Tuesday, 15 January 2013

{الفكر القومي العربي} حلب: مرضى نفسيون يجوبون الشوارع الخطرة





في شوارع مدينة حلب، يهيم عدد من المرضى النفسيين الذين فروا من مصح للأمراض العقلية منذ أسبوع، معرّضين أنفسهم في كل لحظة لرصاص القناصين ونيران المعارك التي تشهدها المدينة. وقتل اثنان منهم فجر أمس الأول بعد اقترابهما من إحدى الجبهات العديدة في المدينة التي يتقاسم السيطرة عليها الجيش النظامي والمسلحون.
وقال طبيب يعمل في مستشفى ابن خلدون للأمراض العقلية في شرق مدينة حلب لوكالة «فرانس برس» إن الاشتباكات التي وقعت في المنطقة القريبة من مطار حلب الدولي ومدينة السفيرة مؤخراً «أجبرت إدارة المستشفى على توجيه نداء لكل من له قريب في المستشفى لاستلامه بسبب تعذر وصول الأطباء والمكلفين بعناية المرضى إلى المستشفى». وأضاف «سلم بعض المرضى إلى عائلاتهم، فيما بقي عدد آخر من نزلاء المستشفى الذين نقلتهم الإدارة إلى مقر جمعية خيرية في مساكن هنانو» في شرق حلب.
وأشار الطبيب إلى أن «عدم جهوزية المقر لاستقبال مرضى مختلين عقليا وما يتطلبه ذلك من برنامج وغرف وصالات خاصة، إضافة إلى قلة عدد العاملين على رعايتهم وحراستهم، أمور أدت إلى تكرار حالات هروبهم من المقر».
وتعاني المستشفيات في حلب من ظروف صعبة للغاية. ومنذ بداية المعارك في المدينة نهاية تموز الماضي، تعاني دار العجزة في حلب القديمة، التي يستضيف المسنين وعددا من المرضى النفسيين أيضاً من نقص في المواد الغذائيـة والأدوية والعلاجات.
وقال أحد المسؤولين في المستشفى في كانون الأول الماضي إن ثمانية من نزلاء هذه الدار توفوا خلال الأشهر الماضية، وان بقاء الآخرين على قيد الحياة «هو بمثابة معجزة»، مشيرا إلى أن بعض العاملين في الدار يخافون المجيء إلى عملهم، وان هناك فريقا صغيرا متفانيا يواصل الاهتمام بهؤلاء المرضى والعجزة.
ومن أجل الوصول إلى مستشفى ابن خلدون، لا بد من سلوك طريق مطار حلب الدولي الخطرة جدا بسبب المعارك، ما دفع العاملين فيه إلى التوقف عن الذهاب إلى عملهم حتى قبل تعرض المستشفى للقصف.
وأكد عبد الحميد، وهو عامل تمديدات صحية من سكان مساكن هنانو، أن بعض مرضى المستشفى ابن خلدون للأمراض العقلية الذين هربوا من مقر الجمعية الخيرية الذي تم نقلهم إليه مؤقتا، «مشردون في شوارع مساكن هنانو».
وأضاف أن العديد من الأهالي يلاحقون هؤلاء و«يعيدونهم إلى المقر خوفا عليهم من الضـياع أو الموت نتيجـة سـلوكهم طرقا خطـرة ضمـن محـاور الاشتباكات».
في الآتي أبرز التطورات الميدانية في سوريا:
قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي، في بروكسل، «رصدنا إطلاق صاروخ باليستي قصير المدى أمس (الأول) في سوريا. وأطلقت صواريخ مماثلة في الثاني والثالث من كانون الثاني» الحالي. وأضاف «منذ مطلع كانون الأول أطلق ما لا يقل عن 15 صاروخا باليستيا».
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، أن «الطيران الحربي السوري أغار على مطار تفتناز العسكري في محافظة ادلب، والذي تتواصل الاشتباكات فيه بين القوات السورية والمسلحين الإسلاميين».
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن الجيش «واصل تقدمه على محاور دمشق كافة، مكثفا عملياته العسكرية على جميع الجبهات رغم الظروف المناخية الصعبة».
وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أن السكان في شمال سوريا التي تشهد معارك، بحاجة إلى الأدوية والمياه والأغذية، مشيرة إلى حالات حادة من سوء التغذية لدى الأولاد على خلفية اشتداد عمليات القصف.
(ا ف ب، ا ب، رويترز)

< المقال السابق


No comments:

Post a Comment