Saturday, 1 June 2013

{الفكر القومي العربي} انسحاب وفد حماس من «المؤتمر القومي العربي»

 
 
 
 
  
الأحد 2 يونيو 2013 - 12:48 ص بيتر مجدي و أحمد سعيد مصر
 

شهد المؤتمر القومي العربي أمس السبت الذي تستضيفه القاهرة على مدار يومين، اختلاف في وجهات النظر بين الحضور عندما تحدث منسق حملة تمرد محمود بدر عن القضية الفلسطينية وبأن موقف الثورة المصرية هو فلسطين العربية من البحر إلى النهر، منتقدا موقف الرئيس مرسي من القضية الفلسطينية بإرساله خطاب إلى شيمون بيريز باعتباره "صديقه الوفي"، مما أدى لانسحاب أسامة حمدان ممثل حركة حماس الفلسطينية في بيروت والوفد المرافق له معترضين على ما أعتبروه إهانة بحق مرسي.



وفي نهاية الجلسة الأولى من المؤتمر طالب أسامة حمدان كلمة من رئيس المؤتمر محمد فائق الذي أعطاها له ولكنه لم يتحدث على فلسطين، بل قال إنه قبل عضوية المؤتمر منذ عام 1998 لأن يوجد به "حرية الرأي والتعبير مع الأدب"، فقاطعته القاعة بأصوات مرتفعة رافضين كلمته وهتفوا "يسقط يسقط حكم المرشد"، "مصر دولة عربية.. مش ولاية وهابية.. ولا إمارة إخوانية"، مما اضطر محمد فائق ان يطلب منه أن ينهي كلمته لينهي الجلسة بعد ذلك لتوجه أعضاء المؤتمر لزيارة ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان محور حديث الذين ألقوا كلمات في المؤتمر.

 


مؤسس التيار الشعبي المصري حمدين صباحي، أوضح أن ما حدث خلال نهاية الجلسة الأولى بالمؤتمر بأن "شاب عبر عن رأيه ووجهة نظره، وأخ آخر له وجهة نظر في طريقة التعبير عن الرأي وليس في حقه أن يقول رأيه بكل حرية، ونحن متنوعون لذا لابد مت التفاوت في وجهات النظر"، مضيفا في تصريحات صحفية عقب الجلسة أن انعقاد المؤتمر في القاهرة يعبر عن أهمية مصر، مشددا على الحفاظ على الثوابت المصرية وأن تلعب مصر دورا قائدا وسط أمتها العربية.


وعن أزمة سد النهضة الذي تقوم أثيوبيا ببنائه الآن، قال إنه لحل هذا الأزمة لابد من موقف مصري يتشارك فيه الشعب والسلطة "رغم موقفنا من السلطة، وان نستخدم امكانياتنا وقدراتنا للحفاظ على حصتنا من مياه النيل"، مضيفا "نحن نيرد الخير لأثيوبيا وشعبها، لكن لا يكون ذلك على حساب الشعب المصري وحقه في مياه النيل، وعلينا أن نسعى لمد علاقات تعاون مع دول المنبع، وان نضغط لصالح مصالحنا على الدول المانحة لأثيوبيا".   


صباحي أشار في كلمته بالمؤتمر إلى أنه لا نجاح لثورة دون عدالة اجتماعية، مشيرا إلى أن الثورات العربية استدرجت لأن تكون آداة لقوى أجنبية أو إقليمية لها برامجها وأهدافها الخاصة، لافتا لسوريا التي تتعرض لسيلان الدم على حساب وحدة الشعب السوري والأرض السورية، وتابع "جميعنا مدعوين للإجابة عن الأسئلة الصعبة حول مسار تطور ثورتنا، فهذه الثورة لابد أن تكتمل، وحتما ستكتمل بتحقيق أهدافها.  


المرشح الرئاسي المصري سابقا قال إنه من المفارقات أن ثورة 1952 التي بدأها الضباط الأحرار، تحولت سريعا إلى ثورة حقيقية بما انجزته من تغيرات عميقة على البنى الاقتصادية والاجتماعية والطبقية وبدعم الشعب لها، أما ثورة 25 يناير وهي ثورة شعبية يريد البعض تحويلها لإنقلاب يغير رأس السلطة دون تغيير السياسات، مؤكدا أن "الثورة ليست لحظة وستنتهي، وخصوصا ثورة شاء الله أن يفجرها على يد شعبها وخاصة طليعة الشباب، والثورة موجات تتقدم حينا وتنحصر حين آخر، ويقيني أن هناك موجات قادمة، وما حركة تمرد ألا إشارة لموجة جديدة من الثورة، وهذه الثورة ستصل إلى هذه الغايات، وليوفقنا الله لأن نكون تحت قيادة الشعب".


رئيس المؤتمر محمد فائق قال "تصورت إن أسامة حمدان عندما طلب الكلمة للتعليق في نهاية الجلسة بعد انتهائها أنه سيتكلم على قضية فلسطين، لذا أعطيته الكلمة"، مضيفا لـ "الدستور الأصلي "، على هامش المؤتمر "لكن ما حدث من اختلاف في الرؤى يعكس الحيوية، خاصة أننا تيارات مختلفة لكن يجمعهم البعد القومي"، "وما حدث كان من شاب لا يعرف الجميع اتجاهاته، خاصة وأنه بعد 25 يناير لا نستطيع تحجيم أحد"، مشددا على أن المؤتمر ليس ضد أحد وهو يجمع ولا يفرق.

 


فائق أضاف "نحن سعداء بإنعقاد المجتمع في القاهرة، وهي خظوة جيدة من النظام ورئاسة الجمهورية بقيامه رقع الحظر عن الشخصيات لممنوعة من دخول مصر، خاصة وان المؤتمر لم تستضفه مصر منذ عام 1997، وخطوة مهمة ان يعود لمصر.     

 


أستاذة العلوم السياسية بجماعة القاهرة، ومنسقة تقرير حال الأمة بالمؤتمر، الدكتورة نيفين مسعد قالت "ميزة كبيرة أن يعقد هذا المؤتمر في القاهرة لإبراز الوجه العربي لمصر، خاصة وأنه لأول مرة لا ينص الدستور المصري على أن مصر تسعى للوحدة العربية، موضحة أن الأمر الإيجابي الآخر هو سعي الوفود العربية للمشاركة "رغم أنها جاءت على حسابها، ولم يكن هناك دعم لتذاكر الطيران كما في مؤتمرات آخرى خاصة وأن أغلبهم ليسو مسؤولين، وهذا يوضح أنه لازال الناس ينظرون لمصر باعتبارها الدولة الأبرز والرمز والنموذج، وأكدت "وعلينا أن نعرف كيف نستفيد من هذا".


مسعد أشارت إلى المشادات في الجلسة قائلة "الشاب الذي تحدث لم يكن مجاله ان يقول هذا الكلام، او هكذا يبدو، لكن هو لم يتحدث عن سياسات مرسي في العموم بل عن موقفه من إسرائيل وأشار خطاب مرسي لبريز والتضاد بين وبين موقف الشباب الذين أعتبروا  إنزال العلم من على السفارة يدعم القضية الفلسطينية، بل الشاب أشار إلى دعم فلسطينفي استعادة الأراضي من البحر إلى النهر". ولفتت إلى أنه أول مرة أن يتاح للشباب الكلام وكانت هذه حماسة زائدة، أما أسامة حمدان فلم يكن موفق لأنه غير معني بما قيل عن الرئيس مرسي، وكان لابد أن يتكلم عن القضية الفلسطينية، وهو ليس لديه خبرة بمصلحات ولغة شباب الثورات العربية.   

 


المشاركون في المؤتمر زارو ضريح ناصر وبجرد وصولوهم استقبلهم عدد من الشباب الذين يرتدون "تي شيرت" أبيض مكتوب عليه "أنا ناصري.. وحده.. اشتراكية"، ثم قام عدد من المشاركين بوضع الزهورعلى ضريح الزعيم الراحل وقراءة الفاتحة له، ووضعوا علم الدولة العربية الموحدة على الضريح، وحملوا صور الرئيس الراحل أثناء وجودهم، واستقبلهم نجله عبد الحكيم عبد الناصر.


عبد الحكيم عبد الناصر قال إن ما يحدث الان يظهر الهجمة الشرسة التي تعرض لها جمال عبد الناصر عندما أعلن عن القومية العربية، لأنهم كانوا يعلمون أن تلك الوحدة ستحقق الاستقرار والتكامل الطبيعي، لافتا إلى أن الوضع يسير من سيئ لأسوأ، وان قضية سد النهضة الأثيوبي تؤكد "مدى تفرقنا وهواننا، ولسنا ضد نهضة أثيوبيا ولكن يجب وضع مصلحتنا في الاعتبار".


وهتفوا المتواجدون أمام الضريح "اه لو عبد الناصر عايش.. كان لابسكم طرح وغوايش"، "ثورة يوليو كانت فكرة.. والناصرية حل لبكره"، "أبكي أبكي يا عروبه.. على اللي باعك طوه طوبه"، "الناصرية يعني الناس.. اه يا حكومة بدون أساس".

 


على هامش المؤتمر قال سامح عاشور نقيب المحامين لـ"التحرير"، إن قضية سد النهضة ليست مفاجئة في حد ذاتها، لكن المفاجئة تكمن في أن الرئيس وحكومته غير جاهزين لإيجاد خطط وحلول جاهزة، مشيرا إلى أنه كان من الأجدى أن يتم الدخول في حورا ثنائية ولقاءات والدخول على المنظمات الأقليمية والدولية لاتحاور بشأن الأزمة، ولابد أن يفتح الأزهر والكنيسة أبوابهم للتعامل مع البلدان، واصفا ما يحدث "بالخيبة الشديدة وأزمة السد توضح فشل حكومة قنديل ومرسي".

 


رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي قال لـ"الدستور الأصلي "،إنه للأسف الشديد "كنت أتمنى أن يساهم مؤتمر القومية العربية في إعادة توحيد الصف العربي خاصة أنه يعقد للمرة الأولى بالقاهرة منذ فترة كبيرة، والقائمون على المؤتمر سمحوا لأحد الشباب أن يتطاول خلال حديثه، وأن "منظمي المؤتمر ضربوا كرسي في الكلوب عندما سمحموا لللشباب بالصعود للمنصة، مما أدى الفلسطيني للانسحاب". 

No comments:

Post a Comment