ينبغي تنظيم هذه الفوضى
صباح علي الشاهر
رغم وضوح دعوة السيد السياستاني بالتطوع في صفوف القوات الأمنية وتأكيد ممثله على هذا الأمر عدّة مرات، بشكل لا يدع مجالاً لأي شك وإلتباس، وتأكيده في المرّة الأخيرة على أن المتطوعين يكونون في خدمة القوات العسكرية وتحت إمرتها، وإنهم لا يمكن أن يمثلوا طائفة أو مجموعة، وإنما المدعون للتطوع ومواجهة داعش هم كل الشعب العراقي، بكل قومياته وطوائفه، وتأكيده على أن التطوع ينبغي أن لا يأخذ صبغة طائفية، إلا أننا نجد الطائفيين يتجاهلون كل هذا، فينبرون لتأسيس قواتهم الخاصة، ويستعرضونها، أو يستعرضون بها، خارجين بذلك على توجيهات المرجعية التي يؤكدون زوراً أنهم متمسكون بها .
إنهم يشكلون ميليشيات باسماء سرايا وأفواج وألوية، يقودونها هم ويستقون بها، ممهدين بهذا السلوك إلى إنشاء مليشيات مقابلة.
نتساءل هل سيقوم السيد الصدر وكذا السيد الحكيم، بالإنفاق على سراياهما وجيشهما، تسليحاً وعدّة ورواتباً، وإذا لم يكن في واردهما هذا فما معنى هذا التمايز، لماذ لا يدعوان أتباعهما للإنخراط في التطوع العام، لماذا الإستعراضات الخاصة تحت إمرتهما؟
لم أفهم مثلاً بأي صفة يستعرض بعض الأشخاص الذين لا صفة رسمية، ولا رتبة عسكرية لهم جحافل المتطوعين، ولماذا تؤخذ لهم التحية العسكرية من قبل بعض الرتب العسكرية ؟
ثم ماهذه الفوضى في الأزياء العسكرية، لاحظوا البزة التي يرتديها أمين العاصمة مثلاً ، وبزات الشيوخ المعممين، وكذا بعض المسؤولين، أغلب الظن أن كل شخص يفصل بزته على هواه ومزاجه، ويرفع شعاره أو رايته، ولربما يدعو لرفع صورته..
المتطوعون يرفعون راية واحدة، هي راية العراق، وينشدون بأسم من تنادوا للفداء دونه ألا وهو العراق .. العراق وحده ولا أحد سواه، والعراق يدافع عنه الآن جيشه وقواته المسلحة الموّحدة، بدعم الشعب كله، بكل قومياته وأديانه ومذاهبه، هذه الملايين المتطوعة تقدمت لمؤازرة الجيش في تصديه لداعش والتكفيرين القتلة ، وهي تضع نفسها وقدراتها تحت إمرته، منذ أن يبدأ العراقي بالتطوع يصبح جندياً لخدمة الوطن كله، وتحت إمرة قادته العسكريين ، لا الذين كان تحت إمرتهم، بعد التطوع لم يعد المتطوع دعوتياً أو مجلسياً، أو صدرياً، أو بدرياً، أو فضيلياً، أو أي شيء آخر، ليس هذا فقط ، بل لم يعد عربياً أو كردياً أو تركمانيا، ولا سنياً أو شيعياً أو مسيحياً أو صابئياً، وإنما عراقياً، وعراقياً فقط، وعلى الجميع أن يفهم هذا، ويفهم جوهر وحقيقة التطوع الذي دعت له المرجعيات الشيعية والسنية والمسيحية، ومن كل الطوائف، التطوع ليس من أجل تعزيز التشتت، لذا فلا رايات ترفع سوى راية العراق، ولا نشيد ينشد سوى نشيد العراق، ولا هتاف ترفعه الحناجر إلا الهتاف باسم العراق .
إن أي سلوك أو ممارسة تعاكس هذا ما هي في جوهرها سوى إجهاض لدعوة المرجعية، وإلتفاف عليها.
No comments:
Post a Comment