Monday, 21 January 2013

{الفكر القومي العربي} الصورة: اهميتها، تطورها والمراحل التي مرت بها - نبيلة بيطار

الصورة: اهميتها، تطورها والمراحل التي مرت بها

 

*نبيلة بيطار

*رئيسة قسم الصور في مركز النهار للابحاث والمعلومات

 

 

شكلت الصورة عنصرا مهما في حياة الانسان، فمنذ اقدم العصور سعى الى حفظ صور حياته والتعبير عنها وتعريف الآخرين بها من خلال الرسوم على جدران الكهوف، وعلى الاواني الفخارية التي كان يستخدمها في حياته اليومية وعلى انواع الاسلحة.

وكان طبيعيا مع تطور العصور والعلوم  ان يسعى العلماء الى الاهتمام اكثر بالصورة. ففي عصر النهضة برز العالم الحسن ابن الهيثم الذي ولد في البصرة في العراق عام 965 ميلادية وتوفي عام 1040 ميلادية ومن اشهر كتبه المناظر، وقد لقب ببطليموس الثاني.

فابن الهيثم درس ظواهر انكسار الضوء وانعكاسه بشكل مفصل. وبعد ان شرّح العين واوضح وظائف اعضائها، خالف الاراء القديمة ومنها نظرية بطليموس الاول التي كانت تقول بأن الرؤية تتم بواسطة اشعة تنبعث من العين، واثبت ان حقيقة الضوء تأتي من الاجسام الى العين فأصلح الاخطاء السابقة، لذلك ينسب اليه مبدأ اختراع الكاميرا الحديثة والتي مرت بمراحل مختلفة مع بداية عصر النهضة في اوروبا من خلال العالم الايرلندي|" روبرت بوبل" عام 1960 الذي طوّر الكاميرا البدائية وادخل اليها الاضواء، وفي عام 1986 ابتكر العالم الالماني "جوهان تيزان" نظام الصورة وترتيب الالوان. وبين عاميْ 1820 و1830 ابتكر العالم "ليس داجير" طريقة في التصوير الضوئي التي عُرفت بDaguerreotype  والتي كانت تعتمد التصوير على النحاس، وفي عام 1841 ابتكر العالم الفرنسي " وليم فوكس تالبوت" نظام فوتوغرافي جديد عرف باسم calotype حيث اصبحت الصورة تطبع على الورق. وفي عام 1855 اخترع العالم الالماني "فريدريك سكوت" فكرة ظهور الصور على الزجاج، والتي عُرفت ب:  collodium . وتطورت الصورة مع العالم الفرنسي "اندريه ادولف" الذي اخترع"carte de visite " . وظهرت اول صورة بالالوان عام 1861 على يد العالم الفيزيائي "جيمس ماكسويل".واستمرت مسيرة تطوير فن التصوير حتى وصلنا

  الى الكاميرا الرقمية التي نتعامل معها اليوم.

 

تعريف الصورة:

 تعّرف الصورة بالاغريقية بكلمة فوتو غراف وهي مؤلفة من جزئين: فوتو وتعني الضوء وغراف تعني الرسم. اذا الصورة هي الرسم بالضوء.

 

تكوين الصورة:

تتكون الصورة من ثلاثة اجزاء: الدعامة "support" والمادة الصورية "imageapparente" والمادة الحافظة "fixateur".

شكل الصورة:

 تأخذ الصورة اشكالا متنوعة. فقد تكون ذات بعدين او ثلاثة ابعاد، ويمكن التقاطها عن طريق الكاميرا او المرايا او العدسات او التلسكوب. ويحتمل ان تكون خرائط او مخطوطات او لوحات او نحت (تماثيل) او عن طريق الطباعة. ويمكن ان تكون مؤقته (انعكاس الصورة على المرايا او سطح المياه) او ثابتة والتي تعرف ايضا بالنسخة المطبوعة، وهي الصورة التي يتم تسجيلها على شيء مادي مثل الورق او النسيج او المعدن، وذلك من خلال عملية التصوير الفوتوغرافي، او التصوير الرقمي. وهنالك ايضا الصور الذهنية التي توجد في عقل الشخص نتيجة الذاكرة او الخيال (الصور الادبية والشعرية).

 

انواع الصور:

·       السلبية:

     الصور السلبية هي النواة الاساسية للارشيف. فهي تستخدم لانتاج صورة ايجابية اصلية واي نسخة اضافية يتم طلبها من قبل المستفيدين تعتبر نسخة ثانية ايجابية.

من اجل الحفاظ على الصورة السلبية ينبغي عدم تكرار السحب عليها لاكثر من مرة او مرتين حتى لا تتعرض للتلف.

 الصور السلبية لكونها اصبحت نادرة فهي ذات قيمة مادية كبرى.

يجب حفظ الصورة السلبية في مغلفات مصنوعة من البولييستر(PET

 وليس من مادة البلاستيك لانها تحتوي على مادة النيترات سيلليلوز التي تضر بالصورة ( PVC Nitrate Cellilose).

 

      المراحل التي مرت بها الصورة السلبية:

                   دعامة على الورق 1841  support    

                  دعامة على الزجاج 1847    support   

                  دعامة على البلاستيك 1889support  

 

·       الايجابية:

 

الصورة الايجابية هي وثيقة شخصية او تاريخية لحدث ما في لحظة زمنية مسجلة، ذات رسالة مثلها كمثل النص اللغوي. ويمكن للباحث او متلقى الصورة ان يقوم بتحليل عميق لها من أجل أستخراج الهدف الذي التقطت من أجله أو المضمون المراد ايصاله.

 

كما يمكن ان نحكم على بلاغة الصورة من خلال مواصفاتها الفنية والجمالية والتعبيرية.

يمكن  ايضا نسخ صور اخرى عن الصورة الايجابية باعتبارها في بعض الاحيان على انها الاساس

 ومن اجل الحفاظ عليها لاطول فترة ممكنة من الزمن يجب ان تحفظ في مغلفات خالية من الحموضة (acid free) وفي ظروف مناخية وبيئة مناسبة

 

المراحل التي مرت بها الصورة الايجابية:

 

  على المعدن ، نحاس مغطى بالفضة او على الحديد الابيض   1830 – 1860

              على الزجاج  1850،  على البلاستيك  1930 - 1970   

               على القماش    1853، على الورق    1880

 

·       الصور الر قمية:

   الصورة الرقمية عبارة عن تمثيل رقمي لشيء مادي يمكن رؤيته بالعين البشرية، ويتم ادخالها بواسطة الكاميرا الرقمية او الماسح الضوئي الى الكمبيوتر لغرض التخزين او التعديل عليها. وتكون ثنائية الابعاد ( افقي – عامودي / عرض وارتفاع). وتتكون كل صورة رقمية على الكمبيوتر من ملايين البيكسيلات ( البيكسل هو اصغر وحدة في الصورة (DPI)).

·       مميزات الصورة الرقمية:

- توفير الوقت،اي عدم الذهاب الى المختبر لتظهير الصورة، وعدم انتظار انتهاء الفيلم لنرى الصورة. الكاميرات الرقمية تظهر الصورة مباشرة.

- توفير المساحة التي تخصص عادة لاستيعاب الصور السلبية والايجابية.

     - نستطيع رؤية الصورة قبل طباعتها، ويمكن تغييرها وتعديلها اذا لم تكن بالشكل المطلوب.

      - التصوير الرقمي لا يستخدم مواد كيميائية في التظهير.

      - التكلفة المادية اقل (عدم شراء افلام سلبية وعدم استخدام مختبر علما ان اسعار الكاميرات الرقمية متدنية).

      - نستطيع تقليل عدد البيكسيلات في الصورة ليسهل ارسالها عبر الانترنت (تصغير حجم الصورة). كما اننا نستطيع ان نضم صورتين، او اقتطاع اجزاء معينة من الصورة.

      - عندما تصبح الصور رقمية نستطيع معالجتها داخل الكمبيوتر بواسطة برامج متخصصة (فوتو شوب) وذلك من التكسر، التمزق، تغييير اللون، تعديل الحجم.

      - نستخدم الماسحات الضوئية لمسح الصور التقليدية وتحويلها الى صور رقمية. وبذلك يمكن ان نعمل عدة نسخ من الصورة الواحدة (صور احتياطية)، وان نحفظها في اماكن اخرى (سي دي ودي في دي). كما يمكن طباعة الصور على طابعة ملونة.

    - يمكن اضافة علامات الى الصورة (تاريخ / الاشخاص الموجودين في الصورة/ مكان التقاط الصورة/ وذلك لتسهيل الحصول عليها عند البحث دخل الكاميرا).

     - ادراج الصور ضمن مستند باستخدام برنامج معالجة النصوص.

     - نشر الصور على شبكة الانترنت بهدف استخدامات مختلفة للصورة.

مقابل هذه الميزات هناك بعض السلبيات ومنها:

-        القاعدة التكنولوجية سريعة التغيير مما يفرض بالتالي ضرورة مواكبة هذا التغيير الذي قد لايتوفر للكثير من المراكز لاسباب متنوعة. (اسباب مادية \اسباب بشرية/....).

-        ضرب القيود القانونية التي تمنع نشر الصورة بدون موافقة صاحبها اذ ان الصورة الرقمية تصبح شبه متاحة للجميع مجرد نشرها على الانترنت (مخالفة حقوق النشر) .

-        عدم كفاية المعايير القياسية (معايير الارشفة/ معايير الجمال/...).

في جميع الاحوال لا بد من فترة انتقالية بين اعتماد الحفظ التقليدي للصورة والحفظ بالاعتماد على الكمبيوتر.وبالتالي فهناك وجهات نظر متحمسة للتكنولوجيا الرقمية ووجهات نظر تتمسك بالاسلوب التقليدي.

·       الالوان: الابيض والاسود / الملون

 

 

 

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.

No comments:

Post a Comment