Tuesday 29 October 2013

{الفكر القومي العربي} فسيفساء القوى والتنظيمات

د. مصطفى يوسف الداوي

فسيفساء القوى والتنظيمات، والمجموعات الجهادية والسلفية، التي باتت تغطي مساحة الوطن العربي، والعالم الإسلامي كله، ويعد مقاتلوها بعشرات الآلاف، ولديهم مختلف أنواع الأسلحة، وعندهم قدرات مالية ضخمة، وامكانياتٍ كبيرة، مما يجعل وصفهم بمجموعات متعددة الجنسيات أقرب إلى الفهم والاستيعاب، كونهم شركاتٍ عملاقة متعددة الجنسيات، يساهم فيها الكثير، ويعمل معها أطرافٌ عديدون، مجهولون ومعلومون، بالأصالةِ أو بالوكالة، وبالمال أو بالجهد، وبالمعدات أو بالمعلومات.

أليس لنا أن نتسائل من تقاتل، ومن تخدم، وفي أي مشروع تصب أهدافها، وكيف تُخلَّق وتصنع، ومن يديرها ويحركها، ومن يمولها ويأمرها، وهل هي إسلامية بحق أم أنها محاولاتٌ مشبوهة لإلصاقها بالإسلام، وإضفاء صفة الارهاب عليها، بينما الإسلام منها براء، وأنها تلبس عباءةَ الإسلام، أو تلقى عليها للتمويه والتضليل.

ألا يحق لنا أن نتسائل عن عمليات هذه المجموعات المسلحة، وعن دورها في القضية الفلسطينية، وهل نفذت عملياتٍ عسكرية ضد العدو الصهيوني، أو ضد مصالحه المنتشرة في كل مكان، وهل تشكل خطورةً على الكيان الصهيوني، وتهدد أمنه وسلامة مستوطنيه، واين كانت خلال السنوات الماضية، فهل قاتلت أم أنها كانت في مرحلة الإعداد والتجهيز.

بوصلة المقاومة الصادقة هي التي تتجه نحو فلسطين، وهي تلك التي تصوب بنادقها ضد العدو الصهيوني، وتعرف كيف تنال منه، وتلحق به خسائر في الأرواح والممتلكات، فمن كانت وجهته فلسطين فهو على الحق، ومن كانت جبهته مفتوحة لقتال الإسرائيليين فهو المقاوم، ومن كانت فوهات بنادقه، واحداثيات منصاته موجهة ضد الكيان الصهيوني فإننا معه، نؤيده ونناصره، ونقاتل معه وإلى جانبه.

المقاومة فعلٌ لا شعار، وعملٌ لا قول، وألمٌ لا أمل، وممارسة لا تنظير، وتنفيذٌ لا تهديد، وهي تكليفٌ وواجب، ومسؤولية وأمانة، ولا طريق تصل إلى فلسطين سوى تلك التي تمر عبر فلسطين،  فلا طريق التفافي أو دائري يؤدي إليها، والطريق إلى فلسطين براً وبحراً وجواً، مفتوحة لكل مقاوم، ومشرعة لكل مجاهد، وممهدةً لكل مقاتل، فأرونا ما يذهب تساؤلاتنا، ويجيب على استفساراتنا، ويزيل الغموض والشبهة التي تحيط بالكثير.

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.

No comments:

Post a Comment