المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
طالب كل حاكم عربي بالكفّ عن التطبيع أو الإستجابة لأي مفاوضات عبثية
كمال شاتيلا: السكوت على إتصال أي مواطن عربي بالعدو الصهيوني موقف خطير له عواقب كبيرة وتداعيات خطيرة
حذر رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا الدول العربية من مخاطر التطبيع مع العدو الصهيوني، مطالباً أي حاكم يستجيب لمفاوضات عبثية بالكف عن ذلك، وداعياً كل سلطة عربية لمعاقبة أي مواطن منها اتصال بالعدو، مشدداً على أن سكوتها يعني موافقة على تصرفاته المنحرفة، وهذا موقف خطير له عواقب كبيرة وتداعيات خطيرة.
وقال شاتيلا في بيان: في عام 1996، طرح الإرهابي الصهيوني شيمون بيريز رؤيته الشرق أوسطية القائمة على تطبيع عربي إسرائيلي واسع وتعاون اقتصادي، مستغلاً تداعيات الغزو العراقي للكويت وما تلاه من مفاوضات مؤتمر مدريد وإتفاقي أوسلو ووادي عربة، لكن التعاون السوري السعودي المصري والذي تجلى بإجتماع هام في الإسكندرية بين الملك الراحل فهد بن عبد العزيز والرئيس الراحل حافظ الأسد والرئيس السابق حسني مبارك، أحبط هذا المشروع مسنوداً بمعارضة شعبية عربية واسعة، ورفض الملك فهد استضافة بلاده أو حضور لجان متعددة الأطراف التطبيعية، فسقطت رؤية بيريز ولم تمت.
بعد إحتلال العراق وتدميره عام 2003، اندفع الأميركيون لإحياء رؤية بيريز بصورة معدّلة وطرحوا مشروعاً استسلامياً على العرب، لكن هذه المحاولات لم تنجح على المستوى الرسمي وبخاصة مع سورية والسعودية، ولا على المستوى الشعبي حيث تصاعدت عمليات المقاومة العراقية ضد الإحتلال الأميركي ووجهت المقاومتان اللبنانية والفلسطينية ضربات نوعية للعدو الصهيوني، وإتسعت دائرة المعارضة الشعبية العربية لمشروع الاوسط الكبير ورفض التطبيع مع العدو، فاتضح حجم الهوّة الواسعة بين قوى الشعب العربي وبين أنظمة قليلة ارتضت حينها الامتثال للطلب الاميركي من خلال عمليات التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني.
اننا نذكّر بهذا التاريخ القريب لنقول إن ما تشهده الساحة العربية اليوم من استمرار لمشروع الاوسط الكبير التقسيمي الذي يفجّر أوطاناً عربية ويسيل دماء عربية، وما يرافقه من استباحة الصهاينة للضفة الغربية بالمستوطنات وتهويد المسجد الأقصى والقدس الشريف، يتطلب أعلى درجات التضامن العربي ضد الصهاينة ويستدعي إحياء معاهدة الدفاع المشترك، وليس هرولة البعض نحو التطبيع مع الصهاينة والإستسلام للمشروع الأميركي.
إننا نسأل دولاً خليجية وغير خليجية تمارس سياسة الانفتاح على العدو بدل معاقبته، بحجة أن التطبيع والحوار معه يقنعه بالسلام: هل فكّ هذا العدو الحصار عن غزة وأزال المستوطنات وأوقف تهويد القدس الشريف؟ هل جعلت معاهدة كامب دايفيد واتفاقا أوسلو ووادي عربة العدو الصهيوني ينسحب من الاراضي التي أحتلّها عام 1967، أم زادته تطرفاً ووحشية واغتصاباً لحقوق الفلسطينيين؟ وهل قبل الكيان الغاصب مبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت عام 2002؟ وما الذي يجبر هذا الكيان على الرضوخ لمتطلبات ما يسمى السلام في وقت تمرّ فيه الدول العربية بأضعف حالاتها؟
إننا من موقع التيار القومي العربي المؤمن، نطالب كل حاكم يعمل للتطبيع أو يستجيب لمفاوضات عبثية بالكفّ عن ذلك، وندعو كل سلطة عربية لمعاقبة أي مواطن منها اتصل بالعدو وإلا فإن سكوتها يعني موافقة على تصرفاته المنحرفة، وهذا موقف خطير له عواقب كبيرة وتداعيات خطيرة.
إن على القادة العرب تنفيذ مقررات قمة شرم الشيخ التي عقدت العام الماضي وفي طليعتها احياء معاهدة الدفاع المشترك ضد العدو الصهيوني، وإنشاء القوة العربية المشتركة، وإحياء عمل مكتب مقاطعة اسرائيل، ونحذّر من أن عدم مبادرة أي حاكم عربي لوقفة شجاعة ضد العدو الصهيوني يجعل المعارضة الشعبية العربية تتسع ضده أكثر فأكثر.
ان غياب التضامن العربي الحقيقي مع قضية فلسطين يشجع القوى الاقليمية والدولية وجماعات التطرف المسلح على الاستفادة من هذا الفراغ، وهذا التضامن لا ينهض على قضايا فرعية بل على مواجهة مشروع الاوسط الكبير والصهيونية وكل أنواع التطرف، وينطلق من خلال التمسك بالهوية العربية الحضارية الجامعة، وهذا التوجه القومي العربي هو الذي يجعل أي قوة اقليمية أو دولية تحترم إرادة العرب وأهدافنا حينما تكون أولوياتنا واضحة.
ان نهوض التضامن العربي يحوّل الجامعة العربية الى قوة فاعلة محترمة تستطيع فتح حوار جدي مع ايران وتركيا وأثيوبيا، لأن أي قطر عربي لا يستطيع الرد على تدخلات خارجية بمفرده فذلك يستنزف قواه هنا وهناك، بينما الحفاظ على الامن القومي الشامل يستند فقط الى تضامن عربي مقاوم ضد الصهيونية والأوسط الكبير والى جامعة عربية متّحدة.
---------------------- 3/8/2016
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment