المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
المؤتمر الشعبي اللبناني: ضرورة تحصين لبنان في مواجهة التهديدات الجديدة للتطرف المسلّح وإعلاء صوت الاعتدال والانفتاح والتكامل ودعم الجيش اللبناني
دعا المؤتمر الشعبي اللبناني إلى ضرورة تحصين لبنان في مواجهة التهديدات الجديدة للتطرف المسلّح وإعلاء صوت الاعتدال والانفتاح والتكامل ودعم الجيش اللبناني.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي المركزي في "المؤتمر": ان البيان الجديد لحركة التطرف المذهبي المسلح، والذي أعلن فيه استهداف كل طوائف لبنان بأنشطته التخريبية وتهديد الوجود المسيحي وتقسيم الجيش الوطني، تستدعي من اللبنانيين المزيد من اليقظة وتحصين الوحدة الوطنية واستعادة وحدة الصف الإسلامي واعلى درجات التضامن مع الجيش.
لقد سبق لجماعة التطرف ان حرضوا على الفتنة في الشمال كما في البقاع وصيدا وبيروت فلم يستجب المؤمنون لتحريضهم ففشلت جميع مخططاتهم. فاستخدموا أساليب التفجيرات ضد المدنيين الابرياء في أكثر من منطقة لبنانية بما فيها ضواحي بيروت، فجاءت النتيجة على غير ما توقعوا وخططوا، فتضامن أحرار السنّة واحرار كل الطوائف مع ضحايا التفجيرات الارهابية، فتعززت الوحدة بين اللبنانيين وازدادت فعالية الجيش بدعم كل الشعب.
اننا لا نقلل من خطورة التهديدات لقوى التطرف المسلّح وان اثبتت التجربة عدم وجود أية بيئة حاضنة له خاصة وسط المسلمين السنّة. فالمسلمون السنّة بأغلبيتهم الساحقة أهل وسطية وإعتدال، ويعتبرون ان عدوهم الأساسي هم الصهاينة الذين استباحوا لبنان. فقاوموا باحتلال الجنوب ومزارع شبعا واستمرت مقاومتهم حتى دحر الاحتلال من معظم الجنوب وكانوا طليعة المقاومين والملتزمين بقضية فلسطين.
يدّعي المتطرفون الذين يستعرضون تاريخ المغول والتتار وليس الصحابة الاخيار، ان المسلمين السنّة في لبنان مضطهدون ويشعرون بالمظلومية من قوى مذهبية او سلطوية وهذا ادعاء باطل. فلقد كان نظام لبنان قبل الطائف سنة 1989 طائفياً، وكان المسلمون عموماً يشعرون بانهم مواطنون من الدرجة الثانية، والحكام الذين احتكروا السلطة والثروة كانوا من كل الطوائف، الى ان جاء دستور الطائف لينص على مساواة الطوائف دون سيطرة اي مجموعة تابعة لمذهب او طائفة على سائر الطوائف والمذاهب.
ان أبناء الطائفة السنيّة لا يتمتعون بحياة كريمة شأنهم شأن كل الطبقات المتوسطة والفقيرة من بقية الطوائف الذين يعانون من ظلم معظم السلطة، واذا كانت مجموعات إجتماعية مذهبية أقامت مشاريع ومؤسسات نافعة لجماعاتها، فالتقصير هنا يعود للذين تزعموا السنّة على الصعيد الحكومي واحتكروا صوت السنّة لمصالحهم الشخصية والفئوية وتخلوا عن واجباتهم تجاه طائفتهم.
ان أحرار السنّة الذين واجهوا العدو الصهيوني في مزارع شبعا (وأهلها من السنّة) لم يساعدهم اي طرف يرفع شعارات "اسلامية" او قوى متشددة سنياً لا تعتبر العدو الاسرائيلي عدوّها ولم نسمع لهذه القوى صوتاً ضد مشاريع التقسيم.
ان تخريب لبنان بإشعال حرب بين المسلمين وضرب المسيحيين هو أكبر هدية تقدم للعدو الاسرائيلي الذي فشل في الاحتلال كما فشل في التقسيم، وهو سعيد بطروحات التطرف الطائفي المسلح لانه يرى فيها استكمالاً لمشروعه بتدمير لبنان. فالاسلام اعمار لا تخريب، دعوة وحدوية لا انشقاقية، يعمّر ولا يدمّر، ويحرّم الاقتتال بين المسلمين ويعترف بالوجود المسيحي وعقيدته.
ان الجهاد هو مواجهة العدو الذي يحتل الارض ويستبيح الناس كما يفعل العدو الصهيوني في فلسطين وليس قتل وتخريب واستباحة للحرمات، وتحريم الحلال وتحليل الحرام. وفي الاسلام اجتهادات متعددة في اطار جوهره العظيم، وأزدهر وإنتشر بقوة تسامح العقيدة وتقدم الشريعة ولم ينتشر بفتاوى عشوائية صادرة عن مشايخ غير مؤهلين علمياً وفكرياً.
ان مواجهة التهديدات الجديدة للتطرف المسلّح للبنان يتطلب سد جميع الثغرات والأبواب التي يمكن ان يتسلل منها خاصة البيئة الاسلامية السنيّة. ومن خلال موقف اسلامي شيعي مسؤول يمنع بعض غلاة الشيعة من الاقوال والافعال التي تسيء وتضّر بوحدة المسلمين، ولا بد من إعلاء صوت الاعتدال والانفتاح والتكامل بين المسلمين على كل الاصوات المتطرفة من اي فريق كانت. ومن الواجب تعزيز وحدة الجيش الوطني وتماسكه ومحاصرة اية تصرفات فردية مسيئة بين المواطنين ومنع تحويلها الى حالة فئوية.
ان كثيرين من اطراف الطبقة السياسية يتسخدمون المذهبية كسلاح سياسي لاغراض انتخابية وغير انتخابية، وممارسة هذا النوع من الاستغلال الديني والمذهبي اليوم اصبح مدّمراً للجميع، فتسيس الدين بات امراً خطيراً. فاذا كنا نريد صيانة وحدة البلاد واستقرار العباد فعلينا أن نلتزم بالايمان بلا عصبية او تفريط او افراط. ومن الملاحظ ان معظم الذين يطرحون العصبية المذهبية ليسوا اتقياء، فهم يستخدمون العصبية للتغطيّة على الفساد والتقصير بحقق المواطنين، لانها تشكل الستار على اسرار الصفقات التي لا تفيد طائفة ولا تنفع مذهب ولكنها تحقق مصالح خاصة على حساب الشعب.
---------------- 16/3/2016
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment