انتقد "كامل" كل الاتفاقيات لكونها لم تشر بصراحة إلى انسحاب إسرائيلي من قطاع غزّة والضفة الغربية، ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.. وانتهت مراسم التوقيع على اتفاقية "كامب ديفيد" يوم 17 أيلول/ سبتمبر 1978، ولفت انتباه المُتابعين للحدث غياب إبراهيم كامل، فلم يكن أحد يعرف أن سبب الغياب هو "استقالته" احتجاجاً على الاتفاق الذي تمّ الانتهاء إليه. ووفقاً لمذكّراته فإن السادات طلب منه عدم الإعلان عنها حتى الإنتهاء من التوقيع على الاتفاقية.
الواقع أن مسألة القدس والمواقف المصرية والأميركية منها، جاءت في مذكّراته تحت عنوان "خيول الملاهى الخشبية". وهنا كتب كامل "..وفي النهاية تمّ الاتفاق بين كارتر والسادات على إسقاط الإشارة إلى القدس في الاتفاقية نهائياً وأن يعالج موضوع القدس عن طريق خطابات مُتبادلة تلحق بالاتفاقية بين السادات وكارتر من جهة وبين كارتر وبيغين من جهة أخرى، يحدّد فيها كل موقفه من موضوع القدس. فكتب السادات خطاباً مضمونه أن القدس العربية جزء لا يتجزّأ من الضفة الغربية ويجب أن تخضع للسيادة العربية، وردّ عليه كارتر بأنه تلقّى خطابه وأنه سيبعث بصورة منه إلى بيغين لعلمه، وكتب بيغين إلى كارتر خطاباً مضمونه أن الكنيست الإسرائيلي قد أصدر في 28 تموز/ يوليو 1967 قانوناً يخوّل للحكومة الإسرائيلية سلطات التشريع والإدارة على أي جزء من أراضي (إسرائيل- فلسطين)، وأنه وفقاً لهذا القانون فقد قرّرت حكومة إسرائيل في تموز/ يوليو 1967 أن مدينة القدس موحّدة ولا يمكن تقسيمها وأنها عاصمة دولة إسرائيل.. وردّ عليه كارتر بأنه سيُرسل صورة من خطابه للسادات، وأن الموقف الأميركي بشأن القدس هو ما سبق ذكره".
هنا يستطرد كامل ليقول "ولست في حاجة إلى التعليق على قيمة هذه الخطابات التي تدور وراء بعضها مثل الخيول الخشبية المُثبتة على مراجيح الملاهي كل حصان يسير وراء الحصان الذي أمامه من دون أن يلحق به أبداً، ويكفي أن أشير إلى أن ما ذكره موشي دايان في كتابه بشأن هذه الخطابات من أنه: طالما أن الخطابين الأميركي والمصري حول القدس ليس لهما طبيعة تنفيذية فإنهما لا يلزمان إسرائيل بالانسحاب من تلك الأراضي، وبالتالي فلم تكترث إسرائيل بهذه الخطابات ولم يكن لديّ عِلم بما يجرى بين (كارتر والسادات وبيغين) في
No comments:
Post a Comment