التحليل الإسبوعي | مشاكل العراق
بقلم : حسين الربيعي ــ خاص توب نيوز
العراق يعاني من مشاكل جمة ، ليس على المستوى السياسي فقط بل على جميع المستويات ، وهي مشكلات حقيقية تحتاج لجهود مضنية وصادقة للولوج منها ، بينما لا يزال سيناريو سحب الثقة الهاجس الوحيد والمشكلة الاهم لغالبية الفئة الحاكمة من الاحزاب والتيارات ، فيما ان كل مشاكل العراق احدثتها تراكمات الاحتلال والفساد ، بينما مشكلة "سحب الثقة" المشكلة الوحيدة المفتعلة من وراء العملية السياسية .
واذا قلت مفتعلة فهي تهدف لأحد امرين : اما لألهاء الشارع عن مطالباته المحقة في الحياة الكريمة والعمل والعدالة الاجتماعية ، وهنا تتحول المشكلة الى مسرحية :يديرها مخرج بعيداً عن الاضواء ويحرك الممثلين وفق ما يريده .. ولعل واحدة من المظاهر التي تعزز هذا الرأي ، تراجع الحراكات الشعبية (التظاهر او التجمعات) ، بعد ان شهدت تصاعداً كبيراً في بعض الاوقات فقد ألهي الجمهور بإعلام الصراعات الحزبية في ذرواتها ... سحب الثقة وقضية الهاشمي .. واعادة الكتل الكونكريتية لمحيط مبنى البرلمان ومالها من صراعات مهزلية وهزلية .
الامر الثاني .. ان تكون مفتعلة لوضع العصا في عجلة الحكومة وعدم السماح لها بالتقدم وتحقيق منجزات ، في بعض المستويات ، وايقاف بعض تحولات الحكومة الايجابية في السياسة الخارجية عربياً واقليمياً ودولياً ... وهي سياسة تبدو وكأنها تسير في الاتجاه المعاكس لما خططت له دولة الاحتلال الامريكي واشراقاته المستمرة لحد الان على تلك المستويات ، وفقاً لما سمي اتفاقية الانسحاب ، بدليل ان اطرافاً من الحكومة او محسوبة عليها وضمن دائرة رئيس الوزراء تضطر كثيراً لتؤكد بين الحين والآخر للويالات المتحدة ، ابتعاد الحكومة العراقية عن سياسة المحاور ونقصد بهذه المحاور ، المحور السوري بإبعاده العربية و الايراني ببأبعاده الاقليمية والروسي بأبعاده الدولية ... هنا نتصور ونعلل مشكلة سحب الثقة المفتعلة بأنها عصا في عجلة الحكومة العراقية ، مدعومة من المحور الآخر عربياً خليجياً ... اقليمياً تركياً .... دولياً امريكياً غربياً .
واخيراً وبما ان المواطن العراقي وحده الذي يدفع ضريبة هذه المشاكل فإن ما هو مؤكد ، عقم العملية السياسية بنتاجها الفوضوي هذا ، اما الحل فغير موجود على المدى المنضور ولكنه يجب القول ان الديمقراطية التي لا تحرر مطالب الانسان وتحقق احتياجاته ليست إلا قناع .
No comments:
Post a Comment