اتحاد الكتاب اللبنانيين: التطرف الارهابي يقتل الفكر قبل الجسد ويقضي على الابداع قبل الاتيان على صاحبه
عقدت الهيئة الادارية لاتحاد الكتاب اللبنانيين اجتماعها الدوري برئاسة الامين العام للاتحاد الدكتور وجيه فانوس ناقشت فيه قضايا ادارية وخطوات مستقبلية، وتوقفت عند ظاهرة التطرف الارهابي الآخذة في الانتشار والتوسع. ورأت في ذلك ظاهرة غريبة عن قيم المجتمع العربي وعاداته وتقاليده، فالمجتمع العربي تميز على مدى التاريخ بالعيش المشترك بين جميع ابنائه الى اي بلد انتموا واي دين اعتنقوا، وكانوا ابدا يدا يواحدة ضد المستعمر والمحتل والغازي. وقد جاء في بيان صادر عن الاتحاد بعد الاجتماع:
ان التطرف الارهابي تحت اي مسمى كان، هو دخيل على ثقافتنا العربية الحضارية، ولم تعرفه المنطقة العربية الا بعد قيام الحلف الاطلسي بتدمير الكيانات العربية بذريعة تغيير الانظمة. وهو موجه ضد الانسان العربي تماما كما كانت الحال بين المستعمرين القادمين الى اميركا وبين سكانها الاصليين. فليس عابرا ان تقوم القوى الاستعمارية بتدمير الجيوش العربية واحدا تلو الآخر ثم تدعي القيام بتحالفات دولية لمحاربة الارهاب والتطرف في المنطقة، وليس عابرا ان يوجه التطرف الى المسلمين والمسيحيين في المنطقة وتقوم علاقات الود والدعم المتبادل بين القوى المتطرفة وحكومة الكيان الغاصب ثم يعمد البعض الى مهاجمة افراد في اوروبا ينتمون الى الطائفة اليهودية ليخرج بعدها رئيس وزراء الكيان الغاصب ووزير خارجيته بدعوة اليهود الاوروبيين الى الهجرة الى هذا الكيان بعد الهجرة المعاكسة منه وبعد بروز التغيير الديمغرافي لصالح الشعب الفلسطيني خلال السنوات القليلة القادمة.
ان التطرف الارهابي لايستهدف تغييرا سياسيا ولا هو يسعى الى تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي تنشدهما شعوب المنطقة دائما وابدا، انما هو استهداف مباشر للقيم الحضارية الانسانية وتدمير للثقافة العربية، لذلك فان على كل كاتب ومثقف ومفكر التصدي له بكل مايملك من قوة وارادة وعزم. وعلى هؤلاء واجب كشف دعاة الاستعانة بالتحالفات الدولية لمواجهة المتطرفين اذ كيف يمكن لمن اسس ودعم التطرف ولا يزال ان يحاربه؟. كيف يمكن لمن فتح الحدود لاستقدام المتطرفين من جميع انحاء العالم ان يحاربهم؟ وكيف يمكن لمن يمدهم بالعتاد والسلاح من المرافئ المفتوحة والاجواء المستباحة ان يحاربهم؟. ان المواجهة هي مسؤولية ابناء هذا المجتمع وهي مواجهة فكرية ثقافية حضارية اضافة الى كونها مواجهة عسكرية .
ان اتحاد الكتاب اللبنانيين يناشد جميع الكتاب والادباء والمفكرين والباحثين والمحللين ان يقوموا بدورهم في هذه الظروف المريرة فكل واحد منهم له دور اساس في عملية المواجهة لان التطرف انما يقتل الفكر قبل الجسد ويقضي على الابداع قبل الاتيان على صاحبه. ان الشعارات البراقة لم تعد قادرة على اخفاء النوايا الحقيقية للمستعمرين والصهاينة والمتطرفين الارهابيين، فكلهم وجه واحد لعملة واحدة. ولا يسع اتحاد الكتّاب الا ان يتقدم من الشعب العربي اينما كان بأحر التعازي بضحايا الارهاب المتطرف الذين يسقطون كل يوم في اكثر من منطقة عربية، ويدعو الجميع الى التكاتف والتوحد.
بيروت في 20/ 2/ 2015 اتحاد الكتاب اللبنانيين
امانة الاعلام
No comments:
Post a Comment