شددت على أن مأساة عكار في أندونيسيا تتحمل مسؤوليتها الطبقة الحاكمة
لجنة مؤتمر بيروت والساحل طالبت مصر بمبادرة تحمي وحدة سورية وعروبتها وتقنع دولاً خليجية بوقف دعم قوى التطرف والتمزيق
كمال شاتيلا: الحوار الإيراني الأميركي خطوة أولى على طريق طويل ولن يؤثر على سياسة طهران الخارجية
عقدت لجنة متابعة "مؤتمر بيروت والساحل"(العروبيون اللبنانيون) اجتماعها الدوري في مركز توفيق طبارة حيث ناقشت آخر المستجدات.
وتحدث الأخ كمال شاتيلا عن المتغيرات الدولية فقال عن الحوار الأميركي– الايراني إن واشنطن التي قررت أن تكون الأولوية لتواجد نفوذها في المحيط الهادي بمواجهة الصين ولا زالت مهتمة بمصالحها النفطية في المنطقة وبأمن اسرائيل، وهي ترغب بعدم تطوير النووي السلمي الايراني نحو نووي عسكري، وسوف تحاول واشنطن تحييد ايران وإبعادها ما أمكن عن دول البريكس وفي طليعتها روسيا وجعل نفوذها القوي في الخليج مقبولاً، فيما ايران التي صمدت ثلاثة عقود بوجه أميركا استطاعت رغم المقاطعة أن تبني قوة ذاتية معتبرة وأن تطور منشآتها النووية السلمية وأن تكون طرفاً فاعلاً في الصراع العربي الاسرائيلي، وما تريده ايران هو الاعتراف الدولي بحقها في انتاج تخصيب اليورانيوم الأمر الذي رفضته سوزان رايس بالأمس، وتريد اعتراف أميركا بدورها كقوة اقليمية كبرى، وأن تفكك الحصار الدولي والعقوبات التي أثرّت سلباً على خطط التنمية في ايران.
وشدد شاتيلا على أن ما يجري ليس تقارباً ايرانياً مع أميركا على حساب استقلالها، ولا هو تسليم أمريكي بكل سياسة ايران الخارجية، بل هو انتقال من القطيعة الى التطبيع، ومن المبكر جداً الحكم على نجاح المباحثات الاميركية الايرانية، بل يمكن إعتبارها خطوة أولى على طريق طويل تحتاج أولاً الى اعادة بناء الثقة التي تبدأ بالافراج عن الاموال الايرانية في الولايات المتحدة، وغيرها من الخطوات، ولا زالت هناك عقبات جدية في الحوار الايراني الاميركي وأولها موقف اسرائيل ولوبها الناشط، كما أن هناك متشددين في ايران يتابعون الامور من الشكل الى المضمون ويرفضون التنازلات، رغم أن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي يدعم الرئيس روحاني في سعيه لفك الحصار عن ايران بما لا يؤثر على استراتيجيتها الخارجية.
وتحدث الاخ كمال شاتيلا عن ثورة مصر وتقدمها باتجاه وطني تحرري ديمقراطي، حيث تعمل ادارتها العسكرية والسياسية على تفكيك قيود التبعية واعادة النهوض بمصر، وهنأ الشعب المصري وقواته المسلحة وسوريا وكل من ساهم من العرب في انتصار حرب تشرين 73 التحررية، معرباً عن أمله أن تستعيد مصر دورها العربي الطليعي في حماية الامن القومي العربي الشامل.
ولفت شاتيلا إلى أن الخلاف العميق حول الموازنة الأميركية هو أحد تجليات الازمة البنوية العميقة التي دخلت فيها اميركا والتي أدت لتراجع قوتها ودورها، لكن ذلك لم يحل دون إصرار اميركا على تمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد.
ورأى أن قوى التطرف تقدم أقوى ذريعة لقوى الانفصال في السودان لتقسيمه، وهي في سورية تسعى الى بناء إمارتها في الشمال، لذلك فإن مواجهة خطر تمزيق سورية يحتل أولوية العمل العربي، ونأمل ان تقوم مصر بعد ثورة 30 يونيو بدورها في هذا المجال عبر اقناع بعض دول الخليج بمراجعة مواقفها لصالح بناء موقف عربي حاضن لوحدة التراب السوري وتجنيب سورية مخاطر توافقات دولية تكون على حساب وحدتها وعروبتها.
وقد تحدث في الاجتماع الحاج عمر غندور عن مأساة عكار، وتناول الشيخ عمر كيلاني والدكتور أسعد السحمراني هذه المسألة من زاوية تخلّي الطبقة السياسية عن عكار المحرومة من كل شيء، وتطرق الحاج عمر اللبابيدي عن سرقة وسط بيروت، والاستاذ غسان الطبش ممثل المرابطون عن التقصير الفاضح للحكومة ازاء مطالب الناس المعيشية، وأكد الدكتور سميح القاسم على أهمية الصمود السوري بوجه العدوان، وتطرق الحاج نبيل البابا إلى وضع صيدا وضرورة تنميتها، وأوضح المحامي حسن مطر خطورة تجاوزات حاجز رسمي في الضاحية ضد القاضي بلال، بدر مطالباً بالتحقيق وباحترام رجال القضاء.
وبعد النقاش أصدر المجتمعون جملة التوصيات والمواقف الآتية:
أولاً، ترى اللجنة أن الضعف البنيوي الذي تعانيه الولايات المتحدة الاميركية جراء أزمتها الاقتصادية العميقة، وبعد سلسلة النكسات التي واجهتها وبخاصة في المنطقة العربية أمام المقاومة العربية في العراق وفلسطين ولبنان، ثم بالضربة القاسية التي تلقتها بعد قيام ثورة 30 يونيو في مصر وسقوط نظام الاخوان التابع لها، هذا الضعف أورث الولايات المتحدة الاميركية عجزاً متزايداً كانت آخر تجلياته تراجعها عن توجيه ضربة عسكرية لسورية، لكن هذا الضعف لم يصل بعد الى مرحلة التخلي عن مشروعها الاستعماري المتصهين التمزيقي للأمة والمسمى بالشرق الاوسط الجديد، الامر الذي يستدعي من قوى التحرر العربية تعزيز نضالها في كل الساحات لصيانة الوحدات الوطنية داخل كل قطر عربي ومواجهة مخاطر حرب التقسيم الصهيونية ودعوات التمزيق الطائفي والعرقي والمذهبي، والتضامن مع ثورة الشعب المصري وسعيه لفك قيود التبعية الاجنبية واقامة نظام وطني ديمقراطي مستقل، لأن نهضة مصر تمثل ركيزة الامن القومي العربي بالنهوض والتحرر.
ثانياً، تؤكد اللجنة أن تراجع مخاطر توجيه ضربة عسكرية استعمارية لسورية بهدف تمزيقها، يستدعي ايجاد المناخات لحماية وحدة سورية واستقلالها وعروبتها وأساس ذلك قيام حوار وطني بين السلطة وبين قوى المعارضة الوطنية الرافضة للتدخل الخارجي ولقوى التطرف الطائفي التمزيقي، بما يحصن وحدة البلد ويحقق في الوقت ذاته المطالب الاصلاحية الديمقراطية.
واللجنة إذ تثمن إعتراض قوى دولية وفي مقدمها روسيا والصين على المخططات الاستعمارية ضد سورية، تشدد على أن مستقبل كل الاقطار العربية ينبغي أن يحدده ابناؤها ولا ينبغي أن يترك مصير أي قطر عربي للتوافقات الدولية، وفي هذا السياق تأمل اللجنة من مصر بعد ثورة 30 يونيو أن تطلق مبادرة تستهدف ايجاد موقف عربي موحدة حامي لوحدة سورية وعروبتها واستقلالها وداعم للحوار الوطني بعيداً عن أي تدخل خارجي، وأن تكون الخطوة الاولى على هذا الطريق اقناع بعض الدول الخليجية بوقف دعمها لقوى التطرف الطائفي والتمزيقي لوحدة الكيان السوري.
ثالثاً، ترى اللجنة أن مأساة أبناء عكار الذين قضوا خلال سعيهم للهجرة الى استراليا، تكشف عمق الازمة التي يعيشها شعب لبنان في ظل تسلط طبقة حاكمة ركزت اهتمامها على مصالحها الفئوية، وإدعى كل طرف فيها أنه الممثل الشرعي الوحيد لطائفة، وعملت هذه الطبقة على تغييب المشروع الوطني وتجاهلت معاناة المواطن في أمنه ومعيشته ومستقبله، ووضعت عكار من حصة الطرف الذي أدعى انه الممثل الشرعي الوحيد للطائفة السنية على امتداد عشرين عاماً الماضية. وإذا كان من حق أبناء عكار سؤال حزب المستقبل أين ذهبت مليارات الدولارات التي قدمت اليه من العديد من بلدان الخليج، فان واجب كل القوى الوطنية التوحيدية في لبنان سؤال كل أطراف الطبقة الحاكمة عن تجاهلها لمعاناة اي مواطن لبناني، لان حرمان اي منطقة ليس مشكلة فئوية تخص طائفة او مذهب وانما هي مشكلة وطنية، وإن حرمان اي فئة في لبنان من حقوقها هو معضلة وطنية وليس معضلة فئوية.
وتتوجه اللجنة إلى أخوتنا في عكار بكل مشاعر التضامن في محنتهم، وتؤكد قناعتها ان المدخل الحقيقي لإنهاء ازمة لبنان هو في تحريره من تسلط كونفدرالية الطوائف والمذاهب، واعادة بناء سلطة وطنية خاضعة للارادة الشعبية وفق نصوص دستور الطائف وليس وفق التوافقات الاقليمية والدولية.
------------------------- بيروت في 5/10/2013
No comments:
Post a Comment