Wednesday 13 November 2019

{الفكر القومي العربي} بنود الكامب السرية !

•هل احتوت الاتفاقية على بنود سرية ؟

ـ نعم هناك اتفاقيات سرية وقعها السادات ومناحم بيجين وكارتر أثناء مباحثات كامب ديفيد، حيت التزم السادات بموجب الاتفاقية الأولى التى وقعها مع بيجين بعدم اشتراك مصر فى أى حرب يمكن أن تنشب بين إسرائيل ودولة عربية أو أكثر، بجانب التزام السادات بمساعدة إسرائيل فى الكشف عن قواعد المقاومة الفلسطينية، وتبادل المعلومات الأمنية بين المخابرات المصرية والإسرائيلية!!

واتفق الجانبان كذلك على تبادل وجهات النظر السياسية والعسكرية، ومتابعة المفاوضات حول قيام تعاون عسكرى، أما الاتفاقية الثانية فقد وقعت بين الرئيسين السادات وكارتر وتنص على إرسال خمسة آلاف فنى ومستشار عسكرى, أمريكى إلى مصر للعمل بقواتها المسلحة، كما التزمت واشنطن بحماية حكم السادات، ووفقا للاتفاقية الثالثة الموقعة بين أمريكا وإسرائيل اتفق الطرفان «مصر وإسرائيل» على متابعة المباحثات لتوقيع معاهدة دفاع مشترك.

•ولكن هناك شكوكا حول تخلى أمريكا عن حماية السادات مما أدى إلى اغتياله.. فهل هذا صحيح؟

ـ كان السادات محل دراسة دقيقة من قبل الأجهزة الإسرائيلية والأمريكية لتحليل شخصيته الغامضة وقراراته وتوجهاته للكشف عما يفكر فيه، بخاصة تجاه عملية السلام، وهل كان تفكيره بشأنها استراتيجيا أم تكتيكيا، ولقد تأكد لهم أن السادات لا يؤمن جانبه، وقد صور الشك الأمريكى الإسرائيلى لهم أن السادات لو استمر سوف يعصف بالاتفاقية تماما.

•هل حسمت اتفاقية كامب ديفيد قضية «أم الرشراش» المصرية التى أصبحت ميناء إيلات الإسرائيلى؟

ـ فعلا حسمت كامب ديفيد قضية أم الرشراش المصرية بالاعتراف الكامل والموثق بأنها «إيلات» الإسرائيلية.

•لماذا لم تناقش كامب ديفيد قضية الأسرى المصريين الذين قتلتهم إسرائيل سنة 1967؟

ـ فرضت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عدم إثارة مثل هذه القضايا لعدم تعكير جو السلام وفقا للعلاقات الواعدة بين البلدين، إلا أن إسرائيل لاتزال تثير استفزاز ومشاعر الرأى العام المصرى بين الحين والآخر بعرض أفلام وثائقية عن قضية الأسرى المصريين لأغراض وأهداف مسمومة.

•ألا يمكننا الحصول على تعويض من إسرائيل عن نهبها لبترول سيناء خلال فترة احتلالها؟

ـ نجح المفاوض المصرى بتسجيل مادة مهمة بمعاهدة السلام بشأن إنشاء لجنة تعويضات للتسوية المتبادلة لجميع المتطلبات المالية، إلا أنه تم تجميد «المادة 8» الخاصة بالتعويضات ، بل ليفاجئنا السادات بضمان حصة إسرائيلية فى البترول المصرى ، ولكن من حق مصر مقاضاة إسرائيل عن طريق التحكيم الدولى، قياسا على حصول إسرائيل على تعويضات المحرقة اليهودية من ألمانيا حتى الآن.

•ما هو تأثير الاتفاقية على العلاقات المصرية الأفريقية؟

ـ بعقد الاتفاقية تبدل الحصار والمقاطعة الأفريقية لإسرائيل إلى حصار مضاد لمصر تتجرع مرارته حاليا بما تفعله دول حوض النيل ومحاولاتها إنقاص حصة مصر من مياه النيل فى ظل تنامى علاقات قوية وتعاون استراتيجى مع إسرائيل ودورها فى حوض النيل.

•هل تقف الاتفاقية عقبة أمام التنمية فى سيناء؟

ـ بالتأكيد لا يمكن تحقيق تنمية شاملة فى سيناء فى ظل قيود الاتفاقية وتداعيات الأمن المتفق عليها، والتى أحدثت بدورها خللا استراتيجيا عرض سيناء لمخاطر الإرهاب، وتهريب السلاح والمخدرات إلى داخل مصر، وتهريب السلع الاستراتيجية المدعمة والتى هى من قوت الشعب المصرى عبر الانفاق ، فضلا عن أطروحات سيناء كوطن بديل للفلسطينيين، لتصدير الأزمة إلى مصر، بحيث تصبح سيناء مصدرا لتهديد الأمن القومى المصرى مما يؤثر سلبا على تحقيق التنمية فيها، وهو أمر متعمد من جانب إسرائيل وفقا لفكرة قادتها وتصريحاتهم بأن تنمية سيناء وتعميرها بالبشر هى أخطر على إسرائيل من القنبلة النووية.

•هل يمكننا إلغاء الاتفاقية؟

ـ مصر لا تستطيع إلغاء كامب ديفيد وخرق معاهدة السلام وإلا تدخلت الولايات المتحدة لمنعها، كضامنة للمعاهدة وأمن إسرائيل، الاتفاقية حقيقة واقعة لا يمكن تجاهلها أو إلغاؤها خاصة فى ظل الظروف التى تشهدها مصر الآن والتى لا تبشر بالتفاؤل حتى بشأن إمكانية التعديل، ومن يطالب بالإلغاء، فما هو البديل، وكيف سيكون الحال؟!

•بعض مَنْ كتبوا مذكراتهم ممن شاركوا فى كامب ديفيد.. إلى أى مدى كانوا منصفين؟

ـ البعض ممن شاركوا فى كامب ديفيد انتحل لنفسه مهاما ومسئوليات لم تعهد إليه، وزعم بدوره البارز، مع العلم أن السادات كان هو محور المباحثات وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة، كما أن البعض وافق السادات وأيده فى تفكيره، ثم انتقده بعد اغتياله!

•هل أثبتت الاتفاقية أنه لا بديل للسلام لحسم الصراع العربي الإسرائيلى؟

ـ البدائل السلمية تستدعى الاقتراب قدر الإمكان من صيغة الحل المصرى الإسرائيلى الذى فرضته كامب ديفيد كنموذج يحتذى، وهو ما رفضه الجميع. أما بديل المواجهة والصراع المسلح فقد أصبح خيارا صعبا وربما مستحيلا الآن. لو استمر سوف يعصف بالاتفاقية تماما

التعليقات
Mohamed Elsharkawy

No comments:

Post a Comment