Thursday, 5 May 2016

{الفكر القومي العربي} يحيى حسين: وكأنها سُلطة احتلال

وكأنها سُلطة احتلال
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
(نُشِر على صفحته فى الفيسبوك)

فى دفاعهم عن جريمة اقتحام نقابة الصحفيين، يقفزدراويش النظام وبهاليله وخبراؤه ومتحدثوه الأمنيون إلى الحلقة الأخيرة .. الاقتحام .. مُتغافلين عن الحلقة الأولى محضر التحريات الفضيحة المُعَّد بواسطة ضابط أمن الدولة .. متباكين على ضرورة تنفيذ قرار النيابة بالضبط والإحضار وكأننا أمام متهمين جنائيين .. ويركزون على أقوالٍ فى مدونةٍ لهذا أو ذاك بها بعض الشطط .. بينما الأصل أنهما مجرد اثنين ضمن عشراتٍ اعتقلوا دون أن يصدر عنهم سبٌ ولا قذفٌ ولا شطط وإنما كانوا (يحرضون) على وقفةٍ سلميةٍ تنادى بالتمسك بالأرض المصرية .. لا أحد يتوقف ليسأل ماهى التهمة الصادر بحقها قرار النيابة .. عندما يتهم ضابط أمن دولة مواطناً بأنه يحرض على التمسك بأرض بلاده .. ثم تصدر النيابة قرارها بضبط المواطن لا ضبط الضابط الخائن .. فنحن لسنا أمام سلطات دولة واجبة الاحترام .. وإنما أمام شئٍ أشبه بسلطة احتلال .. ففى التاريخ الإنسانى والمصرى، لم يحدث أن صدر أمر ضبط وإحضار لمواطنين بتهمة (التحريض) على التمسك بأرض بلادهم إلا من سلطة احتلال .. فَعَلَها الاحتلال النازى لفرنسا بحق أفراد المقاومة الفرنسية .. وكررتها سلطة الاحتلال الانجليزى فى الهند بحق غاندى .. وفعلتها سلطة الاحتلال الانجليزى فى مصر بحق ثوار 1919 .. أما أن تتهم دولةٌ مواطنيها بالتحريض على التمسك بأرضهم فتلك أعجوبةٌ لم نسمع بها من قبل .. نحمد الله أن سعد الشاذلى وإبراهيم الرفاعى وعبد المنعم رياض وإبراهيم عبد التواب ماتوا واستشهدوا قبل أن يلحقوا بأيامنا الكئيبة وإلا لكان صدر بحقهم أوامر ضبطٍ وإحضارٍ بنفس التهمة فهى ثابتةٌ بحقهم قولاً وفعلاً ..

No comments:

Post a Comment