جاء شاب ساقاه مقطوعتان و يسير على قدمين من الخشب و قال أن وزارة العمل رفضت
تعيينه موظفا بها ، مع أنه حاصل على الليسانس بتقدير جيد جدا ، و عرضت الأمر على
الرئيس ، فى اليوم نفسه تصادف أن كان سفير كندا يقدم أوراق إعتماده و كانت قدماه
صناعيتين ، و يومها قال الرئيس : إذا كانت كندا توافق على أن يمثلها سفير بأرجل صناعية
فهل من المعقول ألا نوافق على تعيين شاب بهذا الشكل صرفت عليه البلد الكثير من أجل
تعليمه ، ما ذنبه لا بد أن يعين فورا فالعبرة ليست بالعاهة و لكن بالفكر و الإنتاج و العمل .
( صلاح الشاهد – ذكريات فى عهدين – طبعة مكتبة الأسرة – ص 388 ، 389 ) .
جمال و النحاس باشا
....... ثم سألنى عن معاشه فلما أبلغته أنه مائة و خمسة و عشرون جنيها أصدر أمره بصرف
مبلغ أربعمائة جنيه شهريا لإكمال نفقات حياة و علاج النحاس باشا .
ومنذ شهر أغسطس 1956 كنت أنا أو الصديق صلاح دسوقى نحمل هذا المبلغ شهريا إلى منزل
النحاس باشا . و بعد وفاته إستمر إرسال هذا المبلغ إلى المرحومة قرينته زينب هانم الوكيل حتى
توفيت ، و كثيرا ما كان علاج قرينة المرحوم النحاس باشا يتم فى الخارج حيث سافرت عدت مرات
و كنت فى كل مرة أحمل إليها قيمة نفقات العلاج نقدا بالعملة الصعبة مع رسالة شفوية من الرئيس
جمال مضمونها أنه بالرغم من سماعه شتائمها ضده فى مجالسها الخاصة فإنه تقديرا منه لجهاد ونزاهة الزعيم مصطفى النحاس فإنه يرى مواصلة تسليمها المعاش الإضافى ( 400 جنيه ) و ما تحتاج
إليه لنفقات علاجها بالخارج ..
( صلاح الشاهد – ذكرياتى فى عهدين – طبعة مكتبة الأسرة – ص 381 ) .
No comments:
Post a Comment