Monday, 15 June 2020

{الفكر القومي العربي} لو كان حد سأل نجيب ساويرس ؟!!!


بقلم : خالد الكيلانى.
======================
لو كان حد سأل نجيب ساويرس كيف إشترى شبكة المحمول الخاصة بالشركة المصرية للإتصالات " أول شركة للمحمول في مصر " بعد أقل من عامين من إنشائها ، بكل تجهيزاتها وتردداتها ومحطات التقوية والمشتركين ، بمبلغ 475 مليون جنيه دفعهم بقرض من البنك الأهلي ، وبدون حد أقصى لعدد المشتركين ، وفي سوق به وقتها أكثر من 70 مليون مواطن ، وبدون تسعير حكومي للمكالمات ( وقتها لم يكن الجهاز القومي لتنظيم الإتصالات قد نشأ بعد ، فقد أنشيء عام 2003 ) ، وفي نفس العام ( 1998 ) طرحت المغرب ( 30 مليون مواطن وقتها ) رخصة ثانية للمحمول بمبلغ مليار و 100 مليون دولار - مع الإحتفاظ بالشركة الأولى الحكومية للمحمول في المغرب ماروك تيليكوم التي تعمل وتُعد الشركة الأولى للمحمول هناك - وبيعت الرخصة الثانية بدون تجهيزات ولا محطات تقوية ولا مشتركين ، وبحد أقصى 600 ألف مشترك للشركة التي تحصل على الرخصة الجديدة ، مع حق الدولة في تسعير المكالمات والخدمات عن طريق الجهاز الوطني لتنظيم الإتصالات ، وقد حصل على الرخصة الكونسورتيوم Méditelecom المكون من بنوك مغربية وشركاء من البرتغال وإسبانيا !!! .
يعني شركة تعمل في سوق مغربي صغير ، وتبدأ من الصفر لا شبكات ولا مشتركين ولا بنية تحتية ، تشتري رخصة محمول بحد أقصى 600 ألف مشترك ، وبأسعار تحددها الحكومة عن طريق جهاز تنظيم الإتصالات بمبلغ مليار و100 مليون دولار .
وأخرى في مصر في نفس العام تستحوذ على الشركة الحكومية الوحيدة التي تعمل في مجال المحمول بتجهيزاتها ومحطات بثها وتردداتها ومشتركيها وتجهيزاتها في سوق مفتوح به 70 مليون مواطن ودون منافسة من شركات أخرى ، وبمبلغ 475 مليون جنيه دفعها البنك الأهلي لساويرس كقرض بضمان الشركة الحكومية القائمة !!! .
ولو كان حد سأل ساويرس كيف إستطاع بأرباح موبينيل المهولة ( بلغت إيرادات موبينيل الصافية عام 2015 قبل بيعها لأورانچ 10 مليار و 800 مليون جنيه ) أن يستحوذ على جزء كبير من كعكة المحمول في العالم كله من أفغانستان شرقاً حتى كندا غرباً ، وكيف إستطاع أن يعمل في دول تحت الإحتلال الأمريكي ( أفغانستان والعراق نموذجاً ) ، وبالتعاون مع سلطات الإحتلال ، وبعلاقات قوية مع الجماعات الإرهابية هناك التي كان يدفع لها إتاوات كبيرة شهرياً .
لو كنا قد سألنا ساويرس هذه الأسئلة وغيرها عن مصادر أمواله ، لما كان قد توحش هكذا ، واستولى على كثير من المنصات الإعلامية ( صحف وقنوات ) ، والكثير من الأنشطة والمهرجانات والجوائز الثقافية والسينمائية ، وأصبح يتحكم في عقول هذا الوطن .
فعلاً النقود ليست لها رائحة كما قال آدم سميث ...

No comments:

Post a Comment