ضابطٌ آخر لم ينشغل به أحد
بقلم المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
انشغلت مصر هذا الأسبوع بمعركةٍ دارت رُحاها فى التجمع الخامس بين أُسرة رجل أعمال وأسرة لواءٍ سابقٍ .. والقصة كلُها كاشفةٌ للمكانة الطبيعية للقانون فى دولةٍ يمتنع فيها رئيسها جهاراً نهاراً عن الالتزام بنصٍ دستورى بإعلان ذِمَّتِه المالية .. وتتستر فيها أجهزته على وزيرٍ سابقٍ هاربٍ مُدانٍ بسرقة مليارين من المال العام .. بينما لم ينشغل أحدٌ بفاجعةٍ أكبر تَعَّرَضت لها أسرةُ ضابطٍ سابقٍ آخر ونشرها المحامى الحقوقى الأستاذ/ أمير حمدى سالم على صفحته منذ أكثر من أسبوعين، وقد استأذنْتُه فى إعادة نشرها بعد أن قام بحذف جزءٍ من التفاصيل خاصةً ما يتعلق بالتعذيب، احتراماً لرغبة أسرة الضحية وخوفهم عليه، لا سيما وأنه لم يتعافَ بعدُ من آثار المحنة التى تَعَّرَضَ لها .. وقد قمتُ من جانبى باستبدال اسم الضحية الحقيقى باسمٍ آخر (محمد) وهو اسم أكبر أبنائى، راجياً من كلٍ منكم أن يضع اسم ابنه مكان الضحية .. جورج أو مصطفى مثلاً .. لكى يستشعر مشاعر الأب المكلوم .. ففى دولة اللا قانون لا ضمانة لأحدٍ ألاَّ يتعرض لأى انتهاك .. مِن المُشين أنَّ عارَ التعذيب قد تلوثت به كلُ النُظُم بلا استثناء .. من أيام العهد الملكى إلى ما بعد ثورة يوليو وثورة يناير إلى أيامنا الحالية .. تشهد على ذلك سلخانات أقسام الشرطة والبوليس السياسى والسجن الحربى مروراً بسور الاتحادية وصولاً إلى ما صرنا إليه .. وهو عارٌ يجب على كل ذى ضميرٍ أن يقاتل لكى تتطهر منه مصر .. ليس من أجل استعادة المعونة المجمدة فذلك شئٌ مُهينٌ جداً، فضلاً عن أنه من السذاجة اعتقاد أن الدولة الأمريكية يهمها حقوق الإنسان المصرى .. الدولة الأمريكية لا يعنيها فى المقام الأول إلا حقوق الإنسان الأمريكى .. أَمَّا حقوق الإنسان المصرى فهى هَمُّنا ومُبتغانا نحن، لأنها نقطة البدء لأى نهضةٍ لهذا البلد .. وإليكم القصة على لسان أ/ أمير حمدى سالم:
(عصر الجمعة ٤ أغسطس ٢٠١٧ كان مهندس برمجة الكمبيوتر الشاب (محمد) وأخوه الصغير يركبان سيارتهما في مدينة ٦ أكتوبر .. وفى إحدى اللجان أمام جامع عماد راغب، استوقفهما ضابط بالأمن الوطنى وكشف عن البطاقات الشخصية بجهازٍ لديه، فتبَيَّنَ أن (محمد) كان قد قُبض عليه في ميدان لبنان بالمهندسين في عام ٢٠١٢ ضمن وقفةٍ احتجاجيةٍ مع العشرات مثله .. أَخذ الضابط (محمد) وترك أخاه الصغير .. أبلغ الأخُ الصغير الأسرة وكان هذا من حُسن حظ (محمد) وأهله .. إذ أنهم على الأقل عرفوا أن ابنهم في عُهدة الداخلية وليس كغيره الذين يختفون ولا يعلم أحدٌ عنهم شيئاً .. اختفى (محمد) لمدة أسبوعٍ .. بحث أهلُه عنه في كل مكانٍ .. عِلماً بأن أباه عميدٌ بحرىٌ سابقٌ بالقوات المسلحة ومُصابُ حرب.
يوم الاثنين 7 أغسطس، بعد ثلاثة أيامٍ من الاختفاء، وبناءً على نصائح البعض أرسل أهلُه برقياتٍ للنائب العام ومدير نيابة أكتوبر وقد كان لهذه البرقيات فائدتها القانونية كما سيظهر لاحقاً .. بعد أسبوعٍ كاملٍ ظَهَرَ (محمد) فجأةً في نيابة أكتوبر، للتحقيق معه في ارتكابه جرائم: الانضمام لتنظيمٍ إرهابىٍ "جماعة الإخوان المسلمين"/ الانضمام لتنظيمٍ إرهابىٍ آخر "ألتراس أهلاوى"/ العمل علي قلب نظام الحكم/ صناعة مفرقعاتٍ لقتل ضباط الشرطة والجيش ........ إلخ.
كَتَبَ ضابط الأمن الوطني فى محضر التحريات أنه قام بالقبض علي (محمد) من منزله في الليلة السابقة لتقديمه للنيابة العامة ولم يجد ثمة مضبوطات!.
حققت النيابة مع (محمد) دون وجود محامٍ معه، مع أنه مُتهمٌ في جرائم غايةً في الخطورة وقد يصل الحكم فيها للإعدام!.
اتصل أهل (محمد) بى مساءً بعد عرضه علي النيابة، وأنا لا أعرفهم، وحين سمعتُ منهم بالاتهامات الموجهة لمحمد (إرهاب ومفرقعات) ترددتُ جداً، خاصةً مع ظروفي الصحية وصعوبة حركتي بسبب العمود الفقرى .. ولكن والد (محمد) اتصل بى ونَفَى أىَ صِلَةٍ لابنه بالسياسة وانشغاله الكامل بعمله، وأنها حالة إختفاءٍ قسرىٍ .. ولسببٍ ما لا أُدركه، اقتنعتُ برواية الأب، وقررت حضور جلسة تجديد حبسه في اليوم التالي، وتحاملتُ علي نفسى وأخذتُ حقنة ڤولتارين لوقف ألم العمود الفقرى وحقنةً مقويةً حتي أتمكن من المشي والحركة .. وأخذتُ أُجهزُ دفاعي عنه فجر يوم المحكمة.. تبين بمنتهي السهولة أن ضابط الأمن الوطني ارتكب جريمة تزويرٍ في أوراقٍ رسميةٍ حكومية وقام بتضليل النيابة العامة، بأن كتب بخط يده أنه قبض على (محمد) من منزله ليلةَ تقديمه للنيابة، بينما (محمد) مُحتَجَزٌ لديه من أسبوعٍ وهو ما تثبته تواريخ البرقيات المرسلة للنائب العام ونيابة أكتوبر .. التقيتُ في المحكمة بوالد ووالدة (محمد) .. جلس الوالد إلى جوارى ثم بكي وقال: لقد عذبوا ابنى في الأمن الوطني تعذيباً خطيراً ومُهيناً جداً، وأنا اللي قضيت عمرى أخدم البلد ومُصاب حرب يعملوا كده في ابني ؟!.
ثارت ثائرتى ووقفتُ في قاعة المحكمة قبل بدء الجلسة، وناديتُ علي (محمد) المُكَّبَل مع عشرات الشباب وسط حرس الترحيلة .. قائلاً بصوتٍ جهورىٍ: أنت عذبوك يا محمد في الأمن الوطني؟ .. أشار لي (محمد) بعدم الكلام .. اقتربتُ منه، فقال المسكينُ بصوتٍ خافتٍ: أرجوك .. لو الضابط عَرَف أنى قلت إنهم عذبوني حيقبضوا علىَّ ويعذبوني تاني .. احتضنتُه وأصررتُ أن يحكى لي تفصيلاً ودون خوفٍ ما حدث معه في الأمن الوطني .. فحكى: تمت تغمية عينيه بقماشٍ أسود من اللحظة الأولى وعرف بعد ذلك أنه في لاظوغلى، وجرى صفعه عشرات المرات وبشكلٍ متواصلٍ علي وجهه وقفاه مع لكماتٍ متواصلةٍ ووجهُه مُثَّبَتٌ للحائط .. ثم أُجبِرَ على .... (وقد مسحتُ هذا الجزء بناءً على رغبة أسرة محمد) .. ظَلَّ طوال الوقت وحده في غرفةٍ واحدةٍ مع نفس الضابط .. أدرك الضابط أن محمداً شخصٌ ضعيفٌ وخائفٌ جداً ومنهارٌ، فظل يحاصره بأسئلةٍ عن يوم شارك في وقفة ٢٠١٢ بميدان لبنان .. وأصرَّ أن يذكر له أية أسماء من الإخوان أو مصر القوية أو الناصريين أو اليساريين ممن كانوا معه .. ومحمدٌ لا يعرف أحداً .. كل ما قاله للضابط أنه كان متديناً عادياً ثم لم يعد متديناً، ففتح الضابطُ حواراً هادئاً جديداً معه عن لماذا ترك الدين؟ وهل أصبح مُلحداً؟ وأخذ يُقنعه بالعودة للدين والابتعاد عن الإلحاد والملحدين، ومحمدٌ يُصر أنه ليس ملحداً ولا يعرف ملحدين!.
ترافعتُ أمام المحكمة خارج إطار الحبس الاحتياطي المعتاد وطلبتُ من القاضي أن يثبت في محضر الجلسة اتهام ضابط أمن الدولة أحمد شريف بتعذيب المتهم وقيامه بالتزوير في أوراقٍ رسميةٍ، وأنه أدخل الغش علي النيابة العامة وقصد إلي تضليل العدالة .. قررت المحكمةُ إخلاء سبيل (محمد) في المواجهة فوراً، ولم تستأنف النيابة علي قرار المحكمة.
ظللنا من ظهر يوم المحكمة حتى فجر اليوم التالى في معركةٍ لإخراج (محمد) من قسم شرطة ٦ أكتوبر أول .. كان رئيس مباحث القسم مُستَفَزَاً جداً من حصول (محمد) علي إخلاء سبيل، وكدتُ أشتبك معه لإصراره علي كلامٍ لغوٍ لا علاقة له بالقانون، ويُصر علي احتجازه أربعة أيامٍ أخرى لإنهاء الإجراءات! .. أعلنتُ أننى سأعتصم داخل غرفة مأمور القسم وأعمل محضر إثبات حالة وأخذتُ أُهدد وأصيح بأنني لن أترك محمداً يقع ثانيةً تحت يد الأمن الوطني .. أما والد (محمد) فقد اقترح ونحن نجلس علي الرصيف أمام القسم أن يدخل القسم ويرتكب أي جريمة ليمكنه أن يطلب الشرطة العسكرية لإنقاذ ابنه .. وقفت مُتكئاً علي ذراع أبو محمد وقلت له سندخل القسم .. أنا سأعتصم بحجرة المأمور وأنت تفعل ما تشاء وتطلب الشرطة العسكرية وسأطلب حضور عشرات المحامين للمجئ إلى هنا .. كنتُ وأبو محمد نتحرك بصعوبة بسبب مشاكل العمود الفقري ونضحك من كوننا (سنقتحم) القسم بهذه الحالة وقد تجاوزت الساعة منتصف الليل .. لكننا (اقتحمنا) القسم بالفعل .. وكان المخبرون الذين أحاطوا بنا ونحن جلوسٌ قد نقلوا تفاصيل خطتنا للأمن الوطني ولمأمور القسم .. دخلنا فوجدنا المأمور ومعه ما لا يقل عن عشرة ضباط وأمناء شرطة في استقبالنا .. قال المأمور حضراتكم عاوزين حاجة؟ قلت له أيوه احنا حنستلم محمد الآن .. واستلمنا محمد).
كَتَبَ ضابط الأمن الوطني فى محضر التحريات أنه قام بالقبض علي (محمد) من منزله في الليلة السابقة لتقديمه للنيابة العامة ولم يجد ثمة مضبوطات!.
حققت النيابة مع (محمد) دون وجود محامٍ معه، مع أنه مُتهمٌ في جرائم غايةً في الخطورة وقد يصل الحكم فيها للإعدام!.
اتصل أهل (محمد) بى مساءً بعد عرضه علي النيابة، وأنا لا أعرفهم، وحين سمعتُ منهم بالاتهامات الموجهة لمحمد (إرهاب ومفرقعات) ترددتُ جداً، خاصةً مع ظروفي الصحية وصعوبة حركتي بسبب العمود الفقرى .. ولكن والد (محمد) اتصل بى ونَفَى أىَ صِلَةٍ لابنه بالسياسة وانشغاله الكامل بعمله، وأنها حالة إختفاءٍ قسرىٍ .. ولسببٍ ما لا أُدركه، اقتنعتُ برواية الأب، وقررت حضور جلسة تجديد حبسه في اليوم التالي، وتحاملتُ علي نفسى وأخذتُ حقنة ڤولتارين لوقف ألم العمود الفقرى وحقنةً مقويةً حتي أتمكن من المشي والحركة .. وأخذتُ أُجهزُ دفاعي عنه فجر يوم المحكمة.. تبين بمنتهي السهولة أن ضابط الأمن الوطني ارتكب جريمة تزويرٍ في أوراقٍ رسميةٍ حكومية وقام بتضليل النيابة العامة، بأن كتب بخط يده أنه قبض على (محمد) من منزله ليلةَ تقديمه للنيابة، بينما (محمد) مُحتَجَزٌ لديه من أسبوعٍ وهو ما تثبته تواريخ البرقيات المرسلة للنائب العام ونيابة أكتوبر .. التقيتُ في المحكمة بوالد ووالدة (محمد) .. جلس الوالد إلى جوارى ثم بكي وقال: لقد عذبوا ابنى في الأمن الوطني تعذيباً خطيراً ومُهيناً جداً، وأنا اللي قضيت عمرى أخدم البلد ومُصاب حرب يعملوا كده في ابني ؟!.
ثارت ثائرتى ووقفتُ في قاعة المحكمة قبل بدء الجلسة، وناديتُ علي (محمد) المُكَّبَل مع عشرات الشباب وسط حرس الترحيلة .. قائلاً بصوتٍ جهورىٍ: أنت عذبوك يا محمد في الأمن الوطني؟ .. أشار لي (محمد) بعدم الكلام .. اقتربتُ منه، فقال المسكينُ بصوتٍ خافتٍ: أرجوك .. لو الضابط عَرَف أنى قلت إنهم عذبوني حيقبضوا علىَّ ويعذبوني تاني .. احتضنتُه وأصررتُ أن يحكى لي تفصيلاً ودون خوفٍ ما حدث معه في الأمن الوطني .. فحكى: تمت تغمية عينيه بقماشٍ أسود من اللحظة الأولى وعرف بعد ذلك أنه في لاظوغلى، وجرى صفعه عشرات المرات وبشكلٍ متواصلٍ علي وجهه وقفاه مع لكماتٍ متواصلةٍ ووجهُه مُثَّبَتٌ للحائط .. ثم أُجبِرَ على .... (وقد مسحتُ هذا الجزء بناءً على رغبة أسرة محمد) .. ظَلَّ طوال الوقت وحده في غرفةٍ واحدةٍ مع نفس الضابط .. أدرك الضابط أن محمداً شخصٌ ضعيفٌ وخائفٌ جداً ومنهارٌ، فظل يحاصره بأسئلةٍ عن يوم شارك في وقفة ٢٠١٢ بميدان لبنان .. وأصرَّ أن يذكر له أية أسماء من الإخوان أو مصر القوية أو الناصريين أو اليساريين ممن كانوا معه .. ومحمدٌ لا يعرف أحداً .. كل ما قاله للضابط أنه كان متديناً عادياً ثم لم يعد متديناً، ففتح الضابطُ حواراً هادئاً جديداً معه عن لماذا ترك الدين؟ وهل أصبح مُلحداً؟ وأخذ يُقنعه بالعودة للدين والابتعاد عن الإلحاد والملحدين، ومحمدٌ يُصر أنه ليس ملحداً ولا يعرف ملحدين!.
ترافعتُ أمام المحكمة خارج إطار الحبس الاحتياطي المعتاد وطلبتُ من القاضي أن يثبت في محضر الجلسة اتهام ضابط أمن الدولة أحمد شريف بتعذيب المتهم وقيامه بالتزوير في أوراقٍ رسميةٍ، وأنه أدخل الغش علي النيابة العامة وقصد إلي تضليل العدالة .. قررت المحكمةُ إخلاء سبيل (محمد) في المواجهة فوراً، ولم تستأنف النيابة علي قرار المحكمة.
ظللنا من ظهر يوم المحكمة حتى فجر اليوم التالى في معركةٍ لإخراج (محمد) من قسم شرطة ٦ أكتوبر أول .. كان رئيس مباحث القسم مُستَفَزَاً جداً من حصول (محمد) علي إخلاء سبيل، وكدتُ أشتبك معه لإصراره علي كلامٍ لغوٍ لا علاقة له بالقانون، ويُصر علي احتجازه أربعة أيامٍ أخرى لإنهاء الإجراءات! .. أعلنتُ أننى سأعتصم داخل غرفة مأمور القسم وأعمل محضر إثبات حالة وأخذتُ أُهدد وأصيح بأنني لن أترك محمداً يقع ثانيةً تحت يد الأمن الوطني .. أما والد (محمد) فقد اقترح ونحن نجلس علي الرصيف أمام القسم أن يدخل القسم ويرتكب أي جريمة ليمكنه أن يطلب الشرطة العسكرية لإنقاذ ابنه .. وقفت مُتكئاً علي ذراع أبو محمد وقلت له سندخل القسم .. أنا سأعتصم بحجرة المأمور وأنت تفعل ما تشاء وتطلب الشرطة العسكرية وسأطلب حضور عشرات المحامين للمجئ إلى هنا .. كنتُ وأبو محمد نتحرك بصعوبة بسبب مشاكل العمود الفقري ونضحك من كوننا (سنقتحم) القسم بهذه الحالة وقد تجاوزت الساعة منتصف الليل .. لكننا (اقتحمنا) القسم بالفعل .. وكان المخبرون الذين أحاطوا بنا ونحن جلوسٌ قد نقلوا تفاصيل خطتنا للأمن الوطني ولمأمور القسم .. دخلنا فوجدنا المأمور ومعه ما لا يقل عن عشرة ضباط وأمناء شرطة في استقبالنا .. قال المأمور حضراتكم عاوزين حاجة؟ قلت له أيوه احنا حنستلم محمد الآن .. واستلمنا محمد).
انتهى كلام أ/ أمير حمدى سالم .. وإليه أقول جزاك الله خيراً أنت وكتيبة المحامين الشرفاء الذين يقاتلون دفاعاً عن كرامة الوطن .. بَشَراً وتُراباً .. ويتحملون في سبيل ذلك نهْشَ كلابِ السِكك في وطنيتهم ونزاهتهم وأرزاقهم.
أما (محمد) .. فليس عندى ما أقوله لك يا بُنَّى غير أن ما حدث معك لا يعيبك وإن آذاك .. إنما يعيب نظاماً بأكمله يسمح بمثل هذه الممارسات ولا يُحاسِبُ ولا يُحاسَبُ عليها.
(الثلاثاء 29 أغسطس 2017).
أما الزميل الشريف أبو (محمد) .. فلا تبتئس يا أخى فمصرُ الحقيقية تعرف أن حذاءك الذى تَعَّفَر في خدمتها أشرفُ وأطهرُ من هؤلاء الضباط الساديين (لا السياديين) .. ورغم مرارة التجربة فالحمد لله أن محمداً عاد ولم يَلْقَ مصير مجدى مكين وغيره .. عاد محمدٌ وعُقبى لمصر.
أما نحنُ .. أهلَ هذه البلدة الظالم بعضُ أهلها .. فما يقلقنى أن الله رأى دموع محمدٍ ودموع أبيه في لحظة القهر .. وهذا ما يجب أن يُرعبنا جميعاً.
(الثلاثاء 29 أغسطس 2017)
No comments:
Post a Comment