أيَحسَبُ أنْ لن يَقدِرَ عليه أحد ؟
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
إنها خلطة البطش والجنون التى تكررت عبر التاريخ الإنسانى .. وسبق أن حذَّرنا منها مبكراً فلامنا البعضُ غير مُصَّدقين أنها وصلت إلى مصر .. الديكتاتور الأحمق الذى يعتقد أنه موصولٌ بالخالق فلا قيمة عنده للخَلْق .. المستبد التافه الذى يمسك السيف فى يده، ويُطلق العنان لهلاوسه، ولا كوابح أخلاقية ولا قانونية عنده .. ولا يهتم حتى بادعاء احترام القانون والحرص على الشكل الديمقراطى .. إلى أن تضيع البلد (اللهم احفظ مصر) .. شئٌ يدعو للحزن .. لكنه لا يبرر الإحباط .. بل إن ما يحدث أَدعَى إلى التفاؤل .. إنها النهاياتُ فلا تجزعوا .. وفى النهايات يتلاشى اللون الرمادى ويصبح الأبيضُ أبيضَ والأسودُ أسودَ .. ليبصر المترددون كيف أن الليل قد صار حالِكَ السواد.
ما يحدث دليلُ هَلَعٍ لا ثقة .. ولأن الفرعون محدود الفهم فإنه يعتقد أن السيف فى يده يضمن له الكرسى، ولا يعرف أن دموية دقلديانوس لم تضمن له البقاء، وأن بطش فرعون لم يُغَيِّرَ من مصيره شيئاً.
تفاءلوا باللحظة التى يبدو فيها أن الديكتاتور قد أطبَقَ على كل شئٍ بيديه، ولم يَعُد يُلْجِمُه دستورٌ ولا قانون ولا كبيرٌ ولا صغير .. بل إن هذه اللحظة بالذات هى إيذانٌ باقتراب الرحيل (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأمْسِ) .. لم يعد فى قبضة الفرعون إلا السيف .. وقد تَعَّلَمنا أن السيف فد ينزلق من يد الأهوج المُرتعد .. إلى عُنُقِه.
(القاهرة- الثلاثاء 23 يناير 2018).
No comments:
Post a Comment