طالب الحكومة اللبنانية بملاحقة كل اشكال الاختراقات الامنية الصهيونية للبنان
مؤتمر بيروت والساحل: لإنشاء لجنة تحقيق مشتركة بين الجيش والقوى الأمنية للتحقيق بتفجيرات طرابلس وتكليف الجيش التصدي لاطراف تفجير الفتن الطائفية والمذهبية
مستقبل سورية يرسمه السوريون الحريصون على وحدتها وإستقلالها وعروبتها ولا يفرض من قوى خارجية
الدستور المصري الجديد يبرز جوانب ثورة 30 يونيو التحررية العروبية ويؤكد تصميم الشعب المصري على التصدي لدعوات التمزيق والتفرقة
عقدت لجنة متابعة مؤتمر بيروت والساحل (العروبيون اللبنانيون) اجتماعها الدوري في مركز توفيق طبارة حيث ناقشت المستجدات المحلية والعربية، شارك فيه مندوبون عن الرئيسين سليم الحص وعمر كرامي، والشيخ عمر كيلاني والاب ابراهيم سروج وممثلي تجمع اللجان الروابط الشعبية والمرابطون وحزب الحوار الوطني والتنظيم الشعبي الناصري واللقاء الاسلامي الوحدوي وممثلون عن عشرين هيئة ونقابة.
استهل الاجتماع الاخ كمال شاتيلا فأشار الى التقدم في اعداد دستور جمهورية مصر العربية بعد ثورة 30 يونيو ونوه باعتماد نص يؤكد على ان مصر جزء من الامة العربية وتسعى الى تكاملها ووحدتها، معتبراً اياه احد الردود على مشاريع التقسيم التي يسعى اعداء الامة تمريرها. ثم تناول الاوضاع السورية على ضوء الحديث عن عقد مؤتمر جنيف(2) فأشار الى ضرورة وقف تسليح المعارضات المسلحة، وأن يقتصر البحث في مستقبل سورية على السوريين الملتزمين بوحدة وعروبة واستقلال سورية ، محذراً من مخاطر ان يترك هذا الامر للقوى الدولية التي تبحث بحكم مصالحها عن صيغ تقتسم فيها المغانم ولو كان ذلك على حساب وحدة الشعوب والاوطان.
وقد شدد الاستاذ خليل الخليل ممثل التنظيم الشعبي الناصري والاستاذ عدنان برجي عضو هيئة التنسيق النقابية الى ضرورة تكثيف الاتصالات من قبل لجنة المتابعة للتحذير من مخاطر اية طروحات تمزيقية لسورية.
ثم استعرضت لجنة المتابعة لما تكشف من جهود اسرائيلية تجسسية على لبنان فأشار شاتيلا الى أن الدولة اللبنانية بكل الحكومات المتعاقبة منذ عام 2006 لم تقم باي تحرك دبلوماسي لتحرر الارض اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولم تقم بأي جهد لمواجهة الاختراقات الصهيونية للبنان باستثناء جهود الجيش اللبناني وبعض الاجهزة اللبنانية الامنية للكشف عن بعض شبكات التجسس الاسرائيلية مما جعل لبنان مكشوفاً امام العدو.
وشدد الحاج عمر غندور رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي والاستاذ غسان الطبش ممثل حركة الناصريين المستقلين -المرابطون- على ضرورة اثارة قضية الاختراقات الاسرائيلية على أوسع نطاق معربين عن استغرابهم، إصرار بعض الاطراف على المطالبة بسحب سلاح المقاومة في حين يغفلون بالكامل عن استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اضافة الى حرية التواجد للعديد من المؤسسات الصهيونية في لبنان.
ثم استعرض المجتمعون اوضاع مدينة طرابلس فقال المحامي خليل بركات ممثل اللجان والروابط الشعبية، ان التفجيرات التي استهدفت مساجد طرابلس مستنكرة تماماً ولكن المشهد الطرابلسي يفيد بأن ثمة محاولات حثيثة لتفجير فتنة مذهبية في عاصمة الشمال.
فيما رأى الشيخ عمر الكيلاني ان طرابلس باتت مدينة رعب وهناك فلتان مسلحة والمطلوب ان يضطلع الجيش اللبناني بدوره كاملاً في حفظ امن المدينة والشمال عموماً.
وبعد النقاش اصدر المجتمعون جملة التوصيات والمقررات التالية:
1 – يشهد لبنان تحديات ضخمة في ظل اهتراء رسمي على كافة المستويات. فالعدو الاسرائيلي الذي اضطر الى الانسحاب من لبنان تحت وطأة ضربات المقاومة، ما زال يعمل لاثارة الفتن بغية استكمال مشروعه التمزيقي للبنان عبر شبكات التجسس والاختراقات الامنية التي تكشفنا بعض معالمها. لأن الحكومات اللبنانية المتعاقبة وخاصة تلك التي تشكلت بعد 2006، لم تولِ التحدي الصهيوني على لبنان اي اهتمام. فلا تحركت سياسياً لتحرير الارض اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولا تصدت للمؤسسات الصهيونية العاملة في لبنان والمحظورة من مكتب مقاطعة اسرائيل. إستناداً لجهود المؤسسة العسكرية اللبنانية وبعض الاجهزة الامنية في الكشف عن شبكات التجسس، فإن لبنان بات مكشوفاً تماماً امام العدو الصهيوني، ازاء جملة هذه التحديات شددت لجنة متابعة مؤتمر بيروت والساحل على جملة المطالب التالية:
أ – أن يكلف الجيش اللبناني وبالتنسيق مع كافة الاجهزة اللبنانية بملاحقة كافة اشكال الاختراقات الامنية الصهيونية للبنان وان توفر له كافة الامكانيات المطلوبة للقيام بذلك.
ب – ان يتم تفعيل دور مكتب مقاطعة اسرائيل، وأن يلحق بوزارة الدفاع باعتبار أن مقاومة التطبيع هو احد اشكال حماية الامن الوطني اللبناني، وان تنفذ كافة مقررات وتوصيات هذا المكتب.
ج – ان تتخلى الطبقة الحاكمة في لبنان عن سياسة تناسب التهديدات الصهيونية عبر وضع خطة تحرك شاملة بغية تحرير الاراضي اللبنانية املحتلة.
2 – تعيش طرابلس العاصمة الثانية للبنان والتي كانت على امتداد تاريخها احد حصون العيش المشترك حالة اضطراب وفلتان خطير وخاصة بعد الجريمة النكراء التي استهدفت المصلين في بعض مساجدها.
ان لجنة متابعة مؤتمر بيروت والساحل تطالب الدولة اللبنانية باجراء تحقيق معمق ودقيق تضطلع به لجنة مشتركة من الجيش والاجهزة الامنية المعنية، بادارة محقق قضائي كفوء ونزيه بغية الكشف عن المجرمين الذين ارتكبوا جريمة تفجير المسجدين كمقدمة لانزال اشد العقوبات بهم.
كما تطالب السلطة اللبنانية بتكليف الجيش التصدي الحازم لكل الاطراف العاملة على تفجير الفتن الطائفية والمذهبية في المدينة واستباحة امنها واستقرارها وذلك بعد توفير كل الامكانيات السياسية والمادية له بحفظ امن المدينة وكافة مناطق الشمال.
3 – بعد استعراض التطورات على الساحة السورية واستشعاراً بالمخاطر التي تحيط بهذا القطر العربي جراء اصرار بعض الاطراف الاقليمية والدولية الى تدمير وحدة واستقلال وعروبة سورية، فان لجنة متابعة مؤتمر بيروت والساحل تؤكد على جملة المواقف التالية:
أ – تطالب اللجنة كل الاطراف العربية بوقف المساعدات والدعم المقدم الى المعارضات المسلحة التي كشفت التطورات ان تحركتها لا تستهدف تحقيق طموحات الشعب العربي السوري في اصلاح سياسي يحقق الديمقراطية في ظل وحدة وعروبة واستقلال سورية وانما ترمي من وراء تحركاتها تمزيق وحدة النسيج الوطني السوري وتدمير وحدة الكيان .
ب – ان اللجنة وايماناً منها بأن الحوار السياسي هو السبيل لانهاء الازمة السورية، فانها تشدد على أن مستقبل سورية ينبغي ان يرسمه السوريون سلطة ومعارضة وطنية وهيئات وفعاليات شعبية والحريصون على وحدة وإستقلال وعروبة سوريا، لا أن يفرض عليها من قوة دولية تحركها اطماعها ومصالحها على حساب مصالح وطموحات الشعب السوري.
لقد اثبتت وقائع التاريخ الحديث والمعاصر انه في الوقت الذي تسعى فيه الدول الاستعمارية بقيادة اميركا الى تمزيق المنطقة العربية اما بشكل صريح كما حدث في السودان او بشكل مقنع كما فرض على العراق تحت اسم الفيدرالية، فان معيار صداقة اي قوة دولية للشعوب العربية هو في دعمها لنضال قوى التحرر ضد مخططات التمزيق للمجتمعات وتأييد مطالب الاصلاح على قاعدة وحدة وعروبة واستقلال كل قطر عربي، ورفض اية تسويات او مساومات لتمرير مشاريع التمزيق مقابل تقاسم النفوذ. لقد هيأت الفيدرالية التي فرضها الاحتلال الاميركي على العراق المناخات لاستمرار الاضطرابات الامنية ذات الطابع الطائفي والمذهبي فيه، ومن هنا فإن اعادة الاستقرار لسوريا لا يمكن ان يتحقق الا في ظل وحدتها وعروبتها واستقلالها وباصلاح ديمقراطي يحقق مطالب الجماهير.
4 – تعرب اللجنة عن ارتياحها للجهد الذي تبذله الاطراف الوطنية المصرية في صياغة دستور جديد يعبر عن ثورة 30 يونيو وروحها التحررية. وتنوه في هذا السياق باقرار لجنة اعداد الدستور لمادة تنص على ان مصر جزء من الامة العربية وتسعى من اجل تكاملها ووحدتها، مشيرة إلى أن هذا النص يعبر من ناحية على ابرز جوانب ثورة 30 يونيو التحررية العروبية ومن جانب آخر يمثل تصميماً من شعب مصر العظيم على التصدي لكافة دعوات التمزيق والتفرقة التي يسعى اعداء الامة الى نشرها على امتداد الارض العربية، فضلاً عن أنه
يؤكد على عروبة مصر وتوجهاته الوحدوية ويبرز دورها واستعادتها هويتها، وهذا الامر يلقى كل التأييد والمساندة من احرار العرب.
5- تثمن اللجنة الاطروحات العربية التوحيدية التي برزت في مؤتمر مسيحي الشرق والتي أكدت على رفض الحمايات الاجنبية ورفض التذويب وادانة التطرف والتمسك بالعيش المشترك كثوابت وطنية وقومية، وتؤكد اللجنة أن للمسيحيين وجوداً دينياً وتاريخياً في المنطقة، وهم جزء من نسيج هذه الامة يحرص عليه المسلمون بكل التزام ويعتبرون ان التطرف يعبّر عن اتجاهات خارجية وليس عن اي رسالة سماوية.
------------------------------ 9/11/2013
No comments:
Post a Comment