Saturday 28 June 2014

{الفكر القومي العربي} لجنة مؤتمر بيروت والساحل: لا بيئة حاضنة للتطرف في لبنان

 
الصراع في العراق ليس مذهبياً.. والحل بتشكيل حكومة وفاق وإقرار دستور وحدوي جديد
لجنة مؤتمر بيروت والساحل: لا بيئة حاضنة للتطرف في لبنان.. وتعاون القوى الأمنية دليل قدرة على حماية الأمن الوطني
كل المرجعيات الإسلامية مطالبة بإطلاق أوسع حملة تنوير بحقيقة الإسلام ونبذ قوى التطرف
 
عقدت لجنة "مؤتمر بيروت والساحل"(العروبيون اللبنانيون) اجتماعها الدوري في مركز توفيق طبارة حيث ناقشت المستجدات المحلية والعربية.
استهل الأخ كمال شاتيلا المنسق العام للجنة الاجتماع بتهنئة المسلمين بشهر رمضان المبارك، آملاً أن يشكل هذا الشهر مناسبة تعلو فيها قيم الاسلام الحقيقية في النفوس على كل المفاسد، ثم عرض وقائع المؤتمر القومي العربي الخامس والعشرين الذي عقد في بيروت بحضور مكثف من كل الاقطار العربية، وأشار الى أن هذا المؤتمر الذي تأسس في مرحلة تراجع وتدهور الوضع العربي، حمل منذ تأسيسه وحتى اليوم رسالة التمسك بالثوابت القومية العربية التي هي طريق الأمة للخروج منتصرة على كل التحديات التي تواجهها.
وتحدث شاتيلا عن المعطيات التي تجمعت لديه من خلال اتصالات مكثفة مع قوى المقاومة العراقية والفعاليات القومية والتحررية وقيادات تيارات شعبية وازنة كالتيار الصدري وهيئة علماء المسلمين ورموز الحوزة الخالصية، والتي أجمع الكل على أن محنة العراق تعود في جذورها الى الاحتلال الاميركي والدستور التمزيقي الفيدرالي الذي فرضه بريمر، فضلاً عن آداء الطبقة السياسية الطائفية والمذهبية التي جاء بها الاحتلال وسلّمها مقاليد الحكم في العراق بعد أن حل الجيش الوطني، وأن الخروج من الازمة هو في العمل لازالة آثار هذا الاحتلال.
وتوقف شاتيلا عند التفجيرات الامنية التي يشهدها لبنان، مؤكداً قناعته أن رغم وحشية وشراسة قوى التكفير والارهاب الا أن الاحداث ـثبتت ان هذه القوى لم تجد لها في لبنان بيئة حاضنة.
وبعد نقاش مكثف أصدر المجتمعون جملة التوجهات والتوصيات الآتية:
أولاً: تهنىء اللجنة اللبنانيين والعرب عموماً والمسلمين خاصة بحلول شهر رمضان المبارك بكل ما تحمله أجواء هذا الشهر الفضيل من مناخات ايمانية يستقوي بها المؤمنون على نزعات النفس وأهوائها للعودة الى قيم الاسلام السمح وتعاليمه السامية، وترى أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل المرجعيات الاسلامية وفي مقدمها الازهر الشريف، لاستثمار الاجواء الرمضانية في إطلاق أوسع حملة تنوير بقيم الاسلام وتعاليمه، وتتصدى فيها لأشرس وأخطر عملية تزوير لمضامين هذا الدين الحنيف على يد قوى جاهلة وجاهلية اندفعت بارتباطات مشبوهة أو بجهل بجوهره الحقيقي، لتمارس ما يتناقض مع كل ما أمر به الله سبحانه وبشّر به رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، فجاءت حصيلة ممارساتها تمزيقاً للأمة التي أوصى الله ان تحافظ على وحدتها، وخدمة لأعدائها نقيضاً لأمره تعالى في أن تكون شدّتهم على أعدائهم وأن تسود الرحمة بينهم.
ثانياً: تقوّم اللجنة ايجابياً انعقاد المؤتمر القومي العربي في لبنان بحضور كثيف عربياً ومحلياً، وترى أن هذا المؤتمر منذ تأسيسه وحتى اليوم شكّل ساحة لقاء قومي، ومثّل رداً شعبياً وثقافياً عربياً على الهجمة التي استهدفت العروبة رابطة حضارية وعلى توجههاتها التحررية والوحدوي ومشروعها النهضوي، وتأكيداً على أن قوى الأمة العربية الحية في كل الاقطار ترى في العروبة ومشروعها التحرري الوحدوي النهضوي الرد الاستراتيجي على التحديات كافة وآخرها مشروع الشرق الأوسط الكبير.
ثالثاً: ان اللجنة وهي تتابع بقلق شديد مجريات الاحداث في العراق، ترى أن الإحتلال الاميركي حينما حلّ الجيش الوطني، وفرض دستوراً تمزيقياً طائفياً، وشكل من عملائه طبقة حاكمة فاسدة ونهابة لثرواته، انما استهدف أن يكون العراق ساحة احتراب داخلي دائم ينهكه ويمزقه ويجعل منه مصدراً للفتنة الى محيطه العربي.
واذا كانت قوة المقاومة العراقية الباسلة قد فرضت على المحتل الاميركي الخروج من العراق، وهو الذي كان يمن نفسه باحتلال لاربعين عاماً، الا أن الطبقة الحاكمة المرتطبة بالمحتل حاولت الحفاظ على احتكارها للسلطة بقمع شرس للقوى الشعبية والتحررية، فنمت معارضة من كل اطياف الشعب العراقي تناغمت فيها قوى المقاومة وفعالياتها مع التيار الصدري والمؤتمر التأسيسي الوطني العراقي في رفض نهج السلطة، مما أسقط دعاوى الطبقة الحاكمة في أن ما يشهده العراق هو صراع مذهبي سني شيعي، خاصة وأن جميع هذه الاطراف تشدد على أن الخطوة الاولى للحل يكمن في اقامة حكومة وفاق وطنية تنظم انتخابات حرة ونزيهة وتعد دستوراً جديداً وطنياً لا طائفياً يؤكد على هوية العراق العربية ويلغي السمة الفيدرالية الطائفية التي فرضها بريمر. واذا كان الجميع لا ينكر أن بعض قوى التطرف التكفيرية تحاول ان تركب موجة النقمة الشعبية ضد السلطة، الا أن مواقف علمائية من السنة والشيعة والمقاومة العراقية الرافضين لقوى التطرف ومسلكها، والمصممين على مقاومة النهج الطائفي الفتنوي للسلطة بنهج وطني توحيدي، يكشف بوضوح أن ما تحاول السلطة المرتهنة والاعلام المشبوه تصويره من ان العراق بات ساحة صراع مذهبي، هو إدعاء لا صحة له ولا دليل عليه.
رابعاً: ترى اللجنة أن عودة مسلسل التفجيرات الى لبنان،  يؤكد صحة ما حذرت منه خلال السنوات الماضية من أن خطاب التحريضي الطائفي الذي تتسلح به غالبية اطراف الطبقة الحاكمة لمواجهة حالات الانفضاض الشعبي عنها، لن يستفيد منه الا المتطرفون، إلا أن أبرز ما كشفت عنه هذه التحركات المشبوهة للمتطرفين التكفيريين انهم يفتقدون الى الحاضنة الشعبية، وفي نفس الوقت الذي اثبتت فيه التطورات أن التنسيق والتكامل بين كل الأجهزة الامنية اللبنانية يرفع من قدرتها على مواجهة هذه البؤر الاجرامية ويوجه ضربات قاسية لها. واللجنة اذ تتوجه بالتحية الى المؤسسات الامنية اللبنانية على ما تبذله من جهد وما تقدمه من تضحيات، تعيد التنبيه من مخاطر الاعلام المشبوه الذي يفتح الشاشات امام المتطرفين الذين باتوا اليوم في غالبيتهم الساحقة من المطلوبين للعدالة.
---------------------------------- 28/6/2014 

No comments:

Post a Comment