أنا مع مفتي الجمهورية
بقلم// محمد محي الدين الجرو
أثارت زيارة مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور علي جمعة لمدينة القدس جدلا وسخطاً واسعا على صعيد الداخل المصري والصعيد العربي ناهيك عن الجانب الفلسطيني متمثلا بالتيار الإسلامي.
من العجيب أن تثير هذه الزيارة كل ذلك السخط، بل من المفترض أن تتكرر ومن عدد من الجهات الرسمية وغير الرسمية، بدعم من كل الجهات والأطراف التي تدعي مناصرتها للقضية الفلسطينية.
قد يتحدث البعض عن موضوع التطبيع، وأن هذه الزيارة هي تطبيع من الطراز الأول، وأنها تمثل اعترافا صريحا بالاحتلال الإسرائيلي وبدولة إسرائيل، وتمنح الاحتلال شرعية وغيرها من المصطلحات الغريبة التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام هنا وهناك.
إن كانت الزيارات تعتبر تطبيعاً، ونحن بأشد الحاجة لمثل هذه الزيارات التي تصب في خانة أن القدس عربية وإسلامية قولا وفعلا وليس فقط قولا، لأن القدس يوميا تتعرض للتهويد ولتغير في معالمها وعروبتها، فما الذي قدمته يا من تحرم زيارة العرب والمسلمين للقدس، هل حركت جيوشك لتحريرها لكي يتم زيارتها دون تأشيرة دخول إسرائيلية!
هناك مثال لا بد من ذكره في هذا السياق ألا وهو عندما يزور الأهالي ذويهم في السجون الإسرائيلية هل يعتبر تطبيعا أو اعترافا؟ قطعا لا وكذلك زيارة القدس فالتأشيرة الإسرائيلية والتصريح لزيارة الأسير ما هما إلا وسيلة لغاية أهم، فرؤية الأسير لأهله ما أجملها وما أروع تلك اللحظات التي يقضونها معا حتى ينسى الأسير ما هو فيه، وتعطيه جرعة عالية من الثقة والثبات والقوة للمواجهة، كذلك هي الحال عندما يزور العرب القدس والأراضي الفلسطيني فكم من معانٍ لتلك الزيارات بأنكم معنا ليس قولا فحسب، وإنما فعلاً أيضاً حتى وإن كانت هذه الزيارة بتأشيرة إسرائيلية، فحالنا لا يختلف كثيرا عن الأسير.
أخيرا كونوا لنا عونا استمروا في زياراتكم أرهبوا هذا الاحتلال أسمعوه صوتكم قولوا له أن فلسطين والقدس لكل العرب والمسلمين لكل شريف في هذا الكون، داوموا على زياراتكم صوروا معاناة القدس تحدثوا شاهدوا بأم أعينكم، فمهما نقلت وسائل الإعلام لا شيء أفصح من الرؤية على أرض الواقع.
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment