Tuesday, 9 October 2012

{الفكر القومي العربي} القوميون: نضال حمد/ قراءة في رواية -تركيا يجب تفكيكها؟ - زمن هياج الحيات - الحرج السوري - سليم نقولا محسن/ عوامل انتاج جماعات هدم الدولة

القوميون: نضال حمد/ قراءة في رواية -تركيا يجب تفكيكها؟ - زمن هياج الحيات  - الحرج السوري - سليم نقولا محسن/ عوامل انتاج جماعات هدم الدولة

سترون بعيون احبتكن

 قراءة في رواية (سأرى بعينيك يا حبيبي) لرشاد  ابوشاور..

 بقلم: نضال حمد

استلمت مؤخرا من الصديق الروائي الفلسطيني والأديب الكبير، المميز رشاد ابوشاور أحدث روايته بعنوان "سأرى بعينيك يا حبيبي"، مع إهداء رائع من كاتب رائع. جمعتني ورشاد ابوشاور دروب النضال الوطني الطويل والشاق، منذ قام ابوشاور بنشر أول مشاركة كتابية هامة لي (كان عمري 19 سنة) أثناء حصار بيروت سنة 1982 في جريدة المعركة اليومية ، الجريدة التي صدرت عن اتحاد الكتاب العرب والفلسطينيين واللبنانيين أثناء الحصار الشهير،

الدولة التركية حالة مركبة مستعصية الحلول، يجب تفكيكها..؟ 

*لا يمكن بأي شكل تشكيل حالة وطنية في دولة ما، تم تكوينها بالقوة والإكراه من شعوب قوميات متعددة قوية الجذور، لتحكمها قومية عنصرية متخلفة، كالحالة التركية..؟

*  منذ اكتمال تكون الدولة التركية الحديثة بمساعي جمعية الاتحاد والترقي العنصرية عقب الحرب الأولي لصالح العنصر التركي، ذلك على حساب شعوب قوميات أخرى متعددة، وجراء مذابح وتهجير شعوب، كل من الأكراد والأرمن والمسيحيين، والعرب واليونان، وضم أراضيها، بالقوة والاحتلال والإكراه، رغم الاتفاقيات الدولية، معاهدة (سيفر) عام في آب 1920، كانت تحاول الحكومات التركية المتعاقبة، تأكيد وجودها الوطني السياسي المصطنع المركب على الساحتين الداخلية والإقليمية وفاعلية دورها، لكن تشير معظم التقارير السياسية إلى فشل هذه السياسات، وإلى تراجع وضع الدولة التركي على الساحة الإقليمية، كنتيجة لمعضلة التكوين التركية ذاتها، التي كانت تدفع إلى اتخاذ تحركات انفعالية مواجهة داخلية ضد المكونات التركية وخارجية، هي ليست أكثر من ردود أفعال متكررة غير متوازنة، للهروب وإلقاء اللوم على الآخرين، لا يمكن أن  تصل في تركيا والمنطقة إلا إلى مستوى الكوارث، وهذا ما يحدث الآن مع حكومة التنمية والعدالة القردوكانية الأوغلية العنصرية الضيقة الأفق الخرقاء، خليفة الاتحاد والترقي في مشروعها وتوجهاتها، بما لا يمكن أن تفضي إليه سياستها المتعثرة المتخلفة هذه في زمن التحولات العالمية، إلا إلى مزيد من الكوارث على كافة الصعد في الدولة التركية والمحيط الإقليمي والعالمي..؟

لذا يبدو أن الحلول المحتملة لنزع حالة الإشعال الدائمة في المنطقة، وإراحة شعوبها، وإشاعة السلام في ما بينها، هو في إعادتها إلى ما كانت عليه، قبل لعبة التركيب الدولية في المنطقة المسماة تركيا اليوم؟.. وذلك بالعودة إلى معاهدة سيفر الدولية أو ما يشابهها، لتحقيق العدالة لشعوبها وإعادة الحقوق إليها والتعويض عليها على ما تعرضت إليه من تهجير واضطهاد ومآسي، رافق مصالح ومشاريع الدول الغربية المهيمنة آنذاك ولا تزال، ذلك في إعطاء الشعب الكردي حقه  لإقامة دولته الكردية في مناطق تواجده التاريخي في الشرق التركي الحالي، حيث كانت مملكة ميديا، إعطاء الحق لشعب أرمينيا لإقامة دولته الأرمنية في مناطق شعب الأرمن التاريخي، حيث كانت دولة ليديا، وإعادة سواحل البحر الأسود والغرب الأوروبي لمنطقة اسطنبول إلى أصولهم وإلى شعوبهم اليونانية، وإعادة سفوح جبال طوروس ولواء اسكندرون إلى شعب سوريا..؟

حركة القوميين العرب ؟ مكتب الارتباط

*زمن هياج الحيات..؟

يتحدث هؤلاء ولا يتحدثون، ينسون ما سبق من القول، فليس من الضرورة إعمال العقل في هذا المجال والمكان،  لكن هم يعرفون أن من يخاطبوهم مُخدرون، يبكون عليهم يتشفقون، يستقوون في قوتهم العصبوية، وفي الآخرين من وراء البحر إلى إسرائيل، يبيحون دماء الأخوة باسم التكفير، يدفعون إلى الشرور باسم الجهاد، يحضون على القتل، لا يهم؟، لا إثم؟ فالمسألة هي نصرة الإسلام، جماعة الإسلام، لكن ليس كل إسلام، لقد صادروا السنة في الإسلام، فصارت لهم، وأصبح إسلامهم، فمن أجله، ومن أجل ديمومة خيمة مناخه، كل تحريض مباح..

إذن فآخر همّ لهذا الخائن، أو لهذا الجاسوس.. ضجيج الفضائح، كما أن أمثالهم من الأباعد أو الأقارب لا يهتمون لأقاويل العار عنهم في مدائن الأحرار فهم متواطئون، يتوارثون داء العصبوية، وحرفة إنتاج ثقافة الموت، والخيانة، ويبررون تدمير الأوطان؟، فلقد أحلوا أنفسهم مكان الدين والديّان،؟؟ أجراء وكومبارس لساسة الدول الكبار: مشعل مرسي قردوكان الغنوشي القرداوي، الحريري،الخ.. سلسلة العار والقائمة تطول..؟ ، جوقة الطبالة والزمارة، والكيف وهز الخصر، في احتفالات مجونهم، احتفالات السطو على الثورات ومصادرة الإسلام، هكذا ظهروا في تركيا قردوكان الهزاز، لا أبدا، لا تهمهم المخازي..؟ طالما أن الفتنة سائرة في مسار تأججها المرسوم، لا تهمهم العواقب طالما هم يراكمون الربح على أشلاء قتلاها على حساب أهاليها، فكلما أطلوا في أفعوانيتهم الشيطانية، أثاروا طائفة ونصروا أخرى حقا أو باطلا، ومن أجل هذا لا يملون العمل في التحريض على نشر شائعة المغانم، نعم جزاء الجهاد ضد الكفار هو: (الغنائم)..؟ على الأرض، وحيث توجد حور العين. في الأفلاك

هم لا يسمعون لا يفهمون مغلقة عقولهم.. ويتحدثون لغة الأفاعي..؟

ما الذي نفعله مع الأفاعي، هل نسكت عنها، هل ننام معها..لا، لا:

إذن علينا اصطياد الحيات بالحكمة..؟

لم تغير تركيا سياساتها يوما أو مواقفها: اتجاه قضايا سوريا والعرب، فمنذ لعبة تكوينها الحديث، المركب المصطنع بأيادي الغرب، الذي أقرّ في معاهدة لوزان 1923 ثم بعد اكتماله في اقتطاع اللواء السليب اسكندرون عام 1938 من سوريا، دخلت تركيا في الأحلاف المعادية لسوريا والعرب، وأصبحت الذئب الرابض على الحدود، الذي يستنسل جراء، وأبناء المنطقة ضحاياه، ولم نزل نذكر حلف بغداد والمركزي واستبدالاته من مشاريع الأحلاف، على اختلاف قبعاتها الأوروبية، الأمريكية الإسرائيلية، ولم يكن قد ظهر وقتها لا حزب عدالة قردوكان، ولا نجاسة القرد سي مرسي النباح بلحيته العفراء، في مصر الطاهرة، فليست هذه المشاهد سوى لبوسات متعددة، لصنمية واحدة، لا بد أن تهتز، وأن تتعرض للإنهيار في أزمان عصف الزلازل..؟ هكذا أيضا رأينا  مؤخرا تجلى وجوه الحيات في تركيا، بما فيها وجه مشعل الصغير..؟

هنا تأتي الحكمة: ما الذي نفعله مع الأفاعي والذئاب، هل نسكت عنها،هل ننام معها..لا، لا:

إذن علينا الصبر: فلا ضير من قتل الذئاب كلما هاجت، ومن اصطياد الحيات بالحكمة كلما حامت..؟

حركة القوميين العرب / مكتب الارتباط

ZANAN

 - الأخوة الكرام تحيات: توضيح حول حرج الوضع السوري..؟

 المسألة السورية مسألة معقدة من الناحية الاقتصادية والسياسية والديموغرافية ومن الناحية الجيوسياسية، ولأنها غير  مفهومة في ارتباطاتها وتشعباتها ومفاعيلها للعديدين، يجري اللعب في الطروحات السياسية التي تتناولها من قبل كافة الأطراف،  فيقتطع جزء أو  أجزاء من هذه المسألة لوضعها في المقدمة، على أساس أنها كل المسألة، أو يجري التنظير لها من كافة المعميين بالايديولوجيا، ليخرجوا علينا بما هب ودب من التقويلات السياسية التي تخفي في حقيقتها النوايا والأهداف، المسألة السورية يجب أن تؤخذ في نظرة محايدة ككل.؟ المسألة في سورية ليست مسألة حرية وديمقراطية، ولا انتفاضة كما التوهم؟ المسألة في سورية هي بين المدينية الحضارية وبين الهمجية، بين الانتظام والفوضى، الفوضى التي هي أعلى مراحل الطغيان، المسألة في سورية هي حالة شعب في مواجهة التفتيت والتهجير والإبادة، لاقتلاع الحالة المدينية ذات الآلاف من الأعوام.. كما حدث في فلسطين، عندها يسهل كل شيء، يسهل إعادة تشكيل المنطقة وإلحاقها واستعباد من يبقى من أهلها على أمل العودة، إلى أن يأتي مثيل المعلم عباس، ومشعل، ومرسي، وقردوكان، والقرداوي، والغبي حمد وغيرهم، حيث لا عودة عندها، وينتهي كل شيء؟، إذن العلمانيون العقلانيون الثوريون الكذبة، والأخوان وتفريخاتهم وأفراخهم من التكفيريين، مجرد أدوات لأسرلة المنطقة وإبقاء إسرائيل، والعديد من الإسرائيليات، التي ستنشأ في طابع تابع غير عقلاني، لذا كان الرد على الصمود السوري المواجه، كان في اجتماع حزب العدالة القردوكاني، مع قادة عصابات الأخوان، من دول مصر وتونس والأردن إلى جانب غيرها، الذي سمح بإطلاق التصريحات الهستيرية في إرسال المجاهدين طبعا إلى سوريا وليس إلى إسرائيل، لأن سوريا هي العقدة بينما من إسرائيل بداية المشروع؟، فمنذ البداية وضعت نفسها شراذم (الزعران) المسلحة في سوريا (كجيش شبحي) في مواجهة الشعب، واعتبرت الشعب المواطنين السوريين،  حصة الدولة، فسوريا دار حرب ومن فيها كفار، يحل لهم الفعل فيها ما يشاؤون، وما يبقى غنائم.. وإلا كيف نستطيع أن نفسر: قتل المدنيين المواطنين العاديين المسالمين أو خطفهم وسبي نسائهم وأموالهم، واتخاذهم دروعا.. في مواجهة الدولة؟ كيف نستطيع أن تفسر تدمير المستشفيات ومآوي العجزة والأيتام والمدارس ومصادرة قوافل التموين..؟ كيف يمكن أن نفسر سياسة التجويع والتمثيل المحرم  في الأحياء وفي جثث الأموات..؟ وهنالك العديد من حوادث إجرامية لا تحصى حصلت على عموم أرض سورية.؟ لوجه الله أم لوجه الشيطان، فمن الاجتماع الأخير لرجال الكفر والفتنة والإجرام في الإسلام المنعقد مؤخرا في دولة تركيا ، كانت النذائر الإجرامية الشيطانية تتلى في زيادة التسليح وموجات التفجيرات الإجرامية لحصد المزيد والمزيد من الأبناء الأبرياء، ومن عيناتها كانت تفجيرات حلب الصمود اليوم، فهل كانت هذه ضد أعداء الإسلام أم  أنها ضد أبناء الإسلام..؟

لكم التقدير

حركة القوميين العرب / مكتب الارتباط


 

 - عوامل إنتاج جماعات هدم الدولة..؟

سليم نقولا محسن

 

من المؤسف أن جماعات الخطاب العفن الغريب، التي تصدت لطموح شعب سوريا العربية في التقدم والعزة، ولوحدتها مع مصر عام 1958، وربطت نفسها في الأحلاف الغربية، استجرت نفسها منذ إحداثها الانفصال المشؤوم في 28 أيلول عام 1961 وفي ما بعد الانفصال، لتبث سمومها على الأرض العربية إلى يومنا هذا، حتى استطاعت عبر هيمنة ذات دول الأحلاف وتآمرياتهم ومساعداتهم من ركوب موجة احتقان المجتمعات العربية، وثورات شبابها المطالبة بالحرية والتقدم والكرامة والديمقراطية، وحرفها، لتستولي بعدها على مقدرات الأمور في دول عربية عديدة وتتحكم في مصائرها، للوثوب إلى دولة شعب سورية الحرة العربية..؟

من الممكن أن نعزي أسباب تكون هذه الجماعات ونشوئها، هو افتقارها لمفهوم الوطن والدولة، العائد إلى نمطية حياتها، وتضادها بشكل ما مع الدولة ونظام انضباطها، فلا يعقل لشعب منتج مستقر، أن يجانب العقل والمحاكمة الذهنية في تصريف شؤونه، وأن يتعارض مع الاستقرار والانتظام، أساس أي دولة، فطبيعة سكان الوطن العربي تتشابه، ويمكن أن يشذ عنها من تواجدوا في مكامن الثروات، ووهبوا ثروات مجانية ارتبطوا بها، حيث من يسيطر على هذه الثروة ويعتبرها ملكا، هو من يُكون الدولة وشعب الدولة، ويمنح المواطنة فيها لا شعبها مصدر السلطات..؟ على عكس طبيعة نشوء الدول، وربما كانت دول الخليج هي إحدى نماذجها..؟

أما في بقية بلاد الوطن الكبير حيث تتوزع القرى والمدن كمواطن للاستقرار، ويساهم الكل في الإنتاج على تنوعه واختلافه، وفي عمليات التبادل وما ينجم من علاقات الإنتاج، فالأمر مختلف، لأن الكل المشارك، يحتاج إلى الاستقرار والعدل..؟ لكن من ناحية أخرى صادفت أقاليم الوطن العربي في بعض أنحائه موجات من عدم الاستقرار، نجمت عن الغزو والقلاقل، أو هجرات شعوب من مناطقها إليه ملاصقة له كانت أو بعيدة عنه، احتضنتها أراض البلاد، فسكنت فيها، كجاليات أو طوائف، إلى أن سكناها كان غالبا على أطرافها كتجمعات سكانية هامشية في البداية، لها حساباتها وتخوفها، خاصة بعد أن دخلت في تكوين الدولة، وشبيهها من اضطرتها ظروف تحصيل رزقها على حساب ضعف الدولة، فهذه الجماعات على اختلافها هي من تدفعها ظروفها الحذرة، لأن تتكون لديها مسألة الخشية من هيمنة قوة الدولة..؟ ومن هذه الجماعات المشار إليها ممكن أن تنشأ العناصر المضادة المتحالفة مع الغير الأجنبي ضد قوة الدولة، والجدير بالذكر أن الدول الغربية الطامعة في المنطقة لم  تزل تلاحق هذه الجماعات وأعدادها ومناطق سكناها وظروفها الحياتية والمعاشية، لدراستها والتواصل معها، ولديها سجلا وافيا عن أدق تفاصيلها..؟ وقد عزى البعض من الباحثين إلى مواقف هذه الجماعات وانتماءاتها السياسية التي اتخذت أشكالا حزبية عقائدية، إلى أصولها القومية السابقة..؟

فشعب سوريا المديني الذي يعاني من تدخلات دولية منذ ما قبل آذار عام 2011 وجد نفسه يصادم إرهاب ذات الجماعات الغريبة في تفريخاتها التكفيرية واستنسالاتها المتعددة، في المدن والقرى والأرياف وشرائط المناطق الحدودية، فلقد تم استبدال أساليب الحرب التقليدية في المواجهات الحدودية، عبر نقلها إلى الداخل السوري، وإلى حرب عصابات مركبة معقدة هدفها الفوضى، تنشط من قبل أوساط سورية مهمشة خرجت عن الاجتماع السوري، تغريرا أو شراء، في إطار طمع جزائها الموعود بالغنائم؟، ومن قبل عملاء مدربين، يتسللون عبر الحدود لصنع الموت والقتل والخراب والتدمير..؟

 ولقد تكفلت قدرات الإعلام العالمية في تزوير الحقائق، لإقناع الرأي العام العالمي والمحلي على أن هذه الحرب القذرة الفريدة، (حرب الجيوش الشبحية)، التي تستهدف وحدة شعب سوريا وقهر إرادته، والعبث في كيان دولته وفرط عقدها، ليست بحرب خارجية تدميرية، بل هي ثورة شعب هدفها الحرية والديمقراطية والعدالة..؟

وهكذا كما الهدف التدميري، تم استبدال تسلسل الأهداف والتباساتها وشعارات الأهداف، وأسماء أيام الجمع المضحك، وعلم البلاد، فمن مسيرات احتجاجية سلمية مطلبية، إلى مختلطة مع العنفية، إلى إصلاحية، إلى عمليات مسلحة تغييرية، إلى إسقاط النظام بما يعنيه ذلك من إسقاط الدولة، إلى عمليات حربية إجرامية تخريبية وإبادية، تزعزع الأمن وتنشر الرعب، لضرب الثوابت في بقاء الدولة ووحدة مجتمعها، تبدأ من تدمير مؤسسات الدولة التعليمية، والمستشفيات ومعامل الإنتاج، والمؤسسات السيادية والمديريات والمخافر ودور العدل، إلى أماكن العبادة ورموزها، إلى نهب المؤسسات المالية وقوافل التموين الغذائية، والوقود، وصولا إلى احتلال القرى والبيوت وتهجير أهلها، إلى الخطف والذبح على الهوية المناطقية أو المذهبية..؟

نحن لا نشك في الأهداف المبيتة من هذا الهجوم الدولي الكوني على شعب سورية ودولته، الذي يُختزل عادة توصيفه من قبل السلطة السورية والدول الحليفة القريبة، أنه يستهدف المشروع التحريري المقاوم الممانع الذي تتصدى لقيامه وبقائه وتعزيزه سورية، لكن هذا لا معنى له إن لم يرتبط في مصالح الشعب السوري، ومصالح شعوب المنطقة، ولعل الأحداث الشرسة الجارية كشفت حتى للبسطاء من الشعب السوري، أن أمن داره وعياله، وأمن رزقه، لا يبدأ عند شريط حدود إقليم سورية الدولة، إنما يبدأ من شواطئ فلسطين وأرض غزة امتدادا إلى مصر وما بعدها، وأيضا في الشمال إلى إسكندرون وسفوح طوروس، وهكذا في الشرق والجنوب..؟ فليس للوضع السوري خيارا ولدولته وحكومته خيارا آخرا سوى هذا المشروع الوطني القومي، لبقاء وجوده واستقراره..؟

لكن هذه الدول أيضا وفي مقدمتها الولايات المتحدة لا خيار لها أمام تهديد وجودها الامبريالي، إلا استكمال مشروعها الإستيلائي التفتيتي للمنطقة العربية بالمشاركة والتواطؤ مع الجماعات التكفيرية المتأسرلة على حساب شعب سورية، أو المأجورة كعناصر خائنة لا هوية سياسية لها..؟ لذا أمام انعدام الأفق في استعمال قواها العسكرية الفائقة، كنتيجة للتوازنات الدولية، وقوة الردع التي باتت تمتلكها الدولة السورية، كان لا بد لها من ابتكار أنماط وأشكال أخرى من الحروب النوعية، تحتل وتدمر بواسطتها الوطن السوري، وهذا ما يشاهد في سوريا الآن..؟ ولقد أصبح مكشوفا للشعب السوري وشعوب المنطقة والدول الصديقة الحرة، آليات المشروع الغربي، وأدواته في المنطقة، مما بات من المتعذر خداعه، كما زاد هذا في قوة تماسكه وفي إصراره على المقاومة، والالتحام بقيادته..؟

*أما أن يُغيب كل هذه الحقائق من قضى عمره يبيعنا الوطنية والمواقف القومية، ليصف كل هؤلاء المرتزقة الهمج من القتلة واللصوص، مقابل القليل من المال، بالشرفاء، وبالثوار الأبطال، ويشيد في انتصاراتهم ..على من.. على الشعب؟  وأن كل هذا التخريب والدمار للعمران، أعمال فخار وانجازات، وأن يتهم من هو مخول بردعهم كواجب وطني أخلاقي، ومن هم مناط بهم الدفاع (أفراد الجيش البواسل، أبناء البلاد) عن أمن البلاد وسلامة المواطنين وأرزاقهم وممتلكاتهم وأعراضهم، بالسفاحين، لا يمكن وصفه إلا بالغبي المحدود الإدراك، وليس في قول هذا من كان، كل العجب في المقدرة على قلب الحقائق وتزييفها، بل ما فيه من انحطاط أخلاقي لم تألفه شعوبنا في سماحتها، جرأه على الاستهانة من حلم وصبر وحكمة شعب، بنى الحضارات ووهبها للغير، كي يعم السلام الدائم..؟

http://mnicolas.maktoobblog.com

 

  عوامل إنتاج جماعات هدم الدولة - سليم نقولا محسن.docx

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.

No comments:

Post a Comment