Thursday, 25 July 2013

{الفكر القومي العربي} FW: مقال من "معهد بروكنغز" ينتقد دور العسكر في مصر ويُشبّه ما يحدث الان بما حدث في العام 1954 -- ومقال على موقع قناة الميادين عن العلاقة المضطربة بين عبد الناصر والإخوان...




From: alhewar@alhewar.com
To: Friends@alhewar.com
Subject: مقال من "معهد بروكنغز" ينتقد دور العسكر في مصر ويُشبّه ما يحدث الان بما حدث في العام 1954 -- ومقال على موقع قناة الميادين عن العلاقة المضطربة بين عبد الناصر والإخوان...
Date: Thu, 25 Jul 2013 14:53:51 -0400

 

مقال من "معهد بروكنغز" ينتقد دور العسكر في مصر ويُشبّه ما يحدث الان بما حدث في العام 1954

 

http://www.brookings.edu/research/opinions/2013/07/18-egypt-militarized-state-ashour

 

مصر: عودة لعام 1954؟

·         الكاتب: عمر عاشور

زميل زائر، قسم السياسات الخارجية، مركز بروكنجز الدوحة

البريد الإلكتروني

وُصِفَت أزمة مصر الحالية بأنها الأسوأ في تاريخها. ولكنها في واقع الأمر تشبه بدرجة كبيرة واقعة سابقة حدثت قبل نحو ستين عاما.

ففي الثامن والعشرين من فبراير 1954، حاصر مئات الآلاف من المصريين قصر عابدين في القاهرة، الذي كان يستخدمه آنذاك جمال عبد الناصر وغيره من قادة انقلاب يوليو 1952. وكان المطلب الرئيسي للمتظاهرين يتلخص في استعادة المؤسسات الديمقراطية الهشة في مصر، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وعودة الجيش إلى ثكناته.

اشتعلت أزمة 1954 بسبب عزل أول رئيس لمصر، اللواء محمد نجيب، من قِبَل عبد الناصر وفصيله. وكما حدث في عام 2013، كان الإخوان المسلمون في قلب الأحداث، يحشدون إلى الجانب المؤيد للرئيس المعزول. ولكن بعد الوعود التي بذلها عبد الناصر بعقد انتخابات في يونيو 1954 وتسليم السلطة إلى المدنيين، قرر أحد قادة الإخوان المسلمين، عبد القادر عوده، صرف المحتجين.

لم يف عبد الناصر بأية وعود، وانما أخرج الحشود المؤيدة له تهتف بسقوط الديمقراطية. وبحلول شهر نوفمبر، كانت الغَلَبة لفصيله. ظل نجيب تحت الإقامة الجبرية. أُعدم عمال يساريون وأٌرهِبَ الليبراليون وسُجِنَ ضباط أحرار رفضوا الاستبداد وألقي القبض على عودة ثم أُعدِم هو وخمسة من قيادات الإخوان المسلمين. خسرت مصر حرياتها الأساسية ومصداقية مؤسساتها الديمقراطية طيلة السنوات الست والخمسين التالية، حتى الحادي عشر من فبراير 2011، عندما أُطيح بحسني مبارك.

أوجه التشابه بين فبراير -مارس 1954 ويونيو -يوليو 2013 عديدة. ففي الأزمتين كانت الغَلَبة لسلوك "المعادلة الصفرية" (حيث يتساوى مكسب أحد الطرفين مع خسارة الطرف الآخر)، والحشد والحشد المضاد من قِبل شعب منقسم، والخداع والتلاعب من قِبَل معظم وسائل الإعلام المحلية. ولكن الأمر الأكثر مدعاة للقلق هو أوجه التشابه في النتائج المحتملة. ففي عام 1954 دمرت مجموعة من العسكريين - اعتبروا أنفسهم فوق الدولة - نظاماً ديمقراطياً هشاً ومليئاً بالعيوب. وهذه هي النتيجة المحتملة -إلى حد ما- الآن أيضا. والصراع في 1954 و2013 أكبر من مجرد صراع على السلطة بين رئيس وفصيل عسكري، ففي صلب المعركة أيضاً من سيحدد ملامح النظام السياسي في مصر ومستقبل العلاقة بين المؤسسات المدنية والعسكرية.

ولكن هناك اختلافات بين الواقعتين، ففي 1954 كان الجيش -مثل الشعب - منقسماً بين ضباط يريدون نظاما ديمقراطيا وآخرين يريدون نظاما سلطويا بقيادة عسكرية. ففي المعسكر الأول كان خالد محيي الدين، وأحمد شوقي، ويوسف صديق، وغيرهم. صرخوا وقتها بأن الجيش المحترف مكانه الثكنات أو الجبهات. ولم يسمعهم المعسكر الثاني وعلى رأسه عبد الناصر وأغلبية مجلس قيادة الثورة، حتى جاءت نكسة 1967.

كانت علاقة الإخوان المسلمين بالمؤسسة العسكرية في مصر ناتجة عن أزمات مريرة، بما في ذلك مظاهرات عام 1954 (والآن انقلاب 2013). وكان عامل "الدم" وخاصة إعدام عبد الناصر لقادة الإخوان بعد أن ادانتهم محكمة عسكرية بمحاولة قتله، سبباً في زيادة المرارة. ففي يونيو 1957، فتحت قوات أمن عبد الناصر النار على أعضاء الإخوان في زنزانات سجن طرة، مما أسفر عن مقتل 21 وإصابة المئات. شاهد آثار المجزرة مفكر إخواني. فكتب عنها وبدأ في التنظير لعالم ثنائي، تتصادم فيه قوى الخير (حزب الله) مع قوى الشر (حزب الشيطان)، صداما حتميا لا رجعة فيه. وأدت كتاباته إلى إعدامه في أغسطس 1966. كان اسمه سيد قطب، وبقية القصة معروفة.

والواقع أن العواقب المترتبة على أحداث 2013، مثلها كمثل العواقب التي ترتبت على إزاحة نجيب في عام 1954، قد لا يُنتبه إليها بسرعة. ولكن بمجرد عزل مسؤولين منتخبين بالقوة، فإن النتائج نادراً ما تأتي في صالح الديمقراطية. تبرهن على ذلك أسبانيا في عام 1936، وإيران في عام 1953، وتشيلي في عام 1973، وتركيا في عام 1980، والسودان في عام 1989، والجزائر في عام 1992 ــ كانت النتائج مأساوية: إما هيمنة عسكرية على السياسة بواجهة مدنية، أو دكتاتورية عسكرية صريحة، أو حرب أهلية، أو اضطرابات أهلية مستمرة، أو خليط مما سبق.

وعلاوة على ذلك، فإن عسكر 2013 اكتسبوا قدراً أعظم من القوة والسطوة بالمقارنة بعسكر 1954: ليس من حيث التسليح والسيطرة على مؤسسات الدولة فحسب، بل إن هناك جماهير مؤيدة ووسائل إعلام تهتف طلباً للمزيد من القمع. وخلافاً لما حدث في عام 1954، فإن الجيش ليس منقسما (على الأقل حتى الآن).

بيد أن أنصار الرئيس محمد مرسي ليسوا بدون مصادر قوة. فقدرتهم على الحشد والتعبئة عالية. ففي يوم الجمعة الماضي، أصيبت القاهرة بالشلل، على الرغم من التعتيم شبه الكامل في المنافذ الإعلامية المحلية.

وشهر رمضان ـتسهل فيه التعبئة والحشد. فبعد غروب الشمس هناك برنامج مشترك، حيث يتجمع المسلمون الملتزمون عند غروب الشمس لتناول طعام الإفطار، الذي تليه صلاة العشاء، ثم صلاة التراويح، ثم الفعاليات والزيارات الاجتماعية، ثم صلاة القيام، ثم السحور، ثم صلاة الفجر. وفي العشر الأواخر من شهر رمضان يبدأ الاعتكاف، والذي يجتمع المصلون خلاله فيبيتون ليال في المساجد والمناطق المفتوحة. وفي الإجمال فإن رمضان من الممكن أن يساعد أنصار الرئيس المعزول في الإبقاء على حشدهم لبعض الوقت.

وهذا يقودنا إلى تكتيكات العسكر لصرف الحشود بالقوة. فمنذ عام 2011 كانت استراتيجية المجلس العسكري الرئيسية تتلخص في بذل الوعود وإطلاق التهديدات، التي يتم تنفيذها أحيانا بإطلاق أعيرة حية و/أو الغاز المسيل للدموع، ثم تبدأ الملاحقات "القانونية." وقد استُخدِمَت هذه التكتيكات ضد متظاهرين مسيحيين على سبيل المثال في أكتوبر 2011 (أسفرت عن وقوع 28 قتيلاً و212 مصابا)، وضد ثوريين غير إسلاميين في نوفمبر 2011 (51 قتيلاً وأكثر من 1000 مصابا، ) ثم مرة أخرى في ديسمبر 2011 (سبعة قتلى).

الا أن حادثة "الحرس الجمهوري" في يوليو كانت الأسوأ على الإطلاق (أكثر من خمسين قتيلا وأكثر من ألف مصاب). ربما لم يكن هدف هنا هو مجرد تخويف أنصار مرسي، بل أيضاً ارباك حساباتهم. فالعسكر يريدون أن تظل ردودهم على الحشود غير متوقعة، فضلاً عن إظهار استعدادهم لاستخدام العنف المفرط. ولكن مثل هذه التكتيكات قد تمثل مشكلة كبرى خاصة خلال شهر رمضان، وذلك نظراً لرد الفعل السلبي المحتمل من جانب الضباط والجنود العاديين. فاستمرارية هذه التكتيكات قد تخلق تمردا. النموذج السوري مثالا.

إن أي حل للأزمة الراهنة لابد أن يهدف إلى إنقاذ ما تبقى من المكسب الوحيد الذي حققته الثورة في مصر حتى الآن: الحريات الأساسية والمؤسسات الديمقراطية. وهذا يستلزم وقف القمع العنيف، ووقف الدعاية والتحريض في وسائل الإعلام الموالية للعسكر وفي الاحتجاجات المؤيدة لمرسي، واتخاذ تدابير بناء الثقة. ولابد لأية اتفاق من ضامن يتمتع بالمصداقية، نظراً لغياب الثقة بين الأطراف المتصارعة في مصر. وأخيرا، يُعَد إجراء استفتاء عام على أي اتفاق نهائي ضرورة أساسية. باختصار، لابد من استعادة مصداقية صناديق الاقتراع والديمقراطية في مصر (وفي مختلف أنحاء المنطقة)؛ ولا يجب أن يُسمَح للرصاص والعنف بالحكم مرة أخرى.

 

 

http://almayadeen.net/ar/news/egypt-Fry8LsU7kk2seKIEAI0dTQ/

 

العلاقة المضطربة بين عبد الناصر والإخوان... كأن التاريخ يعيد نفسه

| فتون عباسي | 2013-07-23

 

وسط التطورات المصرية العاصفة تحل ذكرى ثورة 23 يوليو/ تموز لتعيد الإضاءة على مرحلة من تاريخ مصر كان فيها الرئيس جمال عبد الناصر على علاقة تقارب مع الإخوان المسلمين قبل أن يتغير المشهد وينقلب. محطات في هذه العلاقة كيف بدأت وكيف تبدّلت ولماذا؟

 

لم تكن علاقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالإخوان المسلمين مضطربة منذ البداية. على العكس تماماً تخللتها فترات تقارب كبير، لا بل يقول بعض المقربين من عبد الناصر إن الزعيم الراحل كان جزءاً من تنظيم سري تابع للإخوان، ويقول الإخوان إنه أقسم على القرآن الكريم موالياً، والملاحظ أيضاً أنه في الأيام الأولى للثورة أصدر مجلس قيادتها قراراً بحل جميع الأحزاب مستثنياً جماعة الإخوان المسلمين لاعتبارها جمعية دينية دعوية كما أعاد المجلس فتح التحقيق في مقتل حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين فقبض على المتهمين باغتياله وأصدر أحكاماً قاسية ضدهم وعفا عن معتقلين من الإخوان.

لكن الود لم يدم طويلاً...

بعد ثلاثة أشهر على الثورة، رفض عبد الناصر طلبات للإخوان حول ضرورة إخضاع قرارات الثورة لمشورتهم. كما رفض طلبات أخرى تتعلق بالحجاب
ومنع المرأة من العمل وإغلاق المسارح وصالات السينما وهدم التماثيل والتشديد على صالات الأفراح.
 
قال عبد الناصر للإخوان "لن أسمح لكم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش فى مجاهل أفريقيا". وقع الصدام.. راح الإخوان يعملون ضد عبد الناصر واتجه الزعيم الراحل إلى ملاحقتهم. وصل الأمر بهم إلى حد الرغبة بالإستيلاء على السلطة. قال المرشد العام لجماعة الإخوان لوكالة أنباء اجنبية "أعتقد أن العالم الغربى سيربح كثيراً إذا وصل الإخوان المسلمون إلى حكم مصر".
 
راهن الإخوان على معاداة الغرب للشيوعية والإتحاد السوفياتي للحصول على تأييده ضد عبد الناصر. تعددت أشكال الصدام ليصل الإشتباك الى ذروته في 26 تشرين الاول/ اكتوبر عام 1954 حين تعرض الرئيس عبد الناصر لمحاولة اغتيال في منشية الإسكندرية.

فشلت محاولة الإغتيال، وفتحت السجون للإخوان المسلمين الذين صدرت ضد بعضهم أحكام بالإعدام وضد آخرين بالسجن عشر سنوات أو الأشغال الشاقة. 
صارت مصر مسرحاً لاشتباكات بين رجال الثورة ورجال الإخوان.

توفي عبد الناصر ولم تكن العلاقة بين الجانبين قد استقرت بعد.. رفع عبد الناصر شعاراً يتكرر اليوم في التظاهرات المناهضة للإخوان حيث يردد معارضو الإخوان "عبد الناصر قالها زمان الإخوان ما لهمش (ليس لهم) أمان".  

يكاد التاريخ اليوم يعيد نفسه.

 

 

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2518&articleId=1803&ChannelId=60748&Author=???? ???#.Ue4dsb7D_5o

 

«الإخوان المسلمون».. بداية النهاية

سمير كرم

(كاتب مصري)

مقال في صحيفة "السفير" – 19/7/2013

 

الوضع في مصر بالغ التعقيد من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبطبيعة الحال العقائدية.
الأسئلة مطروحة والإجابات ممكنة، وتبدو للمجيبين مقنعة او هي على الأقل معقولة. فهل يمكن البحث عن نقطة ارتكاز في هذا المشهد المعقد؟
ثمة نقطة ارتكاز واحدة لا يكاد يختلف عليها اثنان أياً كانت طبيعة مواقفهما ومواقعهما. وهي ان تنظيم «الإخوان المسلمين» هو نقطة الارتكاز لما يثار من تساؤلات وما يُطرح من إجابات. يبدو في معظم الاحوال ان مصير تنظيم «الاخوان» هو الذي سيحدد مصير مصر بأكملها. وكل المعالجات الصحافية والفكرية التي تظهر في مصر هذه الايام تدور حول تنظيم «الاخوان» وما اذا كان سيبقى على الرغم من التحديات التي تواجهه، ام انه في سبيل التفكك والانحلال غير قادر على الاستمرار وتقرير خط سير له في المستقبل القريب، او انه في حكم التنظيم الذي انهار بالفعل ولا تبدو منه الا بقايا لا تملك أي قدرة على التصدي للتحديات بعد كل ما جرى، خاصة منذ لحظة إجباره على ترك الحكم.

إذا شئنا وإذا استطعنا ان نجد طريقة لتنظيم الافكار بشأن مصير جماعة «الاخوان» في مصر، نتبين ان هناك عدة طروحات واضحة المعالم بشأن ما يمكن توقعه لهذا المصير:

اولاً: هناك من يدعو الى ان تستقيل قــيادة «الاخوان»، وذلك على اساس ان القيادة الاخوانية هي وحدها التي تسببت في ما حل بالتنظيم، وهي التي ورطت التنظيم في كل ما حدث، ابتــداءً من التــفاهمات التي جرت بينها وبين المجلس العسكري، والتي تبين منها في رأي اصحــاب هذا الــرأي، ان هــذين الجانبين اتفقا على حساب الثورة وأدى اتفاقهما الى السكوت عن أخطاء جسيمة، وتجاوزات وقع فيها المجلس العسكري. وبطبيعة الحال، فإن اصحاب هذا الرأي يرون ان القيادة الاخوانية وحدها هي المسؤولة عن هذه الأخطاء، اما التنظيم ككل فليس مسؤولا عنها. ان اصحاب هذا الرأي يذهبون الى ان شباب «الاخوان»، الذين يشكلون الغالبية العظمى في هذا التنظيم، غير مسؤولين عن تلك الأخطاء.
اغلب اصحاب هذا الرأي يذهبون الى ان لشباب «الاخوان» آراء واعتقادات تقف بهم بعيداً كثيراً عن آراء واعتقادات القيادة، وأنه من اليسير إيجاد تصالح او مصالحة مع باقي اطياف الرأي السياسي والعقائدي في المجتمع، بمن فيهم المعبرون عن افكار ليبرالية او يسارية في اطار او خارج اطار «جبهة الانقاذ». ويعبر هؤلاء عن تلك الآراء فيما لا تزال قيادة «الاخوان» تدلي بآراء متطرفة في تهجمها على كل من ليسوا من «الاخوان المسلمين».
ولعله يجدر بالذكر هنا ان اصحاب هذا الرأي القائل بضرورة تغيير قيادة «الاخوان» فقط يمثلون اغلبية كبيرة من السياسيين والمفكرين وربما من فئات الشعب المصري ككل.

ثانياً: هناك من يتساءل، على سبيل التأكيد، عما اذا كان من الضروري ان يتم حل جماعة «الاخوان» برمتها. ويذهب أصحاب هذا الرأي الى ان الأخطاء التي ارتكبها «الاخوان» لم تكن أخطاء قيادة فحسب انما كانت أخطاءً شملت الجميع، خاصة أن الجميع مصرون على هذه المواقف ويدافعون عنها، بل ويمضون الى حد الدفاع عن الافكار والسياسات الاخوانية طوال الفترة منذ انضم «الاخوان» الى صفوف ثورة «25 يناير»، بعد وقت قصير من انطلاقها حتى خروجهم من السلطة وإخراج محمد مرسي من الرئاسة في 4 تموز الجاري. ويذهب المطالبون بضرورة حل الجماعة الاخوانية بصورة نهائية، إلا ان التاريخ قد برهن، بما لا يدع مجالاً للشك، في ان الجماعة ارتكبت من الاخطاء ما لا يمكن حصره على مدى التاريخ منذ تأسيسها في العام 1928 حتى خروجها من السلطة. بل يذهب المطالبون بهذا الى ان أخطاء «الاخوان» في السلطة كانت افدح وأخطر كثيراً من أخطائها وهي خارج السلطة. فالمحسوب عليها في فترة توليها السلطة انها اعلنت صراحة وفي تحد صارخ لجماهير الشعب المصري والشعوب العربية تفاهماً تاماً مع إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تشكلان وحدة سياسية واستراتيجية في مواجهة الوطن العربي كله.
ويذهب المطالبون بحل الجماعة الاخوانية الى ان مواقفها تجاه السياسة الاميركية - الاسرائيلية انعكست بشكل خاص في موافقتها على سياسات اميركية - اسرائيلية في سوريا. الامر الذي عكس اتفاقاً صريحاً مع هذه السياسات تعبيراً عن رفض «الاخوان» للقومية العربية كأساس، باعتبار هذا الرفض ضرورة يمليها سعي «الاخوان» لقيام وحدة اسلامية اوسع وأشمل من اي مسعى قومي عربي. من هنا بدأ ظهور الرأي الذي يتهم جماعة «الاخوان» بالولاء للصهيونية والنقل عن النازية. وهو رأي لا يفتقر الى الأسانيد التي تؤيده في كتابات الكتاب الاخوانيين وتصريحات ساستهم. هذا فضلا عن المقالات التي تظهر في صحافة الغرب ـ الولايات المتحدة وأوروبا ـ مدافعة عن «الاخوان» ومنتقدة بحدة «الانقلاب الذي أطاحهم من السلطة على ايدي العسكر». وهذه المقالات تظهر بكثرة في الفترة الاخيرة دفاعاً عن «الاخوان» وكأنها تعكس وجهة نظر كانت خافية طوال سنوات عن إعجاب عام في هاتين المنطقتين بجماعة «الاخوان» واطمئناناً الى حكمهم وسياساتهم.

ثالثاً: هناك من يتساءل عما اذا كان تنظيم «الاخوان» قد انتهى عملياً وأن ما بقي منه لا يعدو ان يكون بقايا شراذم غير قادرة تنظيمياً أو سياسياً على تحدي الواقع القائم في مصر الآن. والمقصود بهذا وصف الوضع في مصر، خاصة بعد تظاهرات الملايين والتي وصفت بأنها اضخم تظاهرة شعبية في تاريخ مصر بل في تاريخ العالم بأسره. إن أصحــاب هذا الرأي يذهبون في ما يكتــبون في الفــترة الاخــيرة الى ان اخطاء تنظيم «الاخــوان» في السلــطة قد قــضت عليه، بل انه ليس من المتصور ان يكون له وجود في مواجهة الرفض الجماهيري المصري له. ويركز هذا الرأي على الأخطاء الاقتصادية التي ارتكبها «الاخوان» في الحكم (زيادة البطالة بنسبة 13 في المئة، وارتفاع معدل التضخم بنسبة 12 في المئة، وارتفاع عجز الموازنة الى نسبة 12 في المئة من الناتج القومي، وانهيار احتياطي النقد الاجنبي من 36 مليار دولار الى 13 مليارا خلال عامين اثنين وكانت النسبة الاكبر من هذا الانخفاض هي التي حدثت في عام حكم مرسي الاخواني).
يذهب اصحاب هذا الرأي الى ان تنظيم «الاخوان» لم يعد يشكل خطرا على القوى السياسية الاخرى. لقد انهار هذا التنظيم ولم يعد بالامكان تصـور صعوده مرة اخرى الى مستوى ينافس فيه القوى والتنظيمات الاخرى، فضلا عن ان يصل الى السلطة. وفي هذه الحدود يتم تفسير إحجام القوات المسلحة عن التدخل لإنهاء وجود الجماعات الاخوانية التي تعسكر في منطقة مسجد رابعة العدوية غــير بعيــد عن مقر الحرس الجمـهوري. فالقوات المسلحــة تعــتقد ان تدخلا من جانبها ضد هذه الجماعة الاخـوانية يعطي لهــذه الجماعة قيمــة أكبر من قيــمتها الحقيقية. وان هذه الجماعة لن تلبث ان تذوب خلال وقت لن يطول. ومعنى هذا ان سياسة «الاخــوان» في الحكم هي المسؤولة عن تحويل التنظيم من جماعة تستخدم دهاليز السلطة وتسيطر عليها الى جماعة «شوارعية» لا تدري ماذا تفعل او حتى ماذا تفكر...
ان «الاخوان» يصرون على ان يلقوا نظرة خاطئة على تجربتهم ذاتها خاصة خلال فترة حكمهم. ولهذا يبدون غير قادرين على فهم ما جرى لهم.
وسواء اعتبرنا انهم يعانون مشكلة قيادة او ان مشكلتهم تشمل التنظيم بأكمله او اعتقدنا ان تاريخهم كتنظيم قد بلغ نهايته، فإن «الاخوان المسلمين» كما عرفناهم وجرّبناهم قد انتهوا، او على الأقل دخلوا مرحلة بداية النهاية.

 

 

No comments:

Post a Comment