المقال على رابط
http://www.alwafd.org/مقالات-الرأى/158-مصطفى-عبيد/515966-حضرة-الكاذب-الكبير
حضرة الكاذب الكبير
لا قداسة ولا عصمة . كبار وليسوا كذلك . خطائون خطائون رغم أنهم أوكلوا لأنفسهم مهمة كشف الخطأ وفضح التدليس وتتبع اللامهنية . لا أقنعتهم تخدعنا ، ولا صفات الكتاب الكبار تخيفنا وتدفعنا للصمت .
كنا صغارا عندما سلمناهم عقولنا ، ومنحناهم احتراما وتقديرا يبدو أنهم لا يستحقونه . خلعنا عليهم الالقاب والنعوت ، ورفعناهم فوق رءووسنا أعلاما وقامات تصورناها دعاة حق وأصحاب مواقف .
عن الكاتب الكبير الذى يطل علينا كل يوم بأكاذيب وترهات يعلم أى صحفى مبتدى كذبها واختلاقها . ذلك الذى فتح نافذة لايران الخومينية على مصر ، ثم اعتبر حركة طالبان ــ تصوروا طالبان بجهلها وتطرفها ووحشيتها ــ جند الله .
كان يقودنا فى الماضى دفاعا عن الاخوان المسلمين وكنا نظن ــ سذاجة ــ أن ذلك من منطلق انسانى حقوقى يلتزم برفض الظلم ومقاومة القمع ، وفيما بعد اخبرنى أحد قادة الجماعة اللاسياسية اللااسلامية أن والد الكاتب كان كادرا أساسيا وفاعلا فى تلك الجماعة .
ورث القلم أباه ، وسدد دينه مقالات وكتب ودراسات تبشر بالحل الاسلامى والدولة الاسلامية والحكم الاسلامى .
يصر الكاتب المتلحف برداء الأصول والدستور والقانون والنظام أن يعتبر ما جرى فى 30 يونيو انقلابا عسكريا جرى بدعم شعبى . لو أراد الرجل وصفا أكثر دقة لاعتبر ما جرى انتفاضة شعبية دفعت الجيش للتدخل ، بنفس توصيف ما حدث فى 25 يناير . لو كان خلع مرسى انقلابا ، لصار بالضرورة خلع مبارك كذلك ، لكن تتغير التوصيفات وتتبدل المعادلات من معركة لأخرى ومن موقف لموقف .
أفرد الرجل مساحة واسعة ليشكك فى خروج الملايين يوم 30 يونيو مكررا نفس حديث الفلول فى 25 يناير أن نطاق ميدان التحرير لا يستوعب أكثر من 400 الف شخص . وكأنه لم يخرج الناس الا فى ميدان التحرير . لا فى الاتحادية ولا فى القائد ابراهيم ولا فى مصطفى محمود ولا فى العباسية ولا فى ميادين كافة المدن المصرية . ما رأه العالم لمصريين محتشدين فى كافة الشوارع والميادين غير مسبوق فى العالم ، ومجرد التشكيك فى انتفاضة المصريين وحجمها هو استهانة بعقول عامة الناس .
ثم يكتب الرجل محذرا من دعوات المصالحة لأنها فى تصوره مجرد فرقعة اعلامية، فالاخوان ــ فى رأيه ــ يتعرضون لتشويه يومى ودعوات الغاء واقصاء مقترنة بسيل من الاتهامات ، وغاب عن الرجل أو أراد هو أن يغيب أن الاخوان هم الأكثر تشويها لأنفسهم وللتيار الاسلامى كله بدعواتهم العلنية إلى العنف ، وتهديداتهم بالفوضى ، وتعهداتهم باللاستقرار .
حكى لى الصديق الشاعر الجميل عماد أبو صالح يوما كيف كان يعتدل فى جلسته وهو صغير عندما يطل أحد هؤلاء " الكتاب الكبار " على الشاشة . كان يتصورهم قديسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون . لكن فيما بعد عرف كم هم كاذبون وموجهون ومدلسون . وبعد أن داست قدماه بلاط صاحبة الجلالة أدرك الحقيقة كاملة .
لا كبير ولا عظيم سوى هؤلاء الناس الغلابة . الشعب هو الكاتب الأعظم ، والمحلل الأصدق ، والمناضل الأروع . والله أعلم .
مصطفى عبيد
No comments:
Post a Comment