رسالة رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني الاخ كمال شاتيلا الى الاخوة والاخوات المشاركين في المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت بتاريخ 12-5-2017
بسم الله الرحمن الرحيم
باسم الحق والحرية والعروبة
أيها الأخوات والأخوة
تحية إليكم والى جهودكم في بلدانكم لرفع راية العروبة الحضارية المؤمنة بوجه كل التحديات الصهيونية والاستعمارية والتقسيمية.
أهلاً بكم في بيروت عاصمة الصمود العربي، أهلاً بكم أحراراً مناضلين صامدين رغم كل المخاطر التي تحيط بالأمة وتستهدف كيانها وحريتها ووحدتها المجتمعية.
أهلاً بكم في بيروت قلعة التحدي ومرتكز المقاومة ضد العدو الصهيوني وطليعة المواجهة لمشروع الأوسط الكبير.
ينعقد هذا المؤتمر القومي العربي في ظل ظروف قاسية تعيشها الأمة. فالصهاينة يمعنون في ضرب الصف الفلسطيني، والحلف الأطلسي يواصل تآمره على وحداتنا الوطنية ويدعم العدو بكل الامكانات، ومشروع الاوسط الكبير لا زال يضرب في مفاصل وكيانات الامة بحرب تقسيمية وبوسائط انفصالية عرقية وطائفية ومذهبية، والانظمة العربية منها التابع للحلف الاطلسي ومنها الصامت ومنها المتآمر على وحدة الكيانات الوطنية العربية.
وأمام كل هذه المخاطر نقول: ان القوى الوطنية والقومية العربية صمدت الى حد كبير بوجه هذه الهجمة الصهيونية الاطلسية. فشعب العراق الرافض للتدخل الأجنبي لا يزال باغلبيته متمسكاً بوحدة العراق التي تتقدم على قوى التقسيم والانفصال. وسوريا لا زالت صامدة، ومعظم شعبها حريص على وحدتها واستقلالها وعروبتها. ولبنان الذي استعاد وحدته يقف صداً منيعاً بوجه المشروع الاسرائيلي، وخلق توازن ردع بين مقاومته والعدو الصهيوني. وليبيا تتقدم مسيرة التوحيد فيها بقيادة مجلس النواب والجيش الوطني، فيما مصر تخلصت من عوامل التقسيم والفوضى و تتقدم بوحدتها الوطنية للعب الدور المطلوب منها قومياً. أما السودان فلا زال يقاوم عناصر الانفصال خاصة وان المشروع الانفصالي فشل فشلاً ذريعاً في ادارة هذه الدويلة. اما الشعب الفلسطيني الذي لم يستسلم للصهاينة يقدم اروع نماذج للصمود بوجه العدو الصهيوني معتمداً على نفسه وعلى مقاومته الشعبية بكل الوسائل المتاحة. واذا كان جائزاً التعددية السياسية داخل الفصائل، لكن الانقسام الجغرافي يشكل أكبر خطر على الوحدة الوطنية الفلسطينية. فمقاومة الاحتلال ومناصرة الاسرى واسترداد الحقوق لا تتم الا بالوحدة الوطنية اولاً على اساس التوجه للكفاح الشامل وحق العودة.
اننا نعتبر انظمة التطبيع تقدم هدايا مجانية للعدو، والعودة للمقاطعة هو اول واجب عربي. ونقول للانظمة المعنية ان العروبة تعني التحرر لا التبعية، التوحيد لا التقسيم، حماية الكيانات الوطنية وليس مناصرة الارهاب العميل.
ايها الاخوة والاخوات،
اننا نؤكد مجدداً بان العروبة انتماء لامة وليس انتساب لأنظمة، فهي جامعة ونقيض التقسيم والعصبيات الطائفية والعرقية، وتحمي الوحدات الوطنية، وهي المقاومة الشاملة لكل تدخل استعماري و اساس المواجهة ضد العدو الصهيوني.
ان علينا مواجهة مشروع الاوسط الكبير مشروع حرب التقسيم الاسرائيلية بالوحدة الوطنية في كل كيان عربي. فالوحدة الوطنية هي الدرع الاساسي لاحباط مخططات الاعداء. فلنتحد جميعاً للمواجهة المستمرة.
لقد مرّ على امتنا الكثير من الاعداء وانتصرنا عليهم خاصة. ان قوى الاطلسي اليوم اضعف مما كانت عليه وعلينا الاستفادة من الصراعات الدولية لمصلحة قضايانا و باعادة الاعتبار لشعار الرئيس جمال عبد الناصر نصادق من يصادقتنا ونعادي من يعادينا.
نرجو لكم التوفيق في توحيد الطاقات لهذه المعركة المصيرية حتى تحقيق الانتصار. وما النصر الاّ من عند الله ولا غالب الا الله.
بيروت في 12-5-2017
No comments:
Post a Comment