Wednesday, 31 January 2018

{الفكر القومي العربي} كلماتٌ في وداعِ عماد العلمي الكلمة الأولى

كلماتٌ في وداعِ عماد العلمي

الكلمة الأولى

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

الموت حق وهو نهاية كل مخلوق وخاتمة كل نفسٍ "كل نفسٍ ذائقة الموت"، فإذا جاء أجلها وحان وقتها ترجع الروح إلى بارئها، وتأنس في جوار ربها، يسبقها عملها ويشفع لها صدقها في الدنيا والخير الذي قدمت في حياتها، ولا تتأخر نفسٌ عن موعدها ولو كانت نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنك ميتٌ وإنهم ميتون"، فهذه سنة الله عز وجل في خلقه، يموتون ويبقى سبحانه وتعالى "كل شئٍ هالكٌ إلا وجه"، فطوبى لمن أحسن العمل في الدنيا وأخلص لله عمله سراً وعلانيةً، وأجهد نفسه في عبادته والتقرب إليه نهاراً وفي جوف الليل، وكان في حياته صادقاً أميناً تقياً ورعاً، لا يؤذي غيره ولا يسيء إلى سواه، ولا يعتدي ولا يظلم، ولا يسرق ولا يكذب، ولا يخون ولا يغدر، ولا يأتي إلا بخيرٍ يحبه الله ورسوله.

بقلوبٍ مؤمنةٍ خاشعةٍ وبرضا نفسٍ وطمأنينة روحٍ نسلمُ بقدر الله سبحانه وتعالى، الذي هو حقٌ وعدلٌ لحكمةٍ اقتضاها ورحمةٍ أنزلها وعلمٍ قديمٍ قد كتبه، إذ اصطفى من بيننا أبا همام عماد خالد العلمي، واختاره ليكون إلى جواره، وليلحق بالسابقين من إخوانه، الذين اصطفاهم الله قبله، حتى جاء يومه المكتوب الذي رحل فيه إليهم مودعاً الدنيا الفانية ليسكن وإياهم جنة الخلد الباقية، التي وعدهم الله عز وجل بها وهيأهم لها، فطوبى لك عماد وأنت اليوم مع إخوانك في جنات الخلد تحبرون، هنأكم الله وأنتم في كنفه، وأسكنكم فسيح جناته، وجعلكم فرطاً لأهلكم تسبقونهم إلى الفردوس الأعلى وتشفعون لهم، وتسألون الله عز وجل أن يرأف بهم وأن يأخذ بأيديهم ويكون معهم، لتقر عيونكم وتطمئن نفوسكم وتهدأ أرواحكم.

لكن القلب يحزن والعين تدمع على فراق أبي همام، وإن كنا قد أستودعناه الله عز وجل الذي سيكون إليه أقرب وبه أكثر رحمةً، إلا أن غيابه فيه لوعةٌ وأسى، وحزنٌ وألمٌ، ودمعةٌ وغصةٌ، وآهةٌ عميقةٌ ووجعٌ كبيرٌ، فهذا رجلٌ عزيزٌ أحببناه، وإنسانٌ شريفٌ عرفناه، ومناضلٌ صادقٌ خبرناه، وأخٌ كبيرٌ عشنا وإياه، ورفيقٌ كريمٌ عهدناه، ولكأنه لا ينتمي إلى عالمنا، ولا ينتسب إلى أجيالنا، فهو إلى الجيل القرآني أقرب، وإلى الجيل الرباني ينتسب، الذين كان خلقهم القرآن، وكأنه إلى عهد النبوة ينتمي، وإلى جيل الصحابة العظام ينتسب، ففيه الكثير من صفات صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي زرعها فيهم ونمَّاها عندهم، حتى استحقوا أن يكونوا من المبشرين بالجنة، فلعله يكون منهم وإليهم أقرب، ويدخل الجنة معهم ويسكن في فردوسها الأعلى مثلهم، إذ باع الدنيا واشترى بها الأخرة مثلهم، فاستحق أن يكون مثلهم وأن يبزهم في مقامهم وأن يزاحمهم في مكانتهم.

سأكتب عنك أخي عماد تباعاً وأنت السامي دوماً والمستعلي أبداً، الشريف نسباً والعظيم خلقاً، الهمامُ فعلاً والصادق عملاً، والمتواضع نفساً والطيب قلباً، والأصفى روحاً والأصدق لهجةً، والأنقى سريرةً والأزكى سيرةً، والأرجح عقلاً والأصوبُ حكماً.

عماد العلمي النحيل النحيف، الهزيل الجسد الخفيف الوزن، الذي ما عهد يوماً السمنة ولا اكتسى جسمه باللحم والشحم، ولا شوهد يوماً ممتلئاً ولا رآه الناس أبداً بديناً، بل حافظ طيلة حياته على شكله البسيط الذي عرف به واشتهر، إذ ما كان يأكل إلا القليل، ولا يشتهي من الطعام إلا ما نذر، وكان آخر من يجلس إلى المائدة وأول من يقوم عنها، حتى يكاد مضيفه أن يحصي لقيماته وأن يعد عليه ما أكل، وقد كان هذا دأبه في البيت والعمل، وفي السفر والحضر، وفي السجن والمعتقل.

لكنه كان دوماً أنيقاً في ملبسه، منمقاً في مظهره، نظيف الثوب مسرح الشعر طيب الرائحة، يحرص على ربطة العنق التي لم يتخلَ عنها حتى في يوم اعتقاله الأخير ويوم إبعاده الأول، سريع الخطى إذا مشى، خفيفاً رشيقاً إذا صعد الدرج، يقفز فوق درجات السلالم قفزاً، ويسبق الشباب صعوداً، ولا يشكو من علو الطابق ولا بعد المسافات، ولا يطلب من أحدٍ مساعدةً، ولا يشكو من صعوبة الوصول أو مشقة الطريق.

قليل الكلام خافت الصوت هادئ الحركة، يصغي كثيراً ويتكلم قليلاً، ولا يقاطع محدثه ولا يستفز مخاطبه، ورغم ضعفٍ أصاب إحدى أذنيه في حادثٍ قديمٍ إلا أنه كان لا يشعر محدثه بأي حرجٍ، بل يركز بأذنه الأخرى ويسمع، أو ينتقل بهدوءٍ لتكون أذنه السليمة أقرب إلى محدثه فلا تضيع منه كلمة، وكان يفتح أبواب بيته ومكتبه للشاكين من إخوانه، وللغاضبين منهم والثائرين على الأوضاع، وللباحثين عن نصحٍ من أبناء حركته، يفرد لهم بعض أوقاته ويصغي إليهم باهتمامٍ ولا يصد أحداً منهم، ولا يمتنع عن الاستماع إلى شكواهم ولو كانت مكرورة، ولا يتأخر في رفع المظالم وإزالة المخالفات ونصرة المظلومين.

عرفناه نقي السريرة، صافي القلب، عف اللسان، كريم النفس، حر الرأي، صادق القول، جريء الموقف، صريح العبارة، فصل الخطاب، زاهداً في الدنيا، عفيفاً في مناصبها، لا يأبه لمكسبٍ ولا ينافس طمعاً ولا يزاحم مصلحةً، ولا يقاتل منفعةً، ولا يصادق نفاقاً، ولا يداهن تزلفاً، ولا يقعد عجزاً، ولا يسكت خوفاً، ولا يصمت مؤامرةً، ولا يحابي ظلماً، ولا ينصر ظالماً، ولا يساعد مدعياً، ولا يصادق كاذباً، ولا يبايع خائناً، ولا يفاوض عدواً، ولا يتنازل عن حقٍ ولا يفرط في ثابتٍ، ولا يستغله عابثٌ ولا يضحك عليه متحذلقٌ، بل تراه في المجالس يقظاً، وفي المفاوضات واعياً، وفي الحوارات منتبهاً، دقيق الملاحظة صائب الفكرة، لا تخدعه العبارات، ولا تمر من بين يديه الكلمات، بل يستوقف الكاتب ويعارض الناقد ويعيد صياغة البيان، ويرفض ما اشتبه منه وما خالف، حتى غدا ميزاناً للمواقف وصائغاً كما الذهب للبيانات.

اليوم -أخي عماد- أخط في غيابك هذه الكلمات، وأنظم في شخصك هذه المعاني، وأصفُ فيك كل هذه الصفات والخلال التي هي حقيقة وأبعد ما تكون عن الخيال، وأستذكر معك كل الذكريات القديمة والحكايا الجميلة، في سلسلةِ مقالاتٍ أكشف فيها ما استطعت بعض ما خفي من سيرة حياتك، وأميط اللثام عن بعض صفحات نضالك ومقاومتك، وأسلط الضوء على الكثير مما أعرف، فهذا حقك علينا وواجبنا تجاه عائلتك الكريمة، ليعرفك شعبك في الوطن والشتات وقد كنت أميناً معهم وحريصاً عليهم.

اليوم يا عماد وقد رحلت عن دنيانا وأصبحت في دار الحق ساكناً، وإلى جوار ربك رفيقاً، أكتب عنك صادقاً وأنقل عنك حقاً، وأنت رفيق السجن والإبعاد، وشريكي في القيد والزنزانة، ومرشدي في العمل والحركة، ومثالي في الصدق والطيبة، وفي التواضع والزهد، وقدوتي في التجرد والتوكل، وفي الرضا والقناعة والقبول والتسليم، سأكتبُ يا عمادُ بمدادٍ من الدمعِ والدمِ، ولا أكاد أصدق ما حدث معك أو أستوعب ما وقع لك، فمثلك لا تسكت رصاصةٌ بالخطأ أنفاسه، ولا تضيق روحه بالخطوب ولو ادلهمت، ولا تيأس نفسه لشدة الكروب ولو اجتمعت، فلأنت أقوى بإيمانك من كل المحن، وأشد ثباتاً بصدقك من الجبال الشمم، وأعلى مقاماً وأرفع قدراً من كل القمم.  

يتبع ....

بيروت في 1/2/2018

https://www.facebook.com/moustafa.elleddawi

moustafa.leddawi@gmail.com


--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

{الفكر القومي العربي} الأردن : محافظ العاصمة يمنع احياء ذكرى مئوية جمال عبد الناصر – موقع مئوية جمال عبدالناصر

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

Tuesday, 30 January 2018

{الفكر القومي العربي} الحركة المدنية الديمقراطية: فليهنأ النظام بفضيحته وحده

الحركة المدنية الديمقراطية
فليهنأ النظام بفضيحته وحده

سبق وأن حددت الحركة المدنية الديمقراطية بوضوحٍ فى بيانها التأسيسى أن السبب الرئيس فيما تعانيه مصرُ من تخبطٍ وسياساتٍ فاشلةٍ هو الحكم الفردى المطلق الذى لا يُرَاقَبُ ولا يُحَاسَبُ ويحتقر الدستور الذى هو أساسُ شرعية أى حُكمٍ ويضرب به عرضَ الحائط.
وعلى الرغم من عدم وجود أى بادرةٍ إيجابيةٍ من النظام لفتح المجال العام واحترام الحقوق والحريات الأساسية للشعب صاحب السيادة، بل زادت الممارساتُ قُبحاً وفجاجةً مع اقتراب موعد ما أُطلق عليه الانتخابات الرئاسية، سواء بالتمديد غير الدستورى لحالة الطوارئ، أو بالهندسة التعسفية لمقدماتها وإجراءاتها للتحكم النهائى فى مخرجاتها ونتائجها، أو تسخير الإعلام لتشويه كل منافسٍ محتملٍ، فى الوقت الذى استُبيحت فيه المؤسسات الحكومية لتوقيع استمارات حملاتٍ لتزكية الرئيس وحُجِزت للافتاتها شوارع مصر وأُغدِقَ عليها من مال المصريين العام تحت توجيه وحماية أجهزة النظام وعلى مرأى ومسمعٍ من جموع الشعب.
على الرغم مما سبق، إلا أننا باعتبارنا حركةً تؤمن بالمقاومة السلمية والمشاركة الإيجابية طريقاً للتحول نحو الدولة المدنية الديمقراطية، وأن للتمسك بهذا الطريق ثمناً ندفعه راضين مهما تكبدنا.. لأن بدائله باهظة التكلفة على الوطن .. لذلك لم نشأ أن نعلن موقفنا مبكراً من الانتخابات بِرِمتها رغم ما بدا من مقدماتٍ .. بل إن بعضاً من أعضاء الحركة المؤسسين اقتحموا أتون المشاركة فى تلك الفعاليات بصورةٍ أو بأخرى مثل المستشار/ هشام جنينة والأستاذ/ محمد أنور السادات (وحزب الإصلاح والتنمية) والأستاذ/ خالد على (وحزب العيش والحرية وحزب الدستور) فضلاً عن الآلاف ممن حرروا التوكيلات أو انخرطوا فى الحملات وكانوا شهوداً ميدانيين على مهازل يضيق المجال بحصرها.
إلا أن تسارع المهازل فى الأيام الأخيرة لإخلاء الساحة قسرياً للرئيس الحالى بممارساتٍ أقرب لممارسات الديكتاتوريات البدائية القديمة، بما حوَّل الأمرَ إلى فضيحة .. ثم عندما استعصت الفضيحة على الستر جاءت طريقة التجَّمُل فضيحةً إضافيةً .. وهو مستوىً يليق بفاعليه ولكنه لا يليق بدولةٍ بحجم وتاريخ مصر .. ولم نعد أمام عمليةٍ انتخابيةٍ منقوصة الضمانات يمكن النقاش حول اتخاذ موقفٍ منها .. وإنما صرنا بصدد مصادرةٍ كاملةٍ لحق الشعب المصرى فى اختيار رئيسه .. ومشهدٍ عبثىٍ نربأ بأنفسنا أن نشارك فيه .. وندعو جموع الشعب المصرى لمشاركتنا هذا الموقف الرافض لتلك العملية جملةً وتفصيلاً.
إن هذه الممارسات الخرقاء قد تجاوزت حد الإضرار بهيبة هذا الوطن الكريم، وباتت تمثل خطراً يتهدد الدولة المصرية بعد إقحام مؤسساتها العريقة فى مثل هذا المستنقع .. لذلك فإن الحركة المدنية الديمقراطية تمد يدها للتعاون مع كل القوى الوطنية والديمقراطية من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تضمن التداول السلمي للسلطة لتخرج مصر من هذا النفق المظلم .. وسيتحول هذا النهج إلى خطواتٍ تنفيذيةٍ على أرض الواقع فى الأجل القريب.
فليهنأ النظام بفضيحته وحده .. أما مصر فإنها بإذن الله لن تُضام.
القاهرة فى 30 يناير 2018.

{الفكر القومي العربي} أفتتاح ندوات مئوية جمال عبد الناصر بمعرض الكتاب

{الفكر القومي العربي} كمال شاتيلا: الرئيس نبيه بري قيمة وطنية كبرى.. وأي إساءة إليه هي إساءة لكل لبنان




loge%20mo2tamarالمؤتمر الشعبي اللبناني
  مكتب الإعلام المركزي
 
 
كمال شاتيلا: الرئيس نبيه بري قيمة وطنية كبرى.. وأي إساءة إليه هي إساءة لكل لبنان
المطلوب من الوزير باسيل التخلي عن طروحاته الطائفية وليس فقط الإعتذار.. والموقف الحيادي لرئيس الحكومة لا ينسجم مع الرأي العام المتمسك بالدستور
رأى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني أن الرئيس نبيه بري يمثل قيمة وطنية كبرى، وأن أي إساءة توجه إليه هي إساءة لكل لبنان.
وقال شاتيلا في بيان: لقد أصابنا السخط على الإساءة الفظيعة التي وجهها وزير الخارجية جبران باسيل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وهي إساءة تصيب كل لبنان، مرفوضة ومردودة على أصحابها، ولا تنال من القيمة الوطنية الكبرى التي يمثلها دولة الرئيس بري الذي كان وما يزال صمام أمان لوحدة لبنان ومؤسساته الدستورية، وحارساً للإستقرار والسلم الأهلي في أحلك الظروف.
إن دولة الرئيس نبيه بري يتحرك منذ فترة طويلة لتطبيق دستور الطائف وحماية الميثاق الوطني، ولذلك يتعرض لحملات مغرضة من جانب قوى عصبية طائفية تريد اعادة البلد الى ما قبل الطائف.
ان التهجم على دولة الرئيس نبيه بري يصيب كل لبنان والرأي العام المتمسك بالدستور، ولا يمس فقط فريقاً معيناً. وفي هذه القضية لا حياد، بل المطلوب موقف من كل فريق سياسي ينحاز كلياً الى تطبيق الدستور، وبالتالي فإن حياد رئيس الحكومة في هذه المسألة لا ينسجم أبداً مع الرأي العام، بل هو موقف مصلحي شخصي لا يهتم بأهمية تطبيق الدستور.
إنها ليست المرة الأولى التي تصدر عن السيد باسيل تصريحات تحمل في طياتها عصبية طائفية تجاوزها اللبنانيون الاحرار، ولا نظن ان القوى الاساسية في التيار الوطني الحر تقبل تفجير صراعات طائفية تستهدف الاستقرار وتؤدي الى بعث جديد لقوى التطرف لن يكون بأي حال لمصلحة هذا "التيار".
ان المطلوب ليس فقط اعتذار الوزير باسيل من دولة الرئيس نبيه بري، بل أيضاً التخلي عن كل طروحات العصبية الطائفية التي تضرب الوحدة الوطنية في الصميم.
 
------------------- 30/1/2018
  Email: almawkef@yahoo.comkamalchatila@hotmail.com بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
 
 
 
 
  ----------
Lebanese Public Conference
  ----------
 

Virus-free. www.avg.com










--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

Monday, 29 January 2018

{الفكر القومي العربي} إسراء الجعابيص جرحٌ غائرٌ ووجعٌ دائمٌ

إسراء الجعابيص جرحٌ غائرٌ ووجعٌ دائمٌ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

أجدُ نفسي مقصراً إن لم أكتب عن الأسيرة الفلسطينية إسراء الجعابيص، ولا أكون كاتباً إن لم أخصها بأكثر من مقالٍ يذكرها بالاسم، ويستعرض حالتها بالفعل، ويسلط الضوء على ظروفها في السجن، ويشرح معاناتها بصدقِ، وينقل صورتها للرأي العام بتجردٍ، ويفرض قضيتها أمام المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان، ويجعل منها موضوعاً للتداول، وأداة للضغط على الكيان الصهيوني، وفضحه أمام الرأي العام والمجتمع الدولي، وبقدر مساهمتي في إثارة قضيتها والتطوع للدفاع عنها، أشعر ببعض الرضا عن نفسي والاطمئنان إلى قلمي، الذي يزيده طهراً الكتابةُ عنها، ويسيل حبرَه بيانُ فضلها وتعدادُ فضائلها وعرضُ خصالها.

إنها إسراء رياض جميل الجعابيص، سيدةٌ فلسطينيةٌ مقدسيةٌ من حي جبل المكبر بمدينة القدس، معتقلةٌ في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 11/10/2015، مباشرةً بعد انفجار سيارتها الخاصة قرب حاجز الزعيم العسكري الإسرائيلي بالقدس، نتيجةً لخللٍ فنيٍ وماسٍ كهربائي تسبب في اشتعال النار في السيارة واحتراقها، ما أدى إلى إصابتها بحروقٍ خطيرةٍ طالت 65% من جسدها، وأدت إلى تشوهات كبيرة في جسمها، طالت منطقة الإبط واليدين والقدمين والعينين، وفقدت خلال الحادث نتيجة اشتعال السيارة أصابع يديها، ولكن أسوأ ما أصابها ولحق بها، هو الحروق الشديدة التي أصابت الوجه فتغيرت بسببه شكلها، وحمل الوجه آثار الحريق القاسية، التي يصعب عليها أن تتحملها، أو أن تواصل الحياة بدون علاجها والتخلص منها.

اعتقلت سلطات الاحتلال إسراء فور الحادثة مباشرةً رغم حالتها الصحية المتردية، ودرجة الحروق المتقدمة التي أصابت كل أنحاء جسدها، وأخضعتها للمراقبة والحراسة داخل أحد مستشفياتها، إلا أنها لم تمهلها فيه طويلاً، وقبل أن تتماثل للشفاء وتبرأ من جروحها وتندمل آثار الحروق، قامت بنقلها إلى زنازينها في أحد سجونها، وأخضعتها للتحقيق القاسي، واستغلت حالتها الصحية المتردية في الضغط عليها، إلا أنها لم تأخذ بأقوالها، ولم تصدق روايتها، واتهمتها بمحاولة تفجير سيارتها في الحاجز العسكري، وأصدرت حكمها النهائي ضدها بالسجن مدة أحد عشر عاماً. 

تشكو إسراء التي تعاني من ظروفٍ السجن القاسية جداً، أنها باتت في حاجةٍ إلى من يخدمها ويساعدها، فقد غدت مشلولةً إذ بترت أصابع يديها، وهي تشعر بالحرج الشديد والدائم نظراً لحاجتها المستمرة إلى من يقوم على خدمتها، وعجزها الكلي عن القيام بحاجاتها الخاصة، ورغم ذلك ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي عزلتها وحدها لفترةٍ طويلةٍ، إجراء أي عمليةٍ جراحيةٍ لها للتخفيف من آلامها، أو ترميم وجهها وجروحها المتقرحة، فهي تعاني من التصاقاتٍ جلديةٍ، ومن فقدانها لأسنانها التي تكسرت وتهشمت، وتشكو من صعوبةٍ في التنفس، إذ أنها تتنفس من فمها، حيث أن إحدى فتحتي الأنف مغلقة كلياً، بينما الثانية ضيقة جداً ولا تسمح بالشهيق والزفير بسهولةٍ، وتشعر بألمٍ شديدٍ إذا تعرض وجهها للهواء، أو إذا لامس الماء وجهها وعينيها، ولا يتوفر لها أي دواءٍ يخفف من آلامها أو يحول دون حساسية جلدها.

تقبع إسراء الجعابيص التي تعيش حالةً من الموت البطيء، والعذاب الدائم والمعاناة المستمرة، نتيجةً لما تعرض له جسدها من تشوهاتٍ والتصاقاتٍ وفقدانٍ لأصابع اليدين، في سجن هشارون الإسرائيلي، علماً أنها في الثلاثين من عمرها، وهي طالبةٌ جامعية وأمٌ لولدٍ وحيدٍ اسمه المعتصم، وتعيش وعائلتها في حي جبل المكبر بالقدس، وقد حرمتها سلطة مصلحة السجون من رؤية ولدها، في الوقت الذي تشعر فيه بالخوف والقلق من ردة فعله إذا رأى وجهها المشوه وجسدها المحروق، وهي المعروفة بين أقرانها بجمالها، والتي تشهد صورها قبل الحادثة بحسنها وجمال وجهها.  

أقف أمام معاناة إسراء الجعابيص صاغراً حزيناً، متألماً متوجعاً، ساهماً عاجزاً، محتاراً قلقاً، ماذا يمكننا أن نفعل لأجلها، وما هو السبيل للتخفيف من آلامها أو التعجيل بإطلاق سراحها، وهي المرأة الضعيفة والأخت الأسيرة، إنها تستحق منا أكثر من وقفةِ تضامنٍ وبيانِ استنكارٍ، ولا يرفع الحرج عنَّا أبداً إن نحن خرجنا نتظاهر من أجلها تضامناً معها، بل يجب تجنيد أكبر قطاعٍ ممكنٍ من النشطاء والفاعلين الفلسطينيين والعرب، إضافةً إلى شخصياتٍ دولية ومؤسساتٍ أممية، وغيرها من مختلف اللجان العاملة في حقول حقوق الإنسان، لنحرك الرأي العام الدولي تضامناً معها، ولندفع بسلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عنها، أو إعادة محاكمتها بعد الأخذ بروايتها، إذ أن جنود الحاجز الذين أمطروا سيارتها بالرصاص، بعد أن انفجر بالون الأمان، هم الذين تسببوا في انفجار إسطوانة الغاز التي كانت في السيارة.

قد سبقني إلى الكتابة عن إسراء الكثير ممن يعرفونها عن كثبٍ، أو يجاورونها في الإقامة والسكن، أو يسمعون عنها من بعيدٍ مثلي، وعرفوا بها وتأثروا بمحنتها، وكتبوا عنها أو رووا حكايتها، فقصتها يعجز القلم عن سردها واللسان عن وصفها، ولعل صورها تعبر عنها وشكواها بلسانها تنطق بحالها، وأرى أن الأمة العربية والإسلامية كلها مدانة إن هي تأخرت عن نصرتها، أو تباطأت في الدفاع عنها، أو قصرت في محاولة فك أسرها وإطلاق سراحها، أو على الأقل التسرية عنها والتخفيف من آلامها، ودفع سلطات الاحتلال لعلاجها أو السماح بجهاتٍ طبيةٍ برعايتها ومتابعة حالتها.

لا أعتقد أنني أستطيع أن أفيها حقها إن كتبت عنها، أو سردت قصتها وسلطت الضوء على معاناتها، وإن أجدت في وصفها أو أبدعت في عرض قضيتها، فهي أسمى من أن يحدها قلمي، أو أن تؤطرها كلماتي، أو أن يرفع من قدرها العالي مقالي، بل هي التي تزيدني رفعةً وشرفاً، وترفع من شأني ومقامي، وتجعل من قلمي سيفاً ومن كلماتي قذائف حقٍ، فيصغي السامعون لخطابي إكراماً لها، ويقرأ المتابعون كلماتي وفاءً لها، ويتعرفون علي من خلالها، فاللهَ العظيمَ أسألُ أن ينفعها بما أكتبُ، وأن يفيدها بما أنشر.

بيروت في 30/1/2018

https://www.facebook.com/moustafa.elleddawi

moustafa.leddawi@gmail.com

 


--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

{الفكر القومي العربي} عرض فيلم التحليل السياسي ( عبد الناصر .. أمس واليوم وغدآ )- بمسرح الهناجر – موقع مئوية جمال عبدالناصر

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

Sunday, 28 January 2018

{الفكر القومي العربي} بين مدينتين: تأثير عبد الناصر على فلسطينيي 48 – موقع مئوية جمال عبدالناصر

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

{الفكر القومي العربي} يوميات جمال عبدالناصر في فلسطين من مصادر مختلفة – مجلة الوعي العربي

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.

Saturday, 27 January 2018

{الفكر القومي العربي} الحركة المدنية الديمقراطية: مصر أكبر وأَجَّلُ من هذا العبث

الحركة المدنية الديمقراطية
مصرُ أكبرُ وأَجَلُّ من هذا العبث

إذ تدعو الحركة المدنية الديمقراطية إلى مؤتمرٍ صحفىٍ 12 ظهر الثلاثاء 30 يناير بالقاعة الرئيسية بحزب تيار الكرامة بالدقى يحضره ممثلو القوى الوطنية من داخل الحركة وخارجها، فإنها ترصد وتُدينُ المهازل المتلاحقة لإخلاء ساحة الانتخابات قسرياً للرئيس الحالى، وما يتعرض له المرشحون الجادون من داخل الحركة وخارجها ومؤيدوهم وأفراد حملاتهم من ضغوطٍ وتنكيلٍ .. لم يكن آخره الاعتداء ألاثم على المستشار الجليل/ هشام جنينة .. وقد لجأ النظام فى سبيل ذلك إلى ممارساتٍ مفضوحةٍ أقرب لممارسات الديكتاتوريات الخام القديمة، ثم عندما استعصت الفضيحة على الستر جاءت طريقة التجَّمُل فضيحةً إضافيةً .. وهو مستوىً قد يليق بفاعليه ولكنه لا يليق بدولةٍ بحجم وتاريخ مصر .. لذلك فإننا نربأ بأنفسنا وبالشعب الذى نتشرف بالانتماء له أن نستمر فى التعامل مع ما يحدث على أنه انتخابات .. فليستمر النظامُ وحده فى انحداره .. أما مصر فهى أكبرُ وأَجَّلُ من هذا العبث.
القاهرة فى 28 يناير 2018.

{الفكر القومي العربي} الاستراتيجية الفلسطينية في مواجهة حقبة ترامب

الاستراتيجية الفلسطينية في مواجهة حقبة ترامب

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

بات على الفلسطينيين لزاماً أن يوطنوا أنفسهم على سبعة سنواتٍ عجافٍ قادماتٍ، وقد يَكُنَّ ثلاثة سنواتٍ يابساتٍ قاسياتٍ في حال لم يجدد للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب دورةً جديدةً وأخيرة مدتها أربعة سنواتٍ قادمة، وأياً كانت ولايته واحدة أو اثنتين، فإنها ستكون ولايةً قاسية على الكثير من دول العالم الذين باتوا يشكون منه ومن سياسته، ويعانون من تصرفاته وسلوكياته، وهي ستكون قاسية على الأمريكيين أنفسهم، الذين سيتأثرون بسياسته العنصرية الخرقاء، والتي باتت تؤثر على الاقتصاد والحريات العامة والحقوق الشخصية، وتمس العلاقات الخارجية بكل أبعادها السياسة والاقتصادية والعسكرية والأمنية، الأمر الذي يعني أن حقبة الرئيس الأمريكي ترامب ستكون قاسية ومريرة، وصعبة وشديدة، وستنعكس آثارها على كل الأطراف القريبة والبعيدة، وعلى الأصدقاء والحلفاء وعلى الخصوم والأعداء على السواء.

أما الفلسطينيون في فلسطين المحتلة وفي الشتات فإنهم أكثر الشعوب قاطبةً تأثراً وتضرراً من سياسة الرئيس الأمريكي ترامب، وهم يعلمون أنهم مستهدفون منه، ومقصودون بسياسته، ومعنيون بقرارته، وهو يتطلع إلى تصفية قضيتهم وإنهاء مشكلتهم، وتسوية كل ذيولها بما يحقق الأحلام اليهودية والطموحات الإسرائيلية، وبما يبعد عنهم أي خطر أو يهدد مستقبلهم وأجيالهم أو شرعية وجودهم وكيانهم، وهو يتطلع إلى شطب قضية القدس من التداول، وإزالة ملف اللاجئين من المفاوضات، وتفكيك المؤسسات المعنية بهم، والهيئات المحافظة عليهم، بعد تجفيف منابعها وشطب التشريع الذي قامت عليه، لعدم الحاجة إليها لانتفاء المبرر وانتهاء السبب الذي قامت على أساسه ومن أجله، حيث يريد أن يوطن اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، ويخلق لمن بقي منهم دولةً في عمق شبة جزيرة سيناء تكون لهم كياناً ودولة، يلجأ إليها من شاء منهم، ويسكن فيها من يرغب، وإلا يوطن من يرفض حيث يوجد.

إنها الولاية الأمريكية الأكثر سوءاً بالنسبة للقضية الفلسطينية، وإن كانت العهود السابقة سيئة مثلها، ومنحازة إلى الكيان الصهيوني، ولكنها لم تكن أبداً بوقاحة هذا الرئيس ولا بجرأته التي تطاول فيها على الحقوق والثوابت والمقدسات، واعتقد بغطرسته وكبريائه وعنصريته وقدراته أنه سيغير التاريخ وسعيد رسم الجغرافيا، وسيتدخل في توزيع التركات وتقسيم المقدسات، ولكنه جداً واهمٌ وجاهلٌ، وسطحيٌ وبسيطٌ، وغرٌ في السياسة ولو كان يسكن في البيت الأبيض، وغداً سيرحل عن مكتبه وسيغادر سلطته، ولن يتمكن من توريث سياسته، كما لن يأتي رئيسٌ أكثر سوءاً منه، إذ ليس بعد القعر قعرٌ، وليس بعد القاع قاعٌ.

وعليه فإن على الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله ونخبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أن يبنوا استراتيجيتهم القادمة على مدى سبعة سنواتٍ تاليةٍ، على أساس أن دونالد ترامب باقٍ في البيت الأبيض بجنونه وحماقته، وسفاهته وصفاقته، وحقده وكرهه، وولائه المطلق للكيان الصهيوني وحقده الشديد على المسلمين والعرب والفلسطينيين، وأنه سيستخدم سنواته الباقية له في البيت الأبيض والمفترضة أن تكون له احتمالاً، في فرض المزيد من الضغوط على الفلسطينيين، لإجبارهم على تقديم المزيد من التنازلات، والقبول بالتسويات المعروضة والحلول المقترحة، على أساس أنها الأفضل والأنسب، وأنه لن يكون أفضل منها ولا أحسن، وإذا لم يقبل الفلسطينيون بما سيعرض عليهم فإنهم سيخسرون المزيد، وسيتعرضون للأسوأ، وسيفقدون الرعاية، والأسوأ بالنسبة لترامب هو المزيد من الحصار والتجويع والحرمان، والامتناع عن الدعم المباشر وغير المباشر للسلطة واللاجئين الفلسطينيين.

في مواجهة مخططات ترامب القادمة، ينبغي على الشعب الفلسطيني أن يحصن نفسه، وأن يتمسك بثوابته، وأن يصر على مواقفه، وأن يعتبر المرحلة القادمة مرحلة محنةٍ وضنكٍ، وحربٍ وقتالٍ، فلا يخضع فيها ولا يقدم أي تنازلاتٍ، وليعلم يقيناً أن ترامب سيرحل، وستكون له محطةً أخيرة يفقد فيها سلطته، ويعود أدراجه إلى حيث كان تاجراً ومقاولاً، فلا يخاف من وجوده، ولا يرتعد من سلطته، ولا يخضع لتهديده ووعيده.

من المؤكد أن الإدارة الأمريكية ستخضع وستتراجع، وستدرك أن سياستها عقيمة وأن قراراتها مستحيلة، وستعجز عن مواجهة الشعب الفلسطيني إذا قرر الصمود وأصر على الثبات، ولن تتمكن أبداً من لي عنقه أو إرغامه، ولن تستطيع تطويعه وإخضاعه، مهما استخدمت من وسائل للضغط والترهيب أو الترغيب، وما على الشعب وقيادته إلا الصبر والثبات، والعض على الجرح وعدم الصراخ، فالنصر بإذن الله حليفُ هذا الشعب ما صبر واحتسب، وما قاتل وناضل، وإنه لجديرٌ بالصبر والثبات، فقد مرت عليه محنٌ قاسيةٌ وفتنٌ شديدةٌ وحروبٌ ضروس، فما ضعف ولا استكان، ولا استسلم ولا هان.

لكن الثبات والصمود في وجه هذا الأرعن الأهوج وسياسته العدائية، وإفشال المخططات الأمريكية وإنهاء الأحلام الصهيونية، يلزمه شروطٌ وأدواتٌ حقيقية وغير وهمية، إذ لا يتحقق الصمود بغير الوحدة، ولا تنجح الإرادة بغير التنسيق والتعاون، ولا نثبت أنفسنا بدون أن نحل مشاكلنا البينية، ونتفق على برامج مشتركة وخططٍ موحدة، وتكون لدينا جميعاً رؤية وطنية جامعة، واستراتيجية نضالية مشتركة، وإلا فإن الإدارة الأمريكية ومعها الحكومة الإسرائيلية ستستغل فرقتنا وضعفنا، وانقسامنا واختلافنا، وستتغلب علينا، وستفرض شروطها التي تريد، وستمرر خططها التي أعدت، وسيخضع لها الكثير من العرب والمسلمين.

ما جاء به ترامب هو الأسوأ في التاريخ، وآخر ما يمكن أن يقبل به الشعب الفلسطيني وأجياله التالية، ولذا كان لزاماً على الفلسطينيين أن يشدوا أحزمتهم، وأن يصموا عن النداءات الأمريكية آذانهم، وأن يعرضوا صفحاً عما يقدم إليهم أو يلقى لهم، وأن يفكروا بعزةٍ وأن يتطلعوا إلى الغد بكرامةٍ، وليعلموا أن الزمن يمضي ويمر، وأنه لن يقف عند حدٍ ولن يتجمد على حالٍ، ولكنه سيحفظ على صفحاته الباقية صور الثابتين وسير الصامدين، وسيذكر عرضاً مسيرة الخاسرين ومقامرة المفلسين.

الفلسطينيون هم الأساس في مواجهة مخططات الإدارة الأمريكية، وهم الذين يملكون مفاتيح النجاح والفشل، والشعوب العربية والإسلامية تطلع إلى الشعب الفلسطيني صاحب القضية والمعني الأول بالمسألة، فإن أبدى الفلسطينيون تماسكاً وتوافقاً، واتحدت صفوفهم وتوحدت كلمتهم، فإن الشعوب العربية والإسلامية ستتبعهم وستؤيدهم، وستقف إلى جانبهم وستحمل السلاح معهم، ولكن إن فرط الفلسطينيون وهانوا، واستسلموا وخنعوا، فلا نلومن على أحدٍ بعدهم إن فرط أو تهاون، أو نسق وتعاون، أو طبع وسلَّم.

بيروت في 28/1/2018

https://www.facebook.com/moustafa.elleddawi

moustafa.leddawi@gmail.com

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at https://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/d/optout.