إهانةٌ واستهانة
(تصريح من المتحدث باسم الحركة المدنية الديمقراطية)
ترفض الحركة المدنية الديمقراطية بِشدةٍ ومن حيث المبدأ ما دأبت عليه السلطة الحالية من مفاجأة الشعب المصرى بمعلوماتٍ منعدمة أو منقوصةٍ عن اتفاقاتٍ استراتيجيةٍ تم توقيعها مع أطرافٍ أخرى، تاركةً الشعب يتلقط التفاصيل من مصادرها الأجنبية .. وهو ما يشكل مزيجاً من الإهانة للشعب المصرى الكريم والاستهانة به .. وقد تَكرر ذلك بشكلٍ صار أقرب إلى طريقةٍ فى التفكير ومنهجٍ للعمل .. وهو ما حدث على سبيل المثال لا الحصر فى حالة التنازل عن جزيرتى تيران وصنافير، ثم ما أطلق عليه رئيس الجمهورية "صفقة القرن" دون أن يكترث بشرحها لشعبه، ثم صفقة استيراد الغاز من إسرائيل التى عَلِم بها المصريون من رئيس الوزراء الإسرائيلى، انتهاءً بمشروع "نيوم" والذى سمعنا عنه من ولى العهد السعودى منذ عدة أشهر ثم بدأت تفاصيله تتدفق من مصادر سعودية فى الأيام الأخيرة، ثم تُرك لولى العهد السعودى مهمة طمأنة مجموعة من الصحفيين المصريين الذين جُمعوا للقائه قبل يومين .. مع أن هذه هى مهمة الرئيس المصرى بالأساس .. وبالشرح والمناقشة والاستشارة قبل الاتفاق لا بَعده.
إن كل هذه الأمثلة ليست من أسرار الأمن القومى، وإن كانت كلها بلا استثناء تمس صميم الأمن القومى المصرى لأجيالٍ، ومن الخطورة بمكانٍ أن تُترك لاجتهاد فردٍ مهما حسنت نواياه أو بلغت عبقريته .. هذا لا يحدث لا فى الدول ولا فى أشباهها ولا حتى فى النظم القَبَلية البدائية.
لن نتطرق لتفاصيل المشروع الأخير قبل أن يعلنها الجانب المصرى بوضوحٍ، وإن كان ما أعلنته الأطراف الأخرى حتى الآن يثير القلق العميق على أجزاء عزيزةٍ من أرضنا لم تجف دماء شهدائنا عليها بعد.
إن الشفافية ليست ترفاً وإنما هى من أُسُس الدولة المدنية الديمقراطية التى نسعى لها .. وفيها تحصينٌ للقرار وتجنيبٌ لمتخذيه من الزَلَل .. وفى غيابها يرتع الفساد ويضل المسعى .. ومن أسفٍ فإن ترتيب مصر ينزلق على مؤشر الشفافية بسرعةٍ متزايدةٍ إلى القاع .. حفظ اللهُ مصر .. وأَذَّلَ من يستهين بها.
القاهرة فى 7 مارس 2018.
المهندس/ يحيى حسين عبد الهادى
المتحدث باسم
الحركة المدنية الديمقراطية
No comments:
Post a Comment