نُزِعَتْ البهجةُ
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
كيف تَرعرع فى وادينا الطيب هذا القدْرُ من السَفَلَة والأوغاد- صلاح عبد الصبور.
ما هذه الخِسَّةُ المُغَّلَظَة؟ .. قتلُ الأعزل خِسَّة .. قتلُ المُسالِم خِسَّة .. قتلُ الصبى خِسَّة .. قتل المرأة خسة .. فكيف إذا تجمعت كل أنواع الخِسَّة فى عملٍ واحد .. حتى الثأر من القاتلِ فى الصعيد له قواعد، على رأسها عدم قتل النساء والأطفال .. هذا عند الثأر من قاتلٍ، فما بالُنا ولا ثأر ولا قَتَلة ولا حرب .. وإنما استئسادٌ من قلوبٍ أقسى من الحجارة وعقولٍ أجهل من البهائم .. لا أميلُ إلى تكرار ما يردده البعضُ من أن الأوباشَ يستهدفون الحلقة الأضعف فى النسيج المصرى .. المسيحيون ليسوا الحلقة الأضعف .. وإنما هم- عن عِشرة عُمْر- أكثرنا تسامحاً وصبراً وحُبَّاً ومَوَّدَةً .. منذ أن سمِعتُ بالخبر المشؤوم وأنا أحاول أن أكتب أى تعليقٍ فلا أستطيع .. وكأنما شُلَّت يدى وتفكيرى .. وتعطلت لغةُ الكلام .. صار الكلام مُعاداً ومكرراً وبلا معنى ولا طعم .. ويزداد الجُرحُ كلما تلقيتُ تهنئةً برمضان من أحد أصدقائى .. مجدى بسطورس .. جمال نجيب .. عزت لويس .. منير وهبة .. وغيرهم .. ياللمحبة الآسرة.
وصلتُ إلى القاهرة أمس لكى أستمتع ببهجة رمضان بها .. كنتُ أعرفُ أنها بهجةٌ منقوصة .. فهناك عشراتُ الآلاف من عائلاتِ المحبوسين ظُلماً .. وهناك حالة الاحتقان المُصطنعة والمصنوعة والتى تسللت إلى داخل جدران البيت الواحد .. وهناك طابورٌ يتزايد من الثكلى والأيتام والأرامل فاقدى الأحباب من رجال الجيش والشرطة والمدنيين .. بمن فيهم عشرات الأُسَر التى لم تجف دموعها بعدُ على الأحباب المغدورِ بهم فى كنيستى طنطا والإسكندرية .. لكننى كنتُ أُراهن على ابتسامة مصر الخالدة .. أو كما يقول الأشقاءُ الكويتيون إن لرمضان فى القاهرة بهجة (مهما انتُقِصت) تكفى العالم العربى كله .. للأسف .. نُزِعَتْ البهجة.
(البداية- الجمعة 26 مايو 2017).
|
No comments:
Post a Comment