Sunday, 10 August 2014

{الفكر القومي العربي} يحيى حسين: السؤال الأهم: من الذى يدفع للرجل؟

 
 
image
 
 
 
 
 
جريدة التحرير | السؤال الأهم: مَن الذى يدفع للرجل؟ -
فى نهاية 2006 طَرَق بابى لأول مرة فى حياتى أحد المُحضرين وسلَّمنى إنذارًا بالمثول أمام المحكمة فى الدعوى المرفوعة ضدى من أحد رؤساء الشركات التابعة لمحمود محيى الدين...
Preview by Yahoo
 
  
 
 السؤال الأهم: من الذى يدفع للرجل؟
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
(التحرير 10/8/2014)
 
فى نهاية 2006 طَرَق بابى لأول مرةٍ فى حياتى أحدُ المُحضرين وسلّمنى إنذاراً بالمثول أمام المحكمة فى الدعوى المرفوعة ضدى من أحد رؤساء الشركات التابعة لمحمود محيى الدين يتهمنى بسبّه وقذفه بمقالى (ماذا تقول لربك غدا؟) بخصوص صفقة بيع شركة عمر أفندى (الطريف أننى لم أكن قد ذكرت هذا المدّعى فى مقالى لسببٍ بسيطٍ .. أننى لا أعرفه أصلاً).
أُسقط فى يدى لأننى لم أكن قد تعاملتُ مع محامين من قبلُ وكنتُ خاضعاً للحصار المالى الذى يغّل يدى عن توكيل محامٍ قوىٍ للدفاع عنّى .. بعدها بأيامٍ أبلغنى أحد الأصدقاء بأن مناسبةً اجتماعيةً جمعته بالمحامى (ف) الذى طلَب منه أن يبلغنى باستعداده للتطوع بالدفاع عنّى .. فقلتُ للصديق مستفسراً (أليس هذا الرجل هو محامى الجواسيس المشهور؟) أجابنى (نعم) فقلتُ له دون ترددٍ (لا .. أبلغه امتنانى لعرضه واعتذارى عن توكيله .. فقد تصرّفتُ فى الموضوع فعلاً) .. والحقيقةُ أننى لم أكن قد تصرّفت ولا يحزنون .. وخلاصةُ ما جرى بعد ذلك أن الله وفقنّى لمحامٍ شابٍ متميزٍ هو الصديق عصام سلطان، ورغم اختلاف بعضنا مع مواقفه فى عام حكم مرسى إلا أن الكل متفقٌ على أنه لا وجه لمقارنته مهنياً ولا أخلاقياً بالمحامى (ف).
عودة إلى السيد (ف) .. فقد اكتشفتُ لاحقاً أنه لا يدافعُ عن الجواسيس فقط وإنما عن كل الملوّثين فى الأرض كالشواذ والقَتَلة والطغاة والفاسدين .. وقد كنتُ أظنّ أن الرجل كان يريد الدفاع عنّى ليتجملَ بى، إلى أن عرفتُ من العالمين بتاريخه أنه لا يعنيه التجمل بالمرة وإنما ما يعنيه هو المال فقط، وله سوابق فى بيْع موكليه لخصومهم .. فالرجل لمن يدفع له، ويكاد ينطبق عليه عنوان ديوان (ابيع نفسى) لمرجان أحمد مرجان فى الفيلم الشهير ..
والرجل محامٍ فاشلٌ على عكس ما تروّج له عصابة الميديا المباركية التى أطلقت عليه لقب شيخ المحامين (أين نقابة المحامين من هذا السبّ العلنى؟) .. فالمتابع لقضاياه فى السنوات الأخيرة يجد أنه يخسرها جميعاً رغم الحملات الإعلامية مدفوعة الثمن المصاحبة له خارج قاعات المحاكم، ورغم الملايين من الجنيهات التى يتقاضاها .. ولكنه رزق الهبْل على اللصوص والقَتَلَة والجواسيس .. ويبدو أن البعض نسواْ أن النمرة البائسة التى أدّاها الرجل منذ أيامٍ سبق أن أداها بنفس المستوى الهابط منذ عامين وفاز لموكله بمؤبد .. الفارق أنها لم تكن مذاعةً على الهواء.
وقد اندهشتُ لاندهاش البعض مما قاله الرجل فيما سُمىّ مرافعة القرن .. وأسألهم ماذا كنتم تنتظرون منه غير ذلك؟ فلا هو نبيل الهلالى قديس المحاماة الذى أفنى عمره دفاعاً عن المضطهدين والمظلومين .. ولا هو سيف الإسلام حمد أحد رهبان الدفاع عن حقوق الإنسان .. هو ليس هذا ولا ذاك ولا حتى خَلَف خَلَف الله خِلف خِلاف الذى استطاع أن يروّح عن مشاهدى مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) بفقرته التمثيلية الكوميدية .. هو ماركة مسجلة باسمه .. عنوانها (الرجل لمن يدفع له) .. تلك هى سمعته .. وتلك هى قضيته .. وستكون قضية النائب العام فى يومٍ قادمٍ لا محالة بإذن الله .. قضيةٌ جنائيةٌ عنوانها (هذا الرجل لمن يدفع له .. فمن الذى دفع ويدفع له؟) .. هذا هو السؤال الأهم .. ويدخل فيما يُدفعُ غير الأتعاب المباشرة، تلك الفضائيات المخصصة من بابها له وللاستوديوهات التحليلية لمرافعاته المتطاولة .. تلك هى القضية التى يجب أن تشغلنا وتشغل الدولة أكثر مما يهرتل به الرجل فى مرافعاته .. فالإجابة لن تخرج عن أحد احتماليْن وكلاهما يجب أن يخضع للتحقيق:
إما أن يكون الذى دفع ويدفع هو موكلّه المخلوع .. فيكون السؤال الحتمى هنا (ومن أين للمخلوع هذه الملايين بغضّ النظر عن أنه مُتحفّظٌ على أمواله أصلاً؟).
وإما أن يكون الذى دفع ويدفع عناصر خارجية، فيكون السؤال الحتمى هنا (أليست تلك قضية تمويلٍ خارجىٍ أم أن مصر صارت بلداً مستباحاً؟).
طبعاً هناك احتمالٌ ثالثٌ يدخل فى باب الدعابة وهو أن يكون الرجل يتصدى للقضية متطوعاً !!!!!
 
 

No comments:

Post a Comment