Monday 29 June 2020

{الفكر القومي العربي} أزمة سد النهضة، هل أوجدتها مصيدة الديون؟!

أزمة سد النهضة، هل أوجدتها مصيدة الديون؟!
القروض المصرية إغراق في الديون دون تنمية،
والقروض الأثيوبية استثمار في النمو الاقتصادي المستقبلي (1)
*********************
على ما يبدو أن نظام #السيسي قرر أن يعيد صياغة المثل الشعبي القائل "بعد العيد ما يتفتلش الكعك" ويفتل لنا الآن الكعك رغم اقترابنا من عيد اللحم....

بعد فشل كل المفاوضات التي استمرت 5 سنوات على أساس إعلان المبادئ الثلاثي الذي وقعه #السيسي وديسالين والبشير عام 2015، بخصوص سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق المصدر الرئيس لمياه دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان(50 مليار م3 مياه متدفقة)، تقديم طلب لمجلس الأمن للتدخّل من أجل تأكيد أهمّية مواصلة الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان، التفاوض بحسن نية، تنفيذا لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصل إلى حل عادل ومتوازن، وعدم اتخاذ أية إجراءات أحادية قد يكون من شأنها التأثير على فرص التوصل إلى اتفاق."، أي انطلاقاً من هذا الإعلان واعتراف ضمني مصري بالتنازل عن كل الاتفاقيات التي أبرمت قبله والتي تضمن حصة مقررة بـ 55.5 مليار متر مكعب، وحصر الخلاف المصري الإثيوبي حول زمن ملء بحيرة سد النهضة، حيث تريد القاهرة ملئه على مدار 10 سنوات، بينما تصمم أديس أبابا على استعجال ملئه خلال 3 إلى 4 سنوات فقط للبدء في إنتاج الطاقة الكهربائية.. بعد اكتمال 70% من أعماله على أن يتم الانتهاء منه بشكل كامل عام 2023 كما أعلنت أديس أبابا، بشكل منفرد وأحادي عن اعتزامها ملء بحيرة السد في شهر يوليو 2020.

استجابة للطلب المصري حددت الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن الدولي غداً الاثنين جلسة مفتوحة، لمناقشة موضوعه، فنشطت بعدها الخارجية المصرية داخل أروقة مجلس الأمن في مباحثات مكثفة وتحركات مصرية على أكثر من مستوى لشرح موقفها الخاص بسد النهضة مع الدول الأعضاء.. محذرة من أن ملء السد دون اتفاق "يشكل خطراً واضحًا على مصر حيث له "تداعيات" تهدد السلم والأمن الدوليين.

هذا التحرك دفع مكتب الاتحاد الأفريقي، الدعوة لاجتماع طارئ، عبر تقنية الفيديو، الجمعة الماضية، مع أطراف أزمة سد النهضة، وذلك في محاولة أفريقية للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة، قبل اجتماع مجلس الأمن غداً.. انتهى بتصريحات على لسان وزير الخارجية الإثيوبي «غيدو أندارغاشو»، اتهم فيها مصر بالمقامرة السياسية في قضية سد النهضة، مؤكدا أن «أديس أبابا» أنها ستملأ بحيرة سد النهضة باتفاقٍ أو بدونه.

أزمة سد النهضة نتيجة للفراغ النسبي في القوى الأساسية في المنطقة، وعدم الاستقرار الإقليمي، بعد احتلال العراق عام 2003، كأحد نتائج زلزال انهيار الاتحاد السوفيتي، بعد انكماش الدور المصري منذ توقيع اتفاق مع كيان عصابات الصهاينة (إسرائيل) في كامب ديفيد يعترف لهم بدولة على الأراضي التي يغتصبها من فلسطين العربية منذ هزيمة العرب عام 1948.. وتراجع الدور السوري بعد عجزه عن تحرير الجولان في حرب أكتوبر/تشرين عام 1973، وتركز تواجده العسكري في لبنان بتحالفه مع إيران.. في قيادة تحالف الممانعة ضد اتفاقية كامب ديفيد وأخواتها ـ وادي عربه وأوسلو ـ، فكان مصيرها لا يبعد عن مصير العراق بعد تكالب الحلف الصهيو-أمريكي عليها..

فبعد تراجع النفوذ الجيوسياسي لمصر وسوريا والعراق، صعد نفوذ فوائض عائد النفط وتنافس دول الخليج للحصول على الحلفاء، والنفوذ والوجود المادي في البحر الأحمر كممر مائي، بما في ذلك التواجد في القرن الأفريقي، ومنابع المياه المتدفقة نحو مجراها في نهر النيل، وللاستفادة من النمو الاقتصادي المستقبلي ولوضع شروط توازن إقليمي جديد، اللاعب الرئيسي فيه كيان عصابات الصهاينة (إسرائيل) كمعبر عن مصالح المركز الرأسمالي (الولايات المتحدة الأمريكية) الذي يساهم الصهاينة وداعميها بنسبة 20% من الاقتصاد الأمريكي. وتوسع نفوذ التنين الصيني الذي يضخ استثمارات في إفريقيا من خلال مصيدة القروض بلغت 143 مليار دولار بين العامين 2000 و2017، منها 80% على أقل تقدير من مؤسسات الدولة الصينية، والعثمانلي الحالم بالخلافة حاكم تركيا أردوغان الذي تعد بلاده ثاني أكبر مستثمر هناك بعد الصين، وحليفه القطري تميم.

وربط نظام #جنرات_كامب_ديفيد الاقتصاد المصري بالمركز الرأسمالي واعتمد في إدارته على المعونات الأمريكية والاستيراد وخصخصة أصول الشعب المصري لتوفير سيولة لسداد الديون وفوائدها وعجز الموازنة، وتوقيف التنمية المستقلة.
يتبع







No comments:

Post a Comment