٣٦ د ·
تمت المشاركة مع:
العامةفى الوقت الذى تنشر الصور والمجلات المصرية صورة الرئيس "السيسى" مصاحبة لصورة الزعيم الخالد "جمال عبد الناصر".. للتدليل على أنه نفس النموذج.. وذلك لمداعبة البسطاء والغلابة المغرمين بحب "ناصر".
نجد أن السيسى يسير فى طريق مختلف تمامًا عن طريق عبد الناصر.. وكانت كراهيته للرئيس عبد الناصر واضحة منذ أن قام بتسمية أكبر قاعدة عسكرية فى مصر باسم الرئيس محمد نجيب الذى تآمر مع جماعة الإخوان للتخلص من عبد الناصر فى حادثة المنشية عام 1954.
ثم يخرج علينا أخيرًا الرئيس السيسى ليعلن أن عبد الناصر ضيع خزينة مصر من الذهب فى حرب اليمن.
ولعل رئيس الجمهورية لم يقرأ التاريخ.. والأصح أنه لا يقرأه من الأساس.. ليعرف من دراسة الدكتور على نجم رئيس البنك المركزى المصرى السابق أن: مصر حققت نسبة نمو بغت ما يقرب من 7% في الفترة من 1957 إلى 1967 ومصدر هذا الرقم تقرير البنك الدولي رقم [870 - أ] عن مصر الصادر في واشنطن بتاريخ 5 يناير 1976.
وفي نفس الفترة الزمنية عقد الستينيات من القرن الماضي كانت مصر تبنى السد العالى أعظم مشروع هندسی وتنموي في القرن العشرين باختيار الأمم المتحدة والذي يعادل في بناؤه 17 هرم من طراز هرم خوفو.
وتم بناء القطاع العام الذي بلغ ثمنه بتقديرات البنك الدولى 1400 مليار دولار، كما كان لدى مصر أكبر قاعدة صناعية في العالم الثالث حيث كان عدد المصانع التي أنشأت في عهد عبد الناصر 1200 مصنع منها مصانع صناعات ثقيلة وتحويلية وإستراتيجية.
وهكذا يتضح لنا أن مساندة مصر لثورة اليمن ومساعدتها للشعب اليمني في التحرر من العبودية لم تدمر اقتصادها.
- وبخصوص استشهاد عشرات الألوف من الشباب المصرى بسبب حرب اليمن، يقول الفريق محمد فوزي في كتابه (حرب الثلاث سنوات) أن عدد شهداء مصر في اليمن بلغ خمسة ألاف شهيد ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير إخوانهم في الدين والعروبة.
ويكفينا أن نعلم أنه بدون حروب، وفي الفترة من عام 1980 إلى عام 2009، توفي 180 ألف مصري في حوادث الطرق بمعدل 6000 قتيل سنويا، بينما في حرب اليمن استشهد 5000 مصري في خمس سنوات من القتال.
وهكذا فانه من الأولى للباكي على شهداء مصر في اليمن خلال حرب طاحنة أن يبكي على قتلى مصر في حوادث الطرق برقمهم المهول 180 ألف قتيل، وهو رقم يزيد عن 4 أضعاف شهداء مصر في حروبها الخمسة ضد إسرائيل والذي أحصى الصليب الأحمر عددهم، وقدره بـ 40 ألف شهيد.
أما رئيس الوزراء الذى خرج بعدها ليتحدث عن عصر الإنجازات فى عهد الملكية وخصوصًا عصر الخديو إسماعيل... فيكفى للرد عليه أن نطلب منه بأن يقرأ الـ 110 صفحة التى كتبها عبد القادر حمزة لترجمة كتاب "التاريخ السرى لاحتلال انجلترا مصر - مستر ألفريد سكاون بلنت" عن الديون فى عهد إسماعيل والتى تسببت بعد ذلك فى الاحتلال البريطانى لمصر... وبالمناسبة.. نشر هذا الكتاب فى العهد الملكى حيث كتب عبد القادر حمزة مقدمة الكتاب فى 24 ديسمبر 1928م فى عهد الملك فؤاد.
وفى النهاية.. نشكر رئيس الوزراء على الإشادة بالخديو إسماعيل.. حيث أنه أوضح بذلك بأن رئيسه هو نسخة أخرى من الخديو إسماعيل الذى أغرق مصر فى الديون من أجل مشاريع غير انتاجية.. أما عن المشاريع الانتاجية فقد كانت فى عهد الشخص الذى يهاجمونه.. ويكفى أن نلقى عليها نظر من هذا الفيديو القصير:
No comments:
Post a Comment