المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
ندوة لمجلس بيروت في المؤتمر الشعبي اللبناني لمناسبة الذكرى ال63 لثورة 23 يوليو
د.ساسين عساف: عبدالناصر دعم الثورات العربية إيماناً منه بوحدة المواجهة القومية في مواجهة إسرائيل
محمد خواجة: اللحظة السوداوية التي يعيشها الوطن العربي تحتاج لفكر عبدالناصر
ومشروعه الوحدوي في مواجهة المشاريع القطرية والطائفية والمذهبية
د. محمد حمدان: مبادىء ثورة يوليو الناصرية ما زالت تشكل طريق الحل لمشاكل العرب
لمناسبة الذكرى الـ 63 لقيام ثورة 23 يوليو، وتحت عنوان "23 يوليو ثورة العرب الأولى لتحرير للأرض والإنسان" أقام مجلس بيروت في المؤتمر الشعبي اللبناني ندوة تحدث خلالها العميد ساسين عساف نائب رئيس المنتدى القومي العربي، الأستاذ محمد خواجة عضو المكتب السياسي في حركة أمل، الدكتور محمد حمدان رئيس هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا، وأدارها عضو قيادة إتحاد الشباب الوطني المحامي أحمد حسن.
بعد النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن روح الزعيم الخالد وشهداء الأمة العربية، تحدث المحامي أحمد حسن الذي قال أن ثورة 23 يوليو تحل والأمة العربية تعاني من هجوم إستعماري كبير من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يسعى لتفتيت الأقطار العربية لتصبح إسرائيل صاحبة اليد الطولى في المنطقة، وهذا لم يكن ليحدث لولا تفريط البعض بمبادئ الناصرية من الحرية إلى الوحدة والعدالة، وبعد أن ثبت أن كل محاولات القطرية والتطرف والرأسمالية الوحشية قد فشلت.
ثم كانت كلمة للدكتور ساسين عساف نائب رئيس المنتدى القومي العربي الذي إعتبر أن آفاق ثورة مصر تعدت الأهداف الستة التي وضعتها في البداية. فقد آمن الرئيس عبد الناصر بوحدة المواجهة القومية، فدعم ثورة الشعب الفلسطيني التي شكلت ظاهرة ودليل حياة وهذا ما أثبتته الإنتفاضات المتتالية، بمواجهة العدو الصهيوني لذلك عمل على صياغة ميثاق الدفاع العربي المشترك، مستائلا أين هو ميثاق الدفاع العربي المشترك؟ لا بل أين هي مواثيق الجامعة العربية كلّها؟ لا بل أكثر من ذلك أين هي الجامعة العربية؟ ألم تستجلب الأطلسي لتدمير ليبيا؟
وشدد على أن ثورة 23 يوليو هي تحقيق للأمل الذي راود شعب مصر منذ أن بدأ في العصر الحديث يفكّر في أن يكون حكمه بأيدي أبنائه، وتبناه الشعب العربي وما الحراك الثوري الذي أطلقه الشباب العربي الثوري الإستقلالي الحرّ من تونس لتنتقل إلى أقطار عربية أخرى، غدا ترجمة عملية أو استرجاعاً لثورة 23 يوليو لجهة أن يكون الشعب العربي في كلّ قطر سيّد نفسه وحاكم أمره وحرّاً في مصيره.
وختم الدكتور عساف: أن جمال عبدالناصر كان يرى بالوحدة العربية هي متابعة النضال وعدم الاستسلام خاصة في ظل المشاريع الإستعمارية التي كانت في عهده أو من خلال مخططات التجزئة والتفتيت وإعادة النظر في الحدود القائمة ووجود اسرائيل يشكّل حاجزاً طبيعياً يحول دون تحقيق الوحدة العربية، وأصبح حاجزاً سياسياً وثقافياً وأمنياً واقتصادياً يحول دون تحقيق الوحدة العربية بفضل ما أقدمت عليه حكومات وأنظمة عربية من اعتراف وتطبيع علاقات بإسرائيل.
ثم تحدث عضو المكتب السياسي في حركة أمل الأستاذ محمد خواجة، فإعتبر أن جمال عبدالناصر كان زعيماً للعرب لأنه جسد بنهجه آمال العرب وطموحاتهم وثقتهم بالمستقبل من خلال ثورة 23 يوليو التي حملت أهدافاً جعلتها ثورة وطنبية عروبية وحدوية وأبرز عناوينها كان تحرير الإنسان المصري والعربي من مظالم الداخل وأطماع الخارج، فكان مشروع عبدالناصر السياسي والإقتصادي والإجتماعي ينطلق من خمس ركائز: أولها تصفية الإرث الإستعماري من خلال تأميم قناة السويس وتحويلها إلى شركة وطنية مصرية، وواجه العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الصهيوني فتحول إلى زعيم عربي وعالمي تدين له الملايين بالحب والوفاء. وثانيها بناء الدولة الحديثة إداركاً منه أهمية التنمية والتصنيع وتحديث الزراعة ومحو الأمية وتطوير مناهج التعليم ولتحقيق ذلك بنى السد العالي، وأقام التجمعات الصناعية الكبرى كالحديد والصلب والتصنيع الحربين وأصدر قرار الإصلاح الزراعي فقضى على الإقطاع. وثالثها سعى إلى إعداد وتسليح جيش قوي وحديث قادر على حماية البلاد ومجابهة العدو الصهيوني. ورابعها تحقيق حلم الوحدة العربية مع العمل على تحقيق الظروف الموضوعية لتحقيق هذا الحلم من خلال تعزيز جامعة الدول العربية ومؤسساتها، وتفعيل إتفاقيات الدفاع المشترك،. وخامسها دعم الشعوب المقهورة في العالم، لذا كان له دور مميز في تأسيس حركة عدم الإنحياز، مما حول مصر إلى دولة إقليمية عظمى.
وقد أدرك عبدالناصر أن مصر المطلة على فضائها العربي والأفريقي تكون دولة قيادية رائدة في محيطها، فيما تقوقعها داخل حدودها دولة ضعيفة ومسلوبة القرار والإرادة وهذا ما أثبتته العقود التي تلت وفاته متمنياً عودة مصر لدورها القيادي العربي، مشددأً على أن حرب حزيران 1967 كان هدفها توقف المد الثوري للوهج الناصري، لكن خروج الملايين العربية التي رفضت قرار عبدالناصر بالتنحي أجبرته على العودة عن قراره، والعمل على إعادة بناء الجيش المصري وفق معايير حديثة وقيادات أكفاء بسرعة قصوى، ودعم المقاومة العربية، فكانت حرب الإستنزاف التي إنطلقت بعد ثلاث أسابيع من هزيمة 1967، مؤكداً أنه في ظل اللحظة السوداوية التي يعيشها الوطن العربي فإن الأمة تحتاج لفكر عبدالناصر ومشروعه الوحدوي الذي حول العرب إلى أمة وإن لم تتحد أقطارها مقابل المشاريع القطرية والطائفية والمذهبية التي حولت العرب إلى قبائل وعشائر.
ختام الكلمات كانت مع الدكتور محمد حمدان رئيس هيئة أبناء العرقوب ومزارع شبعا الذي نقل تحيات رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا وأكد أن ثورة 23 يوليو طرحت مبادئ التفت حولها الجماهير من المحيط الى الخليج وكانت تعبيرا صادقا عن آلام ومشاكل الشعب واستجابة أمينة لآماله وتطلعاته، معتبراً أن أوجه الاستعمار أو مسمياته وإن تغيرت ولكن ما زال جاثما على أرضنا من خلال زرع الكيان الصهيوني الاستعماري في فلسطين ومن خلال القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة العربية، فيما نجح عبد الناصر وثورة يوليو في تحرير معظم الدول العربية من الاستعمار الأوروبي في فترة زمنية قياسية والذي عاد الينا بعد غياب عبد الناصر والثورة المضادة التي قادها السادات من كامب دافيد وحتى سقوط مبارك من خلال ثورة 25 يناير التي رفعت نفس مبادىء وشعارات ثورة يوليو، وهذا ما أكدته أيضا ثورة 30 يونيو. هكذا أثبتت الجماهير العربية من تونس الى اليمن الى ليبيا الى مصر تمسكها بمبادىء ثورة يوليو عندما رفعت في كل الساحات العربية صورة واحدة هي صورة الزعيم والقائد جمال عبد الناصر وهذا اعلان تمسك الأمة بمبادىء هذه الثورة العظيمة.
وأضاف: ان محاولة قراءة ظروف ثورة يوليو وظروف الحراك الشعبي الذي اندلع في الشارع العربي منذ سنوات تدفعنا لاستنتاج ثلاثة أوجه للتشابه:
أولها: تشابه الدوافع التي فجرت ثورة يوليو والتي فجرت الحراك الشعبي العربي في أيامنا الراهنة، وأهمها انهاء التسلط والتبعية الأجنبية وإستشراء الفساد حيث استباحت طبقة زاوجت ما بين السلطة والمال ثروات الشعوب العربية.
ثانيها: ان ثورة 23 يوليو كانت عنوانا لمشروع تحرري نهضوي توحيدي تستعيد به الأمة كرامتها، وتؤسس لوحدتها ونهضتها، لذلك كان من الطبيعي العودة الى ثوابت المشروع الناصري لكل من تراوده آمال استعادة الكرامة الوطنية والحرية والوحدة والعدالة .
ثالثها: ان التطورات التي شهدتها المنطقة العربية منذ انفجار الحراك الشعبي العربي جاءت لتؤكد صحة ثوابت التجربة الناصرية ومبادئها، التي ربطت ما بين حرية الوطن وحرية المواطن، وما بين الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية، والاستقلال الوطني بمواجهة دعاوي التمزيق والتفتيت.
وأكد: ان جملة هذه الثوابت التي أدار من خلالها جمال عبد الناصر سياساته عادت تطورات الحراك العربي لتؤكد صحتها. وحين يشهد المواطن العربي مساعي بعض الأطراف لاحتكار السلطة ولو بعقد تسويات، والاستقواء بأمريكا والأطلسي فان محصلة ذلك كله في تقديرنا تكون بالعودة الى الثوابت العروبية التحررية التي جسدها المشروع الناصري على اعتبارها هي الطريق العربية للخلاص. وبذلك كله يكون الاحتفاء بالذكرى الثالثة والستين لثورة يوليو ليس حديثا عن الماضي ولكنه منطلقا في بناء المستقبل .
وختم حمدان بالتأكيد على رفض المعارضة المسلحة والإرهاب الفئوي الأعمى من أي جانب كان هو امر حتمي، لأنها تمثل تهديدا وجوديا لأي كيان وطني، وليس فقط للنظام السياسي، وتفسح في المجال لحروب أهلية تدمر الوحدة الوطنية، وتشجع القوى الدولية الكبرى على اقتسام الوطن، وتدويل قضيته ونزع هويته العربية. مؤكداً إن التحديات الدولية والإقليمية ضد وحدة نسيج الأمة ودورها، تجعل من المستحيل مقاومتها من غير وفاق عربي. فمن صنع انتصار تشرين قادر على انتاج مشروع نهضوي عربي بقيادة مصر بعد ثورة 30 يونيو التي اعادت مصر الى دورها الرائد وحررتها من التبعية التي كبلتها طيلة 40 عاما من حكم الثورة المضادة على ثورة يوليو مشددا على ان المشروع النهضوي السياسي والاقتصادي والعسكري والتحرري الذي تقوده اليوم مصر يعتبر امتدادا لثورة يوليو ومبادئها العظيمة، موجها التحية الى روح جمال عبد الناصر و فلسطين العربية وشعبها الذين كانوا في قلب وفكر جمال عبد الناصر. ------------------- بيروت في 24/7/2015
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment