إجتماع للجنة مؤتمر بيروت والساحل يدعو الى خطة عربية متكاملة تنقذ لبنان ولا تكتفي بإنتخاب رئيس الجمهورية
عقدت لجنة "مؤتمر بيروت والساحل" (العروبيون اللبنانيون) إجتماعها الدوري في مركز توفيق طبارة- بيروت، بمشاركة قوى وشخصيات وطنية ومؤسسات أهلية ونقابية، ناقشت في خلاله قضايا محلية وعربية.
استهل الاجتماع رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا بالإشارة الى أن جذور الأزمة اللبنانية تعود الى نظام القناصل الأوروبية حيث تولّت كل دولة إدعاء حماية كل طائفة ومذهب، وترك المسلمون للدولة العثمانية التي كانت تعيش مرحلة التراجع أمام الاوروبيين، وبعد اتفاقية سايكس – بيكو انفردت فرنسا بلبنان وحوّلته الى نظام طائفي طبقي، الى أن جاء اتفاق الطائف عام 1989 ليضع خريطة طريق تحقق التوازن والعدالة بين الطوائف، وتلغي الطائفية السياسية من خلال اعتماد مجلس شيوخ طائفي ومجلس نواب وطني لا طائفي.
ولفت شاتيلا إلى أن الوصاية الدولية والاقليمية على لبنان بعد الحرب أعادت القواعد الاساسية للنظام الطائفي القديم، ولم تطبق دستور الطائف، بل استبدلته بنظام مواز خاص بطبقة سياسية احتكارية أفلس البلد وزوّر الارادة الشعبية ووسّع دائرة الحرمان، داعياً إلى تطبيق الطائف وإعتماد النسبية في الانتخابات النيابية وإلا ستبقى السلطة القائمة حارمة للشعب من حقوقه الاساسية في ظل إتجاه معظم الرأي العام لمقاطعة الانتخابات اذا حصلت وفق النظام الأكثري.
عضو هيئة التنسيق النقابية عدنان برجي طرح الاستعداد لتنظيم اعتصامات متوالية أمام مراكز العمل حتى يعود مجلس النواب الى التشريع في القضايا التي تهم شؤون الناس ومطالبها.
عميد كلية الصيدلة السابق في الجامعة اللبنانية الدكتور عارف ضيا تحدث عن تلوث مياه الانهار والينابيع في لبنان وكثافة الامراض التي يعانيها الشعب جرّاء هذا التلوث.
عضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني المحامي حسن مطر طرح دور البلديات في مواجهة التلوث من المصانع التي ترمي نفاياتها في الانهار.
أمين سر منبر الوحدة الوطنية وليد حموية طالب بتوسيع دائرة القوى الشعبية وبخاصة في بيروت من اجل توحيد الصفوف لان العاصمة تعاني من الحرمان على كل الاصعدة من دون أي اهتمام من الساطة.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي الحاج عمر غندور أبدى ارتياحه الى حصانة الناس ضد الفتنة، ودعا إلى استمرار تعميق الوعي الشعبي ضد التطرف.
عضو قيادة تجمع اللجان والروابط الشعبية المحامي خليل بركات تحدث عن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت، وقال: رغم ضعف الدور المصري في لبنان منذ وقت طويل، الا ان لمصر علاقات دولية واقليمية تجعلها قادرة على التحرك بموضوع الرئاسة أكثر من غيرها.
مسؤول المجلس الشعبي في اقليم الخروب غازي عويدات طرح مطالب الاقليم، وركز على تقصير كل الحكومات والنواب في ما يتعلق بمسألة النفايات التي تلوث المنطقة.
عضو قيادة هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا المحامي كمال حديد تحدث عن الإعتداء الاسرائيلي على المنطقة اللبنانية المحررة في مزارع شبعا بهدف شق طرق عسكرية فيها، منتقداً صمت الحكومات عن اثارة قضية الاحتلال عالمياً، ومتحدثاً عن تحرك الهيئة في مواجهة هذا الاعتداء الذي يتم تحت نظر قوات الطوارىء.
عضو تجمع صيدا الوطني الحاج نبيل البابا أشار الى الاستقرار الأمني في المدينة، وطالب الفصائل الفلسطينية بضبط أكبر للمتطرفين في مخيم عين الحلوة.
الدكتور عدنان بدر تحدث عن ضرورة تحريك ملف الإصلاح الجامد في دار الفتوى والأوقاف الإسلامية وفق برنامج الاصلاح الشامل الذي تقدمت به اللجنة الى سماحة مفتي الجمهورية.
وتطرقت اللجنة إلى مناقشة تردي أحوال بلدة عرسال وحرمانها من مصادر رزقها دون ان تفعل الحكومة ورئيسها شيئاً، كذلك إلى زيارة وزير خارجية مصر الى لبنان.
وبعد المناقشات صدر عن الاجتماع المقررات الآتية:
1 – تحمّل اللجنة المسؤولية لكل نائب أو كتلة تمتنع عن الموافقة على النسبية في الانتخابات النيابية، وتطالب رئيس الحكومة بجلسة خاصة لوضع خطة تطبيقية لدستور الطائف الذي يشكل حلولاً لمعظم المشكلات.
2 – ترى اللجنة أن تعطيل أجهزة الرقابة وإلحاق السلطة القضائية بالسلطة التنفيذية أديا الى تجميد القوانين وإطلاق الاحتكارات وعدم محاسبة المسؤولين عن أزمة النفايات والتلوث الشامل في المياه وانقطاع الكهرباء وتردي الخدمات، وتطالب الأحرار من القضاة أن يرفعوا صوتهم ويمارسوا مهامهم بكل جرأة ليقف الشعب معهم ضد فجور أهل السلطة.
3 – تطالب اللجنة وزير الداخلية بالتدخل الفوري لوقف التعديات على العقار المحاذي للطريق العام المؤدي الى بلدة عرسال، علماً أن هذه المخالفات قامت بها بلدية عرسال السابقة ومستمرة حتى الآن.
4 – تؤكد اللجنة أن أزمات المنطقة العربية في ظل أخطار التطرف المسلح لا تحل بالتدخل الاجنبي، ولا بانفراد كل قطر بأوضاعه، حيث فشلت الأنظمة في الدفاع عن الوحدات الوطنية وفي التنمية المستدامة ومواجهة العدو الصهيوني، وبات ضرورياً التخلص من العصبيات القطرية التي أشاعت المناخ للعصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية، فالحل لا يكون إلا بالاتحاد العربي في مواجهة الاخطار على الامن القومي العربي.
5 – ترى اللجنة أن زيارة وزير خارجية مصر الى بيروت هي خطوة أولى في الاهتمام بلبنان المهمل من الجانب العربي، في وقت يتكاثر فيه النفوذ الاقليمي والدولي، ويتربص بالبلد العدو الصهيوني وقوى التطرف المسلّح. وتشدد اللجنة على أن أي مبادرة عربية نحو لبنان يجب أن تتضمن تطبيق دستور الطائف والقيام بضغوط عالمية لإزالة الاحتلال الاسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر، ومساعدة الجيش اللبناني ليتحول الى جيش رادع، والانفتاح على كل مقومات المجتمع اللبناني بدون استثناء، والمساعدة على إقامة مشاريع تنموية عربية وبخاصة في مناطق الحرمان وتشجيع السياحة العربية. وتؤكد اللجنة أن أي مبادرة بدون خطة عربية متكاملة تساعد لبنان، فلن تحصّن البلد ولن تنهض باوضاعه حتى لو نجحت في إتفاق أهل السلطة على رئيس جديد للجمهورية.
----------------------------- 23/8/2016
No comments:
Post a Comment