فماذا سيفعلون؟ أول شيء سيفعلونه هو رفع العقوبات ومحاولة إغراء سورية بالمال. هذا مجرد مثال على ما يمكن لسورية أن تفعله.
فكرة اندماج سورية مع العراق هي فكرة كابوسية بالنسبة للغرب. في عام 1949 عندما قرر حزب الشعب توحيد سورية مع العراق تدخل الغرب فورا عبر أتباعه وقام بتدبير انقلاب أديب الشيشكلي الذي أجهض الوحدة وزج بأنصارها في السجون. أديب الشيشكلي كان ديكتاتورا ولكن حكمه كان يحظى بمباركة الغرب لسبب واحد هو أنه كان يحارب أنصار الوحدة مع العراق ويزج بهم في السجون تحت حجة أنهم متآمرون وعملاء. أديب الشيشكلي هو الذي قطع العلاقات الاقتصادية بين سورية والعراق وبالتالي أفقر سورية وأدخلها في عزلة أدت في النهاية إلى دمارها. هذا الرجل هو مجرم حقيقي وكل ما نعيشه اليوم هو نتيجة لأفعاله.
معظم الانقلابات التي تمت في سورية كانت بتدبير من الخارج، ومن لا يعرف هذا الأمر هو لا يفهم التاريخ السوري. انقلاب حسني الزعيم كان سببه هو رفض سورية لتوقيع اتفاقية الهدنة مع إسرائيل ورفض البرلمان السوري المصادقة على اتفاقية خط التابلاين. الغرب بارك حكم حسني الزعيم رغم كونه ديكتاتورا، والسبب هو أنه وافق على توقيع الهدنة مع إسرائيل وخط التابلاين.  بعد انقلاب حسني الزعيم بفترة قصيرة حصل انقلاب سامي الحناوي (والذي كان على ما أعتقد نتيجة لخلافات داخلية بين ضباط الجيش). هذا الانقلاب أدى إلى وصول حزب الشعب إلى السلطة، وحزب الشعب كان معروفا وقتها بأنه يطالب بدمج سورية مع العراق، وهذا ما تم بالفعل حيث أن حكومة حزب الشعب وقعت اتفاقا لتوحيد سورية والعراق، وهذا ما استدعى تدخل المعسكر الغربي بالتآمر مع آل سعود ومصر وسياسيي مدينة دمشق، حيث اتفق كل هؤلاء على الإتيان بالديكتاتور المعتوه أديب الشيشكلي لمنع الوحدة بين سورية والعراق.
حزب الشعب في تلك الفترة كان الحزب الجماهيري الأول في سورية، وكل الانتخابات التي جرت في الخمسينات كان حزب الشعب يفوز فيها بالمركز الأول. لهذا السبب الديمقراطية في سورية لم تكن تناسب الغربيين الذين دعموا ديكتاتورية أديب الشيشكلي مقابل أن يقوم الشيشكلي باجتثاث حزب الشعب من الحياة السياسية، وهو ما تم بالفعل حيث أن الشيشكلي أعلن حل الأحزاب وشرع في ملاحقة أعضاء حزب الشعب والزج بهم في السجون بحجة أنهم مخربون وعملاء للعراق.
حكم الشيشكلي انتهى بانقلاب عسكري وتمرد في الجيش، وبعد زوال هذا الطاغية المجرم أصبح الحكم في سورية فعليا في يد مجموعة من الضباط القوميين المعادين للمعسكر الغربي في المنطقة (المعروف وقتها باسم حلف بغداد)، وهذا ما أثار حفيظة أميركا التي شنت بين عامي 1956-1958 حملة مركزة لإسقاط النظام السوري وفرض تنازلات سياسية على سورية. كل أتباع أميركا في تلك الفترة تحركوا ضد سورية وعلى رأسهم تركيا التي حشدت قواتها على الحدود وبدأت تستعد لغزو سورية بتشجيع من أميركا، ولكن تدخل الاتحاد السوفييتي وقتها أجهض مشروع استعادة الدولة العثمانية في سورية، والحقيقة أن التهديد التركي في ذلك الوقت كان العامل الأساسي الذي دفع ضباط الجيش السوري لطلب الوحدة مع مصر، والوحدة طبعا انتهت بانقلاب قام به دمشقيون رجعيون مدعومون من آل سعود (ومعروف من هو وراء آل سعود).
حتى انقلاب حافظ الأسد في عام 1970 حظي بتفهم أو مباركة غربية، والسبب هو أن النظام السابق لحافظ الأسد كان معاديا جدا لأميركا، ولكن حافظ الأسد بعد وصوله إلى الحكم بسنوات قليلة دخل في مواجهة مع إسرائيل في عام 1973، وبعد هذه المواجهة هو رفض الدخول في مشروع كامب دافيد، ولهذا السبب قررت أميركا في نهاية السبعينات إسقاط حافظ الأسد واستعانت لأجل ذلك بالإخوان المسلمين والانعزاليين اللبنانيين وإسرائيل، وفي النهاية جاء حلف الناتو إلى لبنان، ولكن حافظ الأسد تمكن من التغلب على كل ذلك.
كل تاريخ سورية تقريبا هو مؤامرات خارجية. العوامل الداخلية لها طبعا دور، وأنا تحدثت عن هذه العوامل من قبل (أهم عامل هو عامل الصراع الحلبي-الدمشقي)، ولكن الغرب كان دائما يستغل الصراعات الداخلية لتوجيه السياسة السورية بما يخدمه وبما يؤدي إلى إضعاف سورية. هذا أمر طبيعي بالنسبة لدولة في حجم وموقع سورية. سورية هي دولة ضعيفة في موقع خطير، وبالتالي من البديهي أن الغرب سيتدخل دائما للتأثير في السياسة السورية.
أنا الآن أؤيد بشار الأسد لسبب أساسي هو أن الغرب يستميت لإسقاطه. لو كان بشار الأسد عميلا للغرب لما كانوا استماتوا لإسقاطه بهذا الشكل. هم يحملون تجاهه مخاوف عديدة أنا حاولت سردها من قبل، وأهم هذه المخاوف في رأيي هي أنهم يخشون من علاقته مع إيران. هم يخشون أن تنتقل التقنيات العسكرية الإيرانية إلى سورية. إيران تحقق تقدما تكنولوجيا وهذا أمر لم يعد فيه شك بعد حادث الطائرة الإيرانية التي اخترقت أجواء إسرائيل مؤخرا. حتى الإسرائيليون يقرون الآن علنا بأن إيران هي دولة صاعدة في مجال الطائرات بدون طيار. إيران صاعدة في مجالات أخرى عديدة وليس فقط في هذا المجال. الحلف السوري مع إيران يعني وجود إمكانية لأن تسير سورية على مسار إيران، خاصة وأن إيران أبدت خلال السنوات الماضية استعدادها لنقل التكنولوجيا إلى سورية. إيران قامت بافتتاح عدة مشاريع صناعية في سورية بدءا من تصنيع السيارات ووصولا إلى تصنيع الصواريخ المتطورة التي لا يمكن لإسرائيل اعتراضها.
طبعا السؤال هو لماذا تنقل إيران تقنياتها إلى سورية؟ الإيرانيون يبررون ذلك من منطلق ديني وثقافي. هم يقولون أنهم يعملون وفق مبدأ الأخوة الإسلامية والأمة الإسلامية. طبعا أنا أعتقد أن لهم أهدافا أخرى. هم بلا شك يريدون أن يكون لهم نفوذ في سورية، ولكن هذا لا يعيب. كل الدول تسعى لمد نفوذها، وبالنسبة لسورية فهي تعتبر رابحة حتما من العلاقة مع إيران، لأن القوى الدولية الأخرى لا يمكن أن تنقل إلى سورية تقنيات متطورة.
أنا أستغرب من المغفلين الذين يهاجمون إيران ويشبهونها بإسرائيل. إيران هي دولة وثيقة الصلة بسورية منذ القدم. كثير من السوريين هم من أصول إيرانية وكردية، وأصلا من يقرأ تاريخ الحضارة الإسلامية يجد أن إيران كان لها دور محوري في هذه الحضارة، خاصة في العصر العباسي الذي هو العصر الذهبي للإسلام. مؤسسوا المذهب السني كلهم كانوا إيرانيين، والكثير من الكتاب والعلماء المسلمين كانوا من إيران. كيف يمكن المقارنة بين إيران وإسرائيل؟ من يقول هذا الكلام هو جاهل جهلا مطبقا.
الوضع الطبيعي في المنطقة يجب أن يكون التحالف بين العرب وإيران وتركيا. أما التحالف مع أميركا وإسرائيل الذي يطرحه الوهابيون فهذا ليس وضعا طبيعيا بل هو عمالة وكفر وردة عن الإسلام.
 
Hani | أكتوبر 12, 2012 at 8:24 م | التصنيفات: سياسة | URL: http://wp.me/p1orfd-Z4
تعليق    See all comments
Unsubscribe or change your email settings at Manage Subscriptions.



__._,_.___
Reply via web post Reply to sender Reply to group Start a New Topic Messages in this topic (1)
Recent Activity:
==================================================================
Post message ������� ��������   : arab_nationalist@yahoogroups.com
Subscribe   ��������     :
arab_nationalist-subscribe@yahoogroups.com
Unsubscribe    ���� �������� :
arab_nationalist-unsubscribe@yahoogroups.com
List owner    ���� �������  : arab_nationalist-owner@yahoogroups.com
URL to this page: http://www.yahoo.com/group/arab_nationalist
.

__,_._,___


No comments:

Post a Comment