Saturday 23 November 2013

{الفكر القومي العربي} القوميون: الأم اغنيس - هل يبقى الأسد ؟ - إضاءات، وثلاثة مواضيع :1 – قداسة البطريرك 2 – م. الرحباني/ المشهد الدموي في لبنان.. 3 - أمريكا وإيران اللعب..؟ مرفق

الأم آغنيس تدعو المجتمع الدولي وبابا الفاتيكان إلى وقف عمليات تدفق
المسلحين إلى سوريا
دي برس)

دعت الأم آغنيس مريم الصليب رئيسة فريق المركز الكاثوليكي للإعلام
المجتمع الدولي والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى رفع الصوت عاليا
والعمل:
على وقف عمليات إرسال المسلحين المتطرفين إلى سورية.
وقالت الأم آغنيس في لقاء مع قناة "روسيا اليوم" : "إن هؤلاء المسلحين
ينتمون إلى حركات متطرفة تأخذ من الدين ستارا لقتل الأبرياء من المسلمين
والمسيحيين" مؤكدة أن أبناء الشعب السوري هم "أخوة في هذه الكارثة" التي
يتعرض لها بلدهم.
وشددت الأم أغنيس على رفض المواطنين السوريين المسيحيين هجرة وطنهم مشيرة
إلى أنهم ينتقلون إلى مناطق أخرى من المدن السورية عندما يضيق بهم الحال
في إطار مخطط تهجيرهم من قبل المتطرفين التكفيريين.
المصدر: الأم آغنيس تدعو المجتمع الدولي وبابا الفاتيكان إلى وقف عمليات
تدفق المسلحين إلى سورية | أخبار سورية
السياسية | سياسة
| دي برس http://www.dp-news.com/pages/detail.aspx?articleid=155737#ixzz2lNwjXYlv
Follow us: @daypress on Twitter | DayPressNews on Facebook

-----------------------------------------------------------------------------------------

من الفيسبوك ..؟
هل سيبقى الأسد..؟
يُفاجئنا البعض بالسؤال وهل سيبقى الأسد؟، فنعلم أن هؤلاء قد أدمنوا
مشاهدة فضائيات المحور الأمريكي الإسرائيلي وملحقاته، التي هي بالوقت
ذاته منابر لما ينبح به ما يسمى معارضة سورية، وهم يقصدون من هذا
التساؤل: بالطبع زوال الدولة السورية بمعنى: وهل ستبقى الدولة؟، فنجيبهم:
أن سوريا دولة سيادية معترف بها من المجتمع الدولي، وعضو مؤسس في منظمة
الأمم المتحدة وباقي المنظمات الدولية المتفرعة، والأسد هو الرئيس الشرعي
لهذه الدولة السورية، الذي تم انتخابه من قبل شعبها بموجب أحكام دستورها،
وليس أحدا غيره، وهو من يمثل الدولة وشعبها، ويضبط أمن البلاد في مواجهة
أي عدوان داخل البلاد أو خارجها، والمناط به تحقيق الأمان بأنواعه
لمواطنيها، وهو من يحافظ على نظامها.. أما من يسمون أنفسهم معارضة
ويسميهم أيضا أعداء البلاد، فهم عملاء خونة، يعملون على تقويض الدولة
السورية، وعلى قتل شعبها بواسطة مجموعات إرهابية مسلحة يدفعونها إلى داخل
الأرض السورية لقاء مال وأطماع، لحساب الغير، بدعوى الديمقراطية
والتحرير، وهل من يصنف شعب البلاد بأعدائه، ويعمل على قتلهم عشوائيا دون
تمييز وإبادتهم، يمكن أن يكتسب صفة المدافع عن الأهالي؟، أم أنه بائعهم؟،
وهل يمكن أن تندرج أفعال هؤلاء بحساب كل المقاييس وأن تسمى: إلا بالخيانة
العظمى، وليس فقط بالخيانة، وإنما أيضا بالتوصيفات الجرمية الأكثر خطورة،
تلك التي ترتقي إلى مستوى الأفعال التحريضية العنصرية الإبادية ضد
الإنسانية، وما مصير مثل هؤلاء، إلا ملاحقتهم والقبض عليهم وسوقهم أمام
القضاء، لينالوا القصاص العادل، وفق الإجراءات المعمول بها لمثل هذه
الجرائم والأفعال ..؟

-------------------------------------------------------------------

أيها الأخوة: حركة القوميين العرب تختار لكم :
إضاءات، وثلاثة مواضيع :1 – قداسة البطريرك 2 – م. الرحباني/ المشهد
الدموي في لبنان.. 3 - أمريكا وإيران اللعب..؟
-----------------------------------------------------------------

ثلاث إضاءات من حركة القوميين العرب..؟

1 – سوريا رسالة إنسان، عالمية، يجب أن تسود ..؟
سليم نقولا محسن

http://zamanalarabe.blogspot.com/
*ما يسمى المجتمع الدولي الذي تقود منظومته الولايات المتحدة وحلفائها،
حاول جاهدا لتنفيذ برامجه النفعية، إسقاط الدولة السورية عبر الفوضى،
فأنشأ المجموعات المدربة المسلحة، التي سربها عير الحدود إلى داخل
الأراضي السورية لتنجز مهامها، وهذه كانت قد أعدت مسبقا حواضنها السكانية
ضمن تحصينات الإطار الإسلامي، في مناطق عشوائيات التجمعات السكانية
وتداخلاتها، وكان من الطبيعي أن تلجأ هذه المنظومة إلى تأسيس هذه
المجموعات على مرتكزات فكرية أخلاقية ومعتقدية مغايرة، يحسب عناصرها أن
جهادها المسلح في مواجهة الآخر، الذي هو شعب الدولة السورية استرداد حق
مغتصب لها، وأن هدفها إقامة العدل لا أكثر..، ذلك تحت شعار ما يسمى
الدفاع عن الدين القويم في وجه البدع والعلمانية الكافرة، وتظليل غلالة
مظهرية إغوائية ذات ألوان من الشبق الشديد أسموها الحريات والديمقراطية..
وبما أن هذه التوجهات الاستيلائية الدولية الجديدة قد توضحت أبعاد
صراعاتها العالمية ومآربها للشعب في سوريا، ولم يعد خافيا عليه شيء منها
رغم خباثة أفعال التعمية وتقنياتها العالية، وأن هدفها الحقيقي النهائي،
هو إزالة دولته وإبادته ورميه في الشتات.. لم يعد لكوادر وتجمعات هذه
الجماعات المعادية من عناصر فاعلة في الداخل السوري وخارجه، سوى المرتزقة
المكروهين، التي كانت قد سبقت أن عرّتهم وفضحتهم سلوكياتهم وأفعالهم..؟
ولما كانت المسألة السورية في معظم جوانبها مفتعلة، وليست بالأهمية التي
استدعت أن تحشد من أجلها كل قوى التدمير هذه، ولا قويمة طرقها التي حشرت
فيها للوصول إلي حلولها، كان من الطبيعي أن نرى هذا الاصطفاف المذهل
للشعب السوري المديني في تحولاته النوعية وقدراته الابتكارية، وراء
قيادته السياسية والقوى السلامية العالمية العادلة في مواجهة الفوضى،
ورفض الباطل، وكان هذا عاملا حاسما في إسقاط كل مخططات القوى المعادية
ووحشية أطماعها، وإلى شل قدرة قواها وإفشالها، وأيضا بالمقابل إلى تشكيل
معالم توازنات جديدة، وقواعد سياسية، لعالم جديد، أقوى ردعا لقوى الشرور،
وأقل سوءا وظلما..؟
فسوريا ليست فقط شعبا له حقوق يجب أن تحترم، وإنما سوريا رسالة إنسان،
عالمية، يجب أن تسود، فمن هم الذين يشتمون شعب سوريا ومسار دولتها،
بالطبع ليسوا الشرفاء، وإنما وحوش العصر من زعماء إدارات دول النهب
العالمية، والاستعباد، وقاتلي الشعوب ومضطهديهم، ومن يلحق بهم من
الوظيفيين الإقليميين والمحليين والمأجورين محترفي ترويج الاستعباد، ممن
لاحقوا حريات الأهالي الذين يحكمونهم، بالحديد والنار، وخنقوا عيشهم،
واغتالوا إنسانية إنسانهم، وصحّروا ما بقي من اخضرار أرضهم، ورفعوا جدران
القهر فيها، وأطفأوا النور في بلادهم، وجعلوها موطنا للظلام..
فسوريا لا يمثلها ولا يمكن أن ينوب عن شعبها من تآمر وتخابث وقتل وأهان
ومثل في أبنائها، ولا يمكن أن يحل قضايا مكوناتها الشائكة أو البسيطة، في
داخلها أو خارجها، إلا أبناء شعبها الشرفاء من أصحاب الأضحيات، فمن قتل
من شعب سوريا دفاعا عنها، لا يمكن أن يحسب تعدادهم أضرارا جانبية لعمليات
الاجتياحات البربرية، فشعب سوريا لم يعلن حربا على أحد، بل أن مفترسي
العالم قد أعلنوا الحرب عليه، كما أن أبناءها ليسوا تقدمات بشرية لآلهة
الحروب ولا أضاحي تكفير، فشعب سوريا لم يخطئ، وإن أبناؤها رسل سلام
وشهداء قديسين عاينوا الله، فيجب أن يكف العالم الأهوج الأعجمي الغريب عن
ممارسة الغباء..؟
لذا ليس من المستغرب أن نرى من الأفراد المخالفين لشعب سوريا ودولتها
وحكومتها، العجب العجاب، فإذا قلنا لهم أن الغرب هناك وهذه شمسه الغاربة،
قالوا لا هذا هو الشرق وشمسه الساطعة لكنكم لا ترون، وإذا قلنا لهم هذا
ذهب من بلاد الانكليز وهذه دمغته، قالوا لا هذا معدن شبه الذهب من الصين،
مكائدية اتهامية عبثية لن توصل إلى شيء، فإذا نظرت إليهم، رأيت عيونهم
الحاقدة، وإذا كلمتهم صموا الآذان، وصوبوا ابتسامتهم الشاردة البلهاء،
فالنصرة إذا انتصرت كانت من جند الله، وإذا انهزمت صنعتها حكومة البلاد،
ومثلها داعش إلى آخر السلسلة من اللملمات الهمجية المفترسة الطارئة على
البلاد، فإذا استشهد جنود الجيش أبناء البلاد دفاعا عن الشعب والأوطان،
قالوا: قتلتهم حكومة البلاد، وإذا قتل الأبرياء من الأطفال والنساء،
قالوا هذا من مكائد حكومة البلاد، وهكذا.. إنهم الغنائميون السراق،
فالخيال خصب لديهم يتبع الدولار، وأمل الإستقواء في جيوش الغرباء لا
يفارقهم..؟ فأحلامهم المريضة المحبطة تتراكم جوعي بالغنائم والسبايا من
الغير، من بقية أهل البلاد، وستبقى هكذا حتى الفناء.. وبالنهاية في سوق
السياسة يدعون أنهم المعارضة لإنقاذ البلاد..؟ فهل هؤلاء مواطنون لهم
حقوق وعليهم واجبات، أم أنهم خونة البلاد..؟

---------------------------------------------------------------------------

2 - السعودية لم تزل تموّل وترعى أناس همج لا يعقلون..؟
http://zamanalarabe.blogspot.com/

لا يمكن لأحد الادعاء بأن الدول العربية المعنية باجتياحات ما يسمى
الربيعات كانت واحات مثالية لمجتمعاتها، يعم الانتظام فيها والحق،
والعدل، والرخاء، إلا أن هذه المجتمعات وحكوماتها بالمقابل رغم كل
التجاوزات كانت تقر وتعترف وتحتكم إليها كشرط لبقائها واستمرارها،
لكن أن تجتاحها كما الجراد مجموعات مؤتلفة كعصابات أم متسربة لمجاهدين
ومجاهدات، تدعي أن لها حقوقا في أرزاق الآخرين وبما يقتنون ويملكون، توجب
عليها استردادها، وأن مصدر هذه الحقوق الإلهية، خرافية كانت أم أسطورية،
تخول لهم إدانة من يخالفها، وتوقع عليهم الجزاءات وأنواع العقوبات، بما
فيها سلب حياتهم، كما الصهاينة ودولتهم في اجتياحهم لأرض فلسطين وطرد
أهلها وتشريدهم،
فهذا ينقل المجتمع البشري إلى ما قبل الاجتماع الإنساني وتكوين الدول،
إلى فوضى عارمة تبيح التكفير على الهوى والإبادة والسلب والنهب، فالغرض
هنا الإدانة وليس العدل، وإلى نشوء تجمعات تتوافق مع الحالة المتفشية،
يمكن أن يلتحق في صفوفها العديد من الطامعين واللصوص والخارجين عن
القانون والقتلة، لكن هذه لا يمكن أن تفلت على تعدد تشكيلاتها وأنواعها
ومسمياتها من المساءلة والإدانة والعقاب عقب عودة الاستقرار وانتظام
المجتمع،
كما لا يمكن بأي حال وإن شطحت الرغائب توصيفها بثورة، لأنها تدين من
يوصفها، فالثورة هي العكس لمثل هكذا مسار، فهي تحرك شعبي لإقرار الحقوق
المهدورة وإقامة العدل ووضع حد للتجاوزات، من أجل بناء مجتمع عادل يسوده
السلام والأمان..؟
ومع هذا يطلع علينا من هنا وهناك أشكالا من الأشباه الملمعين الناطقين من
ذوي الألقاب، لم ينتدبهم أحد ولا يمثلون أحدا، قد تدربوا على بضع عبارات
ومفردات يرددونها في كل الأزمنة والظروف، وفي أي مكان، لا علاقة لها
بالواقع: عن ثورة الشعب التي يقودونها، ويقصدون فيها الفوضى ونتاجاتها
ورجالاتها، وهم يعتقدون أنهم في ترديدها يصيرونها واقعا، وهذه بلاهة ونوع
من الفصام، ومع هذا فلم تزل بعض الدول تغامر ومنها السعودية بالأصالة عن
نفسها ونيابة عن الغير، تمول وترعى أناس همج لا يعقلون ولا يفقهون،
يفصلهم عن الزمن الحاضر أكثر من 1400 عام..؟

-----------------------------------------------------------------------------------

3 - تفاقم الحالة الوبائية السورية؟
من الملاحظ أن العصابات الهمجية التي تجوب الأنحاء السورية، وتنشر القتل
والخراب والترويع، تلك التي ترتبط بقوى دعم دولية غير خافية لها مصالحها،
تسلحها وتوفر لها الغطاء المادي والسياسي، هي خارجة عن أي منطق عقلي
وديني يمكن أن يوفر الأمان والعدل كمبرر وشرط لأي اجتماع إنساني، يجعل من
أصحاب هذه العصابات والأفراد المنخرطين في صفوفها ومشروعهم ومن وراءهم،
مجرد آلات قتل وتخريب، يضعهم سلوكهم هذا خارج القانون، وأي شرعة معمول
بها لحقوق الإنسان، وخاضعون بالتالي إلى المحاسبة الدولية والإدانة
والقصاص، فهذه العصابات لا تمتلك في مواجهة الشعب السوري المديني، التي
تمثله دولته وسلطاته القائمة، أي مسوغ مشروع سوى عقلية الإلغاء، التي
تستند على شذوذ مرضي، تعتقد فيه أن لها الحق الإلهي في إبادة الغير
والسيادة المطلقة على الآخر، وفي استخدام أنواع القوة والقهر ضدهم، وتبعا
حق استباحتهم وقتلهم، وسبي نساءهم وأموالهم وأراضيهم وبيوتهم، ليكون
إليهم رزقا حلالاً، كما يشاهد العالم ويسمع يوميا عن ممارساتهم، وهذه
الحالة قد آلت إلى التفاقم، مع انهيار مشروعهم، فقد امتدت هذه أيضا ليصيب
وباؤها شرائحاً من حواضنهم، التي سبق أن تعاطفت معهم، وكانت تأمل منهم
تحقيق ما يرومون إليه..؟

--------------------------------------------------------------------------------

1- مقابلة قداسة البطريرك غريغوريوس لحام..
http://zamanalarabe.blogspot.com/
في المقابلة التي أجراها الأحد 27 تشرين الأول/ قداسة البطريرك غريغوريوس
الثالث لحام بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، على
شاشة الميادين، مواقف هامة، فقد تحدث بما يلي:
1 - أن زيارته إلى بريطانيا كانت ضرورية لشرح عدالة القضية السورية
ومعاناة الشعب السوري للمنظمات الروحية الأوروبية الفاعلة، وإن كان يفضل
شخصيا من حيث المبدأ البقاء بين رعاياه في المنطقة..
2 - أن رفع الصلاة البابوية في أنحاء العالم الكاثوليكي، التي استجابت
لها الشعوب قاطبة، كان لها التأثير الأعظم، وكانت بمثابة المعجزة الحاسمة
في رفع الضربة الأمريكية الهمجية المزمعة عن الشعب في سوريا..
3 - ما حدث في بلدة معلولا الأثرية كارثة مسيحية وحضارية عالمية، وأن
الشعب المسيحي هو شعب الشهداء، ولا يجوز اضطهاد أحد على دينه وإكراهه في
معتقده وإيمانه، كما حدث فيها..؟
4 - إن المسيحيين هم أصلاء في الشرق والمنطقة، والهجرة من سوريا والبلاد
العربية التي تعاني من الاضطرابات نسبتها واحدة على تعدادهم، فيما يخص
المسيحيين أو بقية الطوائف..؟
5 - ننتظر من حكومة السعودية موقفا فاعلا، يعمل على إشاعة السلام في المنطقة..؟
6 - نأمل أن ينعقد مؤتمر جنيف في موعده، ونأمل أن تشارك فيه البابوية
التي تمثل المسيحيين الكاثوليك في العالم، كما نأمل أن يتمثل فيه رؤساء
الطوائف الروحية المقيمون في سوريا، لإضفاء أجواء من الروحانية الصادقة..
-------------------------------------------------------------------------------------------

2 - المشهد الدموي في لبنان.. أهداف وسيناريوهات
د. ليلى نقولا الرحباني
الثبات
وهكذا، انتقلت المواجهة المفتوحة في المنطقة إلى مشهد أكثر رعباً في
لبنان؛ إنتحاريون لأول مرة يحصدون الدمار والدماء في بيروت، في مشهد يعيد
التذكير بالمآسي السورية والعراقية الممتدة منذ دخول الأميركيين إلى
المنطقة باحتلال العراق، والتي لا تفرق بين مدني وعسكري، وتحصد المدنيين
والأبرياء كل يوم.


بغض النظر عن إعلان "تنظيم القاعدة" مسؤوليته عن التفجيرين، عبر تصريح
إلكتروني موقّع باسم "الشيخ" سراج الدين زريقات، إلا أن التصريح لا يؤكد
بالضرورة مسؤولية "القاعدة" عن التفجيريْن، ولا ينفيه أيضاً، كما أن
تنفيذ "القاعدة" للعملية الانتحارية لا يؤكد حقيقة "الجهة" التي تقف وراء
تنفيذ هذا الهجوم الإرهابي.

وفي دراسة مَن المستفيد، ولماذا حصل التفجير الإرهابي في بيروت، وإلى
ماذا كانت ترمي هذه الرسائل الدموية، يمكن رصد السيناريوهات الآتية:

الأول: أن تكون "إسرائيل" وراء العملية كما اتهم الإيرانيون بطريقة مسرعة
ومتسرعة نوعاً ما. لا شيء ينفي قيام "الإسرائيليين" بعمليات اغتيال،
وإرسال رسائل عبر الساحة اللبنانية، خصوصاً بعدما بالغ "الإسرائيليون" في
الصراخ تنبيهاً من خطر قيام الأميركيين بتسوية مع إيران، يعتبر
"الإسرائيليون" أنها ستكون خطأ كبيراً وسيدفع ثمنه الغرب
و"الإسرائيليون"، وأن إيران ستحصد المليارات، وستخدع العالم وستصنّع
القنبلة.. من هنا، لا يمكن نفي فرضية قيام "إسرائيل" بمحاولة عرقلة قطار
التسوية الذي يسير بسرعة قصوى في جنيف، لكن الأسلوب المعتمَد في إيصال
الرسالة من خلال تفجير انتحاري، ليس أسلوباً "إسرائيلياً" تقليدياً، فهي
تعتمد في عمليات الاغتيال التي تقوم بها، أساليب أحدث وأكثر تقنية
وتكنولوجية، علماً أن "الإسرائيليين" يدركون تماماً أن اغتيال السفير
الإيراني في بيروت لن يؤثّر على مفاوضات النووي الإيراني في جنيف،
باعتباره ليس عاملاً مؤثراً فيها.

الثاني: أن يكون من صُنع بندر بن سلطان، كما سرت الاتهامات في بيروت على
لسان أكثر من محلل وكاتب ومواطن عادي، وقد يكون الأمير السعودي ومخابراته
بريئة من هذا العمل الإرهابي، لكن عوامل عدّة تغذّي هذا الاتهام:

أ- أن "الشيخ" زريقات الذي أعلن في تغريدة على "تويتر" تبنّي التنظيم
الإرهابي للتفجيريْن، والذي يُعتبر من الوجوه الأساسية في "كتائب عبد
الله عزام"، كان موقوفاً لدى مخابرات الجيش العام الماضي بتهمة القيام
بأعمال إرهابية، ثم أُخلي سبيله بعد ساعات نتيجة تدخلات سياسية - دينية
(مذهبية) على مستوى عالٍ، يرتبط أصحابها بالمملكة العربية السعودية.

ب- اعتراف بندر بن سلطان بسيطرته على المجموعات الإرهابية في معرض تهديده
للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حينما رفض الأخير عرضاً بالتخلي عن الرئيس
السوري مقابل إغراءات مالية وصفقات أسلحة كبيرة.

ج- أسلوب التفجير عبر انتحاريين يقدّم أحدهما للآخر، هو أسلوب اعتُمد
بشكل كبير في القتال ضد الجيش السوري من قبَل الفصائل المموَّلة من قبل
الدول الخليجية، حيث كان الانتحاري الأول يفجّر نفسه في حاجز الجيش
السوري، ليقوم بعدها الثاني بالدخول وتفجير نفسه موقعاً الكثير من
الضحايا.

د- يعتقد البعض أن الرسالة التي تلقّتها السفارة الإيرانية هي رسالة جنون
يأس أخرى تضاف إلى الرسائل الدموية التي بدأ الخليجيون بإرسالها، بعدما
تأكّد أن الأميركيين غير مستعدين للدخول عسكرياً في الحرب الدائرة في
سورية، وأنهم بصدد الذهاب إلى "جنيف-2" لتتويج تسوية مع الروس، يبدو أن
الخاسر الأكبر فيها ستكون السعودية وحلفاؤها، تضاف إلى خسارتها الكبرى
بالاتفاق النووي الإيراني مع الغرب، الذي سيجعل إيران دولة إقليمية كبرى
يُعترف لها بدورها الإقليمي الذي سينافسهم على الساحة الخليجية والشرق
أوسطية.

السيناريو الثالث: ألا يكون هذا ولا ذاك، وأن طابوراً خامساً استغلّ
التشنج في المنطقة والعلاقات المتوترة بين إيران وبعض دول الخليج، والتي
غذّتها الحرب السورية، وانسحبت على اللبنانيين وكشفت الأمن في لبنان،
فأراد تصفية حساباته مع الإيرانيين على الساحة اللبنانية، مستغلاً هشاشة
الأمن فيه.

في المحصلة، لا يمكن لأحد استباق التحقيق، كما أن اتهام أي جهة أو نفي
سيناريو معيّن يبدو مبكراً الآن، ولكن إلى أن يتم الكشف عن الحقيقة، لا
بد من ملاحظتيْن أساسيتيْن:

- الأولى: أن مسار التسوية في المنطقة قد انطلق، والعمليات الإرهابية هنا
وهناك لن توقفه، والجميع سيستفيد من السلام المتحقق إن عرفوا كيف تدار
اللعبة، وأن السياسة ليست لعبة "صفرية"، بل يمكن تحقيق الربح النسبي
للجميع، حينما يكون من المستحيل تحقيق الربح المطلق لأحدهم.

- الثانية: أن الطرف السعودي واللبناني المرتبط به بات عليه مسؤولية
كبرى تجاه نفسه واللبنانيين، بالقيام بما ينفي عنه تهمة قتل الأبرياء من
اللبنانيين في الضاحية الجنوبية والجناح. من هنا، بات ضرورة ملّحة كشف
الغطاء السياسي عن كل الإرهابيين، سواء الموجودين في سجن رومية، أو
المتنقلين بين عين الحلوة وعرسال وطرابلس وعكار، وبغير هذا سيبقى المجال
متاحاً للاتهامات الجاهزة، ولمزيد من صبّ الزيت على النار المذهبية
المشتعلة في المنطقة، والتي ستأكل الأخضر واليابس.

-------------------------------------------------------------------

3- أميركا وايران... اللعب على المكشوف
د. ليلى نقولا الرحباني
الثبات
تنتشر أجواء التفاؤل في العالم والمنطقة باحتمال قرب التوصل إلى تسوية
شاملة في منطقة الشرق الأوسط، وهو تفاؤل مشروع بعد وصول الرئيس روحاني
إلى سدة الرئاسة في إيران، ووجود باراك أوباما وفلاديمير بوتين على رأس
السلطة في كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية.
وبالرغم من أجواء التفاؤل المفرطة التي عاد وبددها ما حصل في الاجتماع
الأخير الذي حصل في جنيف بين الدول الست وإيران، إلا أن ما يظهر من
السياسات الخارجية لكل من الولايات المتحدة الأميركية وإيران، يظهر قدرة
احترافية للطرفين في لعبة الشطرنج، التي تحتاج هدوء أعصاب وتكتيكات لا
يبدو أنها تنقص أحد منهما. وهكذا نجد في لعبة الشطرنج المشتركة تلك ما
يلي:

- توزيع أدوار غربي واضح بشكل لا لبس فيه، وقد اضطرت الولايات المتحدة
الأميركية إلى تبرير ما حصل في الاجتماع من عرقلة فرنسية مدروسة بالقول
أن المواقف الغربية كانت منسقة، وذلك في ظل اتهام للفرنسيين بعرقلة اتفاق
تاريخي انتظره العالم لعقود. ونفت باريس تفرّد وزير الخارجية الفرنسي
لوران فابيوس في طلبه خلال محادثات جنيف، إدخال التخصيب بنسبة 20 في
المئة ومفاعل آراك الذي سيصنّع بلوتونيوم، في الاتفاق المرحلي المقترح،
وأكدّت إن فابيوس كان قد نال موافقة تامّة من كيري قبل هذا الطرح.

- تذرّع الطرفين الأميركي والإيراني بالمتطرفين والمتشددين على يمينه
لحصد مزيد من المكاسب من الطرف الآخر. فمن ناحية الولايات المتحدة
والغرب، يقوم الأميركيون بالانفتاح على إيران وإطلاق التصريحات المتفائلة
حول الدور الإيراني الايجابي وإمكانية التوصل إلى تسوية، وفي الوقت نفسه
يهدد بعض أعضاء الكونغرس الأميركيين بالتصويت على تشديد العقوبات على
إيران، ويقوم الإسرائيلي بالتهديد بالذهاب إلى خيار الضربة العسكرية ضد
إيران، علمًا أن الأميركي، لا يمكن أن يقدم على أي خطوة دبلوماسية أو
عسكرية أو سياسية، في منطقة الشرق الأوسط بدون الأخذ بعين الاعتبار
العامل الإسرائيلي ومصلحة وأمن إسرائيل مسبقًا وقبل أي اعتبار. وما هذا
التباين بين التصريحات، إلا نوعًا من ذرّ الرماد في العيون، وتوزيع أدوار
لكسب المزيد من التنازلات من الطرف الإيراني.

وفي مقابل ذلك، يلعب الإيراني اللعبة نفسها ويتقنها كما يتقنها
الأميركيون تمامًا، ففي خضّم الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق في جنيف،
قام المرشد الأعلى علي خامنئي بدعم المفاوضين الإيرانيين ولكنّه عبّر -
مسبقًا- عن عدم تفاؤله بنتائج المفاوضات معتبرًا أنه لا يمكن "الوثوق في
عدو يبتسم، فالأمريكيون من ناحية يبتسمون ويعبرون عن رغبة في التفاوض ومن
ناحية أخرى سرعان ما يقولون أن كل الخيارات مطروحة". وفي الوقت الذي كانت
السلطات الإيرانية تحاول مدّ جسور التواصل مع الولايات المتحدة الأميركية
والغرب، وتحاول القيام بمبادرات ايجابية لبناء الثقة والظهور بمظهر
المستعد للحوار والانفتاح ولعب دور ايجابي والإسهام بالحلول في المنطقة،
كانت الاحتفالات تعمّ طهران بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لعملية
احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران مع استمرار التمسك بشعار
الموت لأميركا، وتأكيد نحو 200 من نواب البرلمان ال290 في بيان مشاركتهم
في التظاهرة السنوية التي تقام أمام مبنى السفارة الأميركية السابقة
والهتاف الموت لأميركا. كما أكد الحرس الثوري أن شعار الموت لأميركا هو
رمز مقاومة وتصميم الأمة الإيرانية أمام هيمنة الولايات المتحدة، الأمّة
المستكبرة غير الجديرة بالثقة.

أما في المنطقة، فتقوم السياسة الخارجية الإيرانية - وكما الأميركية- على
خطين: السير نحو خيار الذهاب إلى جنيف 2، والانفتاح نحو تركيا وبعض الدول
الخليجية، سواء من قبل الإيرانيين أو من قبل حلفائهم العراقيين، في مقابل
الثبات على الموقف ودعم النظام السوري وعدم التخلي عن بشار الأسد،
ومساعدته ماليًا ولوجستيًا وتقنيًا. وهو ما يفعله الأميركيون تمامًا
بتسويق التزامهم بخيار التسوية التي اتفقوا عليها مع الروس وبضرورة
الذهاب إلى حل سلمي في جنيف 2، وفي المقابل يستمرون بدعم المعارضة
المسلحة، وتوكيل حلفائهم السعوديين بإطالة عمر الأزمة ومحاولة تغيير
موازين القوى على الأرض لكسب المزيد من التنازلات من الطرف الآخر.
إذًا، هي سياسة "المصافحة باليد اليمنى، والمسدس باليد اليسرى" يتقنها
جيدًا الفريقان اللاعبان على الساحة الشرق أوسطية، وبات اللعب مكشوفًا
جدًا، وتبقى الشعوب الفقيرة في العالم العربي، رهينة لعب الكبار في
مصيرها، وبانتظار انتهاء اللعبة بيأس أحد الطرفين أو القبول بما تحقق من
التسوية، اقتناعًا من الطرفين بأنه لم يمكن بالإمكان أحسن مما كان.

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.

No comments:

Post a Comment