الإخوان باقون في حكم مصر لأسباب أمريكية
د.مصطفى سالم
ليس سرا ان واشنطن تدعم بقوة بقاء الإخوان يحكمون مصر ضمن إستراتجيتها لإعادة إنتاج خريطة جديد للمنطقة.
وهذا الأمر يدل ان دور مصر المساعد للخطط الأمريكية سيكون إقليميا.
وحتى اللقاء المصري الإيراني يعتبر مريحا لواشنطن، لأسباب تتعلق بالجمع بين خطر الإخوان وإيران في تعامل واشنطن مع دول الخليج العربي الاكثر ارتباطا بها .
وإيران التي يواجه حليفيها في بغداد ودمشق انتفاضة ومعارضة تمكنت من العراق من خلال قوات الاحتلال الأمريكي التي اختارت بعناية حلفاء طهران لتنصبهم على الحكم، وهؤلاء الحلفاء كانوا على علاقة بوكالة المخابرات الأمريكية قبل عام 2003 حين احتل العراق، ومعظمهم كن متواجدا في طهران ودمشق كمعارضة لحكم الرئيس الشهيد صدام حسين.
واشنطن نجحت في تحويل غضب الشارع العربي الذي عانى منها دوما ومن جرائمها إلى غضب ضد أنظمة هي من كانت تدعمها. واستطاعت منذ ان المجيء بالخميني وإسقاط الشاه عام 1979من بدء مرحلة لا يمكن التعايش بها بين الدول المتجاورة وبين الطوائف والقوميات داخل هذه الدول.
لم تكن في طهران ثورة قادت ثوار إلى الحكم، بل احتجاجات قادت القوى الرجعية التي تريدها واشنطن للحكم مثل خميني.. وهو ما حدث ويحدث في تونس ومصر واليمن وليبيا وسيحدث في سوريا كذلك. بل ان تجربة إسقاط ماركوس في الفلبين عام 1986 متشابهة مع التجربة العربية حاليا، وكلاهما قادت الى تأسيس حكما فاسدا وديمقراطيا صوريا.
وبالتأكيد يمكن ملاحظة إن كافة الأنظمة التي أقيمت حاليا تتصف بكونها هزيلة أمام واشنطن ولها .
لا يمكن تبرير وجود الإخوان في مصر من غير دور أمريكي جديد لمصر يجب أن تقوم به تحت غطاء خطاب ديني يعبر الحدود.
ولكن هذا الدور في غاية الدقة، لأنه يحتم مواجهة مؤجلة بين الإخوان ودول الخليج العربي رغم إن هذه الدول قدمت تنازلات تاريخية للناتو ولواشنطن لإبعاد خطط التغيير الأمريكي عنها.
لكن دول الخليج العربي وبسبب ضعف مراكز الدراسات فيها ومحدودية حرية الرأي لا يمكنها إدراك ان مخطط واشنطن الأصلي هو الحصول على التنازلات التاريخية ومن ثم الاستمرار في قطار إنهاك الدول العربية.
وبالتأكيد ان مطالب الديمقراطية والعدالة والحرية مشروعة ويجب العمل بها لكن عندما تكون النتائج لصالح واشنطن وهيمنتها على الدول تكون الأهداف الجميلة واجهة لتحولات لن يكون للجماهير ودعاة التغيير من قدرة على وقفها وهي تسير لصالح الامبريالية الأمريكية.
ان الفصل بين مطالب شعبية وبين العداء للامبريالية سيبقي واشنطن تحصد النتائج والجماهير والدول تدفع الثمن.
د. مصطفى سالم: كاتب عربي واكاديمي
No comments:
Post a Comment