Sunday 29 April 2012

{الفكر القومي العربي} "الإسلام السياسي" وحاجة قادته ورموزه إلى وقفة مع النفس

begin:vcard
fn:Ezzat Helal
n:Helal;Ezzat
email;internet:eahelal@gmail.com
url:http://pcr.misrians.com
version:2.1
end:vcard

http://www.misrians.com/articles?2320
"الإسلام السياسي" وحاجة قادته ورموزه إلى وقفة مع النفس

محمد عبد الحكم دياب

يضع المفكر القومي محمد عبد الحكم دياب عبارة "الإسلام السياسي" بين علامتى تنصيص في مقالة مما يعنى أنه تعبير مرفوض. الإسلام دين ودنيا ولا أتصور أي مسلم يرفض هذه المقولة. ألم تكن المذاهب الإسلامية هي رؤى دنيوية إجتهد في تأصيلها فقهاء أجلاء إختلفوا فيما إختلفوا فيه واتفقوا فيما اتفقوا. وأتفق مع الأستاذ محمد عبد الحكم دياب في رفضه لمصطلح "الإسلام السياسي". لم يكن مصطلح "الإسلام السياسي" قد ظهر في عصر الفقهاء، عصر المذاهب الإسلامية. فقه هذا الزمان لم يتطرق إلى الحكم إلا من باب الإصلاح الإجتماعى الذي عنى به فقه هذا الزمان. ربما يكون السبب هو أن الفكر السياسي لم يكن قد نضج بعد كما حدث في عصر النهضة وإهتم به فلاسفة عصر النهضة الأوربيون. ولا أتصور أن الفكر السياسي نشأ في أثينا حيث ولدت الديموقراطية، فالديموقراطية اليونانية كانت فكرا إجتماعيا إداريا أكثر منها منظومة سياسية. فالفكر السياسي في ظنى نشأ ضمن إرهاصات عصر النهضة للتخلص من التبعية للكنيسة. ولا مانع أن ينشأ فكرا سياسيا إسلاميا في العصر الحديث كما نشأ الفقه الإسلامي في عصر النهضة الإسلامية (القرن الثاني والثالث الهجري). إنما الواقع، كما يرصده فيلسوف الثورة المصرية محمد عبد الحكم دياب، يفصل بين تيارات سياسية ثلاثة داخل التيار الإسلامي. الإخوان المسلمون وهم أقوى تيارات "الإسلام السياسي" وأكثرها خبرة وحنكة سياسية. والسلفيون وهم على حد تعبير الأستاذ يمرون بمرحلة "التعليم الأساسي" في السياسة. والتعليم الأساسي كما هو معروف ثلاثة مراحل: الإبتدائية والإعدادية والثانوية، فأي مرحلة منهم يقصد الأستاذ؟ وربما يرى البعض مثلي أنهم في مرحلة ما قبل الإبتدائية، مرحلة الحضانة التي يغلب التعليم فيها بالحواس. أما التيار الثالث وقد سماه الأستاذ بالإسلام الحركى فقد خرج من عبائة الإخوان المسلمين نتيجة للإضطهاد الذي تعرضوا له في الستينات من القرن الماضي، ويشمل هذا التيار الثالث الجماعة الإسلامية والجماعات الجهادية. في ظنى أنه لم يتبلور فكر سياسي إسلامي حتى الآن حتى داخل جماعة الإخوان المسلمين الأكبر حجما وتنظيما وعمرا. والمشكلة لديهم جميعا ولدى من ينقدهم أنهم يتبعون منهجا أخلاقيا وليس سياسيا وهذا لا يعني أنني أقول بأن السياسة ليس فيها أخلاق. فقد إنتقدت التيارات السياسية الإخوان بحجة أنهم يستأثرون بكل السلطات رغم أن هذا هو حقهم السياسي. ولعلى أرى أن مسئولية وصول "الإسلام السياسي" لمرحلة النضج السياسي لا تقع على عاتقهم وحدهم بل على عاتق كل التيارات السياسية الأخرى وتبدأ بالتعامل معهم على أنهم جماعات سياسية وليست جمعيات إجتماعية أخلاقية. ولعلى أجد أن التجربة السياسية الوحيدة التي ترتكز على منهج إسلامي هي تجربة جمعية مصر الفتاة التي تحولت إلى حزب قبل قيام ثورة يوليو 1952. ولقد فشلت هذه التجربة في رأيى لأنها كانت سياسية في غياب ركائز سياسية في الفقه الإسلامي ولم تكن دعوية كما كانت جماعة الإخوان المسلمين التي لم تقم أبدا كحزب سياسي إلى وقتنا هذا رغم إنشائها للحزب المسمى "الحرية والعدالة". وما حققته من مكاسب سياسية يعود للقاعدة الدينية التي تقوم عليها بالإضافة للإنتهازية السياسية التي إستجلبتها من مبدأ التقية الشيعي في الأساس. ولم يستطع حزب العمل، الإبن الشرعي لحزب مصر الفتاة، إحياء تجربة مصر الفتاة السياسية بسبب سيطرة الفقهاء على السياسيين. فمشكلة "الإسلام السياسي" في ظنى هي غلبة الفكر الفقهي وغياب الفكر السياسي أو إنزوائه في أفراد معدودين ليس لهم التأثير الكافي. وقد عدد الأستاذ محمد عبد الحكم دياب المزالق الكثيرة التي وقع فيها تيار "الإسلام السياسي".

عزت هلال
--
جميع الردود التي تصلني على هذه الرسالة سأرسلها لجميع من وصلتهم هذه الرسالة إلا إذا طلب الراسل غير ذلك.
من يريد حذف بريده من هذه القائمة المحدودة عليه أن يرسل لي ردا على هذه الرسالة وفي الموضوع عبارة أرجو حذف بريدي من قائمتك الخاصة.

No comments:

Post a Comment