Tuesday, 13 April 2021

{الفكر القومي العربي} شكري : الخط الأحمر غير المقبول تجاوزه في أزمة السد الإثيوبي | تحقيقات 180 | أخبار 180

بين السيسي وشكري
---------------------------
في حوار تليفزيوني معه ، وعن سؤاله عن إمكانية سحب السيسي لتوقيعه على اتفاقية المبادئ ؛ قال سامح شكري أن مصر لا تنسحب من اتفاقات أبرمتها بإرادتها الحرة " ..!
طب لو الطرف الثاني ، والذي هو أثيوبيا ، أخل بهذا الاتفاق - وهو ما حدث بالفعل - هل نظل نحن متمسكون به ..؟!
طب لو كان هذا الانسحاب أو سحب التوقيع من مصلحة مصر ؛ نظل نحن ؛ متمسكون بمقولة عبد الفتاح القصري في فيلم ؛ " ابن حميدو " ؛ " أنا كلمتي متنزلش الأرض أبدا " ..؟!
طب دا يا أخي حتى الدول العظمى ، بل وإسرائيل ، وحتى مصر ذاتها ، وفي عهدها الليبرالي ، قد رجعوا جميعا ، هم وغيرهم ، وعبر التاريخ الإنساني - واللإنساني أيضا - كله ؛ عن إتفاقيات ومعهاهدات وقعوها لأنهم رأوا الاستمرار فيها يضر بمصالح بلدانهم ؛ فهل كان ذلك مثلا نتيجة خلل ما في نظامهم السياسي ، أو حتى خللا في نظام تفكيرهم ..؟! ، أم فعلوا ذلك وفقا لما تمليه عليهم مصالح بلدانهم ، وكذا صوت ضميرهم - والذي يمكن أن يكون هنا أكثر إزعاجا من أي صوت أخر عند الأسوياء الذين تجردوا وجردوا كما كرسوا أنفسهم فقط لخدمة بلدانهم وصيانة مصالحها الحيوية ..؟!
ففي الولايات المتحدة
-----------------------------
وعلى سبيل المثال ، وحتى لا نطيل ، تم التخلي لأول مرة عن غطاء الذهب بالنسبة لعملة الدولار مما أثر على الاقتصاد العالمي كله وقتها .ثم تم ربط الدولار بعدئذ بالنفط بدلا من غطاء الذهب ، وهو ما عرف لاحقا بما سمي بعهد ؛ " البترودولار " .
ثم في عهد نيكسون تم تخفيض قيمة الدولار ذاته وخسر العرب - وغيرهم مما تعاملوا بالدولار كعملة أساسية في كافة تعاملاتهم ، وذلك باعتبارها عملة صعبة دولية - في تلك اللحظة مليارات الدولارات والتي كانت بمثابة ودائع بالبنوك الأمريكية قبل تخفيض قيمة الدولار ..!
بل وفي عهد دونالد ترامب ذاته - وحيث كان له ديكتاتوره المفضل ، والذي وصفه مره بالقاتل اللعين ، أو F...killer ، ويا ريت حتى الأخير كان اقتدى براعيه ولو من زاوية الحرص على مصالح بلاده ..! - تخلى ترامب إذن عن إتفاقية المناخ ، والتي كانت قد وقعتها الولايات المتحدة في طوكيو - والتي يريد بايدن العودة إليها الآن - كما تخلى أيضا عن المعاهدة النووية التي وقعتها كل من الولايات المتحدة و الخمس الكبار مع إيران وهو ما كان يعرف ب 5 + 1 ، وتخلى كذلك عن كون الولايات المتحدة الراعى النزيه في الصراع العربي الصهيوني ، وحتى بعد أن اصار نزاع فلسطيني صهيوني ، وذلك بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس الشريف ، كما اعترف بالقدس الموحدة - شرقية وغربية - هي عاصمة إسرائيل خلافا حتى للمعاهدة أو المبادرة العربية التي تقدمت بها السعودية من قبل لإنهاء الصراع العربي الصهيوني والاعتراف بالكيان مقابل الدولة الفلسطينية التي عاصمتها القدس الشرقية ..!
وفي إسرائيل
-------------------
فطوال تاريخا كله ، ومنذ نشأتها الرسمية في عام 1948 ، لم تكن هناك أي معاهدة أممية أو دولية بينها وبين العرب إلا واخترقتها ونقضتها وتخلت عنها ، طالما كان هناك مصلحة لها في ذلك ؛ كالاختراقات المتكررة مثلا لوقف إطلاق النار بينها وبين مصر خاصة ، وفي ذروة الصارع العربي الصهيوني .واخرها مثلا ضم الجولان المحتل ، والقدس الشرقية - وعلى نحو ما أسلفنا ، وكذا تفجير مفاعل نطنز الإيراني واغتيال العلماء النوويين الإيرانيين وغيرهم ، وكذا فزوها للبنان عام 1982 ، وقصفها لمفاعل تموز النووي العراقي ، وغيرها ..!
وفي مصر ؛
----------------
وسنذكر فقط ، وباختصار أيضا ، ما قاله مصطفى النحاس ، رئيس الوزراء المصري الراحل الأسبق عن حزب الوفد أمام مجلس النواب - وذلك أيام م كان هناك مجلس نواب حقيقي ، وبرلمان حقيقي ؛ هكذا إذن تعود السيارة ، وبسرعة جنونية ، للخلف ..! - حيث قال حرفيا - ووفقا لما هو مدون تاريخيا : " ... من أجل مصر وقعت معاهدة عام 1936 ، ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها . "
وهكذا إذن قد صارت مقولة النخاس تلك تاريخا ..!
-----------------------------------------------
- أما كونك لا تستقرأ التاريخ ، فضلا عن قراءته ، وعلى الرغم من زعمك بأنك ظللت تدرس الدولة لمدة خمسون عاما - أنا مش فاهم حقيقي كنت بتردس أيه بالظبط ..! - فتلك إذن مشكلتك أنت وليست مشكلتنا نحن ..!
- ثم هل يفهم من سياق كلام سامح شكري بأن السيسي الذي وقع الاتفاق هو مصر ، ومصر هي السيسي ، ولذا وبالمقابل أبقى ، عليه كوزيرا للخارجية على الرغم من انعدام الكفاءة ..؟!
السيسي ، أو أي من كان قبله ، أو من سيأتي من بعده ، هو في حقيقة الأمر مجرد موظف في الدولة ، كما يفترض أنه أيضا خادما لها ، و بدرجة رئيس ؛ مثلك أنت أيضا سفير بدرجة أضعف وزير خارجية عرفته مصر عبر تاريخها كله ..!
-----------------------------------
وأخيرا إذا شق عليه الرجوع عن سحب توقيعه فليرحل هو وتوقيعه وأنت معه ..!

No comments:

Post a Comment