المؤتمر الشعبي اللبناني
مكتب الإعلام المركزي
محاضرة للمركز الوطني للدراسات في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية
كمال شاتيلا: القومية العربية حققت الإنتصارات والتنمية والتحرر.. بينما لم تنتج العصبيات القطرية إلا الهزائم والإقتتال والتقسيم والتخلف وعودة قواعد الإستعمار
المتطرفون يعيشون في قاع الجاهلية والتخلف ويعادون التاريخ والمستقبل والإسلام.. ولا يمكن مواجهتم بتحالف دولي هو سبب وجودهم بل بتحالف عربي
أكد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا أن المشروع الوحدوي العربي حقق الإنتصارات والتنمية والتحرر من الإستعمار، بينما لم تنتج العصبيات القطرية إلا الهزائم والإقتتال والتقسيم والتخلف وعودة قواعد الإستعمار، مشدداً على أن المتطرفين يعيشون في قاع الجاهلية والتخلف ويعادون التاريخ والمستقبل والإسلام، ولا يمكن مواجهتم بتحالف دولي هو سبب وجودهم بل بتحالف عربي.
فقد نظم المركز الوطني للدراسات، في دار الندوة- الحمراء- بيروت، محاضرة لرئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا لمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لقيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية، بحضور حشد كبير من الشخصيات، وأدارها مدير المركز الوطني للدراسات عدنان برجي.
شاتيلا
الأخ كمال شاتيلا قال: إن مثقفي المارينز الجدد يستغربون كيف نحتفل بالوحدة فيما الوطن العربي يشهد ما يشهد من حركات انفصالية وتحرك مذهبي وتعصب طائفي وانقسام وصراعات قطرية وإقتتال داخل الوطن الواحد وفوضى مسلحة، وهذا تشخيص صحيح للواقع الحالي، لكن الأسئلة الأهم التي لا يجيب عنها مثقفو المارينز ولا التلفزيونات متعددة الجنسية وأغلبها أميركي الهوى والإتجاه: من المسؤول عن هذه الحالة؟ من يتحمل مسؤولية التصدع في الكيان العربي العام؟ هل الوحدة هي المسؤولة أم العصبية القطرية؟
وأضاف: حينما تقام الحواجز والسدود ليس بيننا وبين الاستعمار بل بين قطر عربي وآخر، وتسود القطرية وتتغذى الناس بالولاء المطلق لكيان قطري عصبي يعادي قطراً عصبياً آخر، حينما يسود هذا المنطق العصبوي القطري مكان القومية العربية والوحدة العربية، تكون النتائج وفق ما نشاهد اليوم.. أما في عزّ الحركة القومية العربية في الخمسينيات وأواسط الستينيات، فقد اقتلعنا الاستعمار الاوروبي، وبنينا صناعة ثقيلة في مصر، وأنهينا عصر التبعية، وانتفضت فلسطين، وقامت الثورات من الجزائر الى العراق وعدن، أمة عربية واحدة تتحرك تحت راية القومية العربية فتلاشت العصبيات الطائفية والمذهبية والعرقية وكانت الاكثرية الساحقة من الشعب ضمن الخط الوحدوي العربي وأقلية الاقلية مع الانفصال.. وعندما عادت العصبية القطرية عند معظم الأنظمة بعد الإنفصال، سببت لنا نكسة هائلة عام 67، لكننا نهضنا من جديد في حرب الإستزاف وفي حرب تشرين. فكانت حرب 67 إفلاساً للعصبية القطرية حيث خسرنا المعركة لأن كل قطر كان لوحده مستفرداً صهيونياً واستعمارياً، وحينما تجمعنا من جديد تحت راية القومية العربية في حرب تشرين انتصرنا مجدداً.
وتابع شاتيلا: اذا كانت القومية العربية قد طردت الاستعمار القديم من المنطقة العربية، فإن العصبية القطرية استدعت علناً الاستعمار الجديد وقواعده وطالبته بأن يحافظ على بلداننا!.. بالمنطق القومي العربي تحررنا وبمنطق العصبية القطرية أصبحنا تابعين حيث تتنافس الانظمة القطرية على التبعية وتناسي إحتلال اسرائيل لفلسطين، وأصبحنا أتباع الاقتصاد العالمي وشروط البنك الدولي التي دمرت الاقتصادات العربية واقتصادات العالم الثالث، ولم نحقق أي تنمية مستدامة ولا توفير حياة حرة للمواطنين ولا حماية أوطاننا، بل عجز يولد عجزاً حتى وصل بنا الأمر الى ما نحن عليه اليوم من حروب عربية عربية وحروب أهلية طائفية ومذهبية وعرقية، وعودة الإستعمار وقواعده، وتبعية وتقسيم وتطرف، وإنسحاب من موجبات الصراع مع العدو الصهيوني.. إن ما نشاهده اليوم في أكثر من ساحة عربية هو نتيجة الإنقلاب على المشروع النهضوي العربي والتخلي عن العروبة الحضارية الجامعة التي هي رابطة إنتماء لأمة وليس إنتساب لحزب أو نظام.. لذلك من حقنا ومن واجبنا أن نحتفل بذكرى الوحدة وبعيد الوحدة وبالقومية العربية التي انتجت الإنتصارات.
وإستعاد شاتيلا الظروف والعوامل التي أدت إلى قيام الجهورية العربية المتحدة، وقال: لقد جن جنون المستعمرين من قيام هذه الوحدة وبدأوا نسج كل المؤامرات لإسقاطها وضرب رمزها القائد جمال عبد الناصر لأنهم رأوا فيه خطراً أكيداً على مصالحهم ومشاريعهم، خاصة وأن مفاعيل الوحدة وقبلها إنتصار السويس شكلت زلزالاً على مستوى الأمة والعالم الثالث، فعملوا على مواجهة القومية العربية بشكل غير مباشرة أي تقسيم العرب وإحداث صراعات في ما بينهم.. وعندما وقع الإنفصال المشؤوم كانت نتيجته عصبيات قطرية أدت إلى نكسة عام 1967، فتحرك عبد الناصر مجدداً لإعادة بناء التضامن العربي الذي أدى إلى إنتصار حرب تشرين لاحقاً وقبلها حرب الإستزاف التي أرهقت العدو الصهيوني طيلة ثلاث سنوات.
ورداً على المتحدث في شريط فيديو جريمة إعدام العمال المصريين والذي قال: "نحن الآن نقتل الصليبيين"! قال شاتيلا: إن هؤلاء يعيشون في قاع الجاهلية والتخلف فلا يعلمون أن قائد ميمنة جيش صلاح الدين الأيوبي ضد الأفرنجة كان القائد المسيحي عيسى بن العوام، وإن الإستشهادي ضد المدمرة الفرنسية جان دارك خلال العدوان الثلاثي كان الضابط المسيحي السوري جول جمال، وأن قائد إقتحام خط برليف عام 1973 كان الضابط المسحي المصري اللواء فؤاد عزيز غالي.. ولا يفرق هذا المتطرف الشرير بين الأفرنجي الغازي وبين المسيحي الموجود على أرضنا قبل الاسلام ويعيش بعد الإسلام ممزوجاً بالارض العربية تجمعه مع المسلم قيم إيمانية حضارية واحدة وأرض واحدة وآمال واحدة ومصالح واحدة وعيش واحد وتاريخ واحد وجغرافيا واحدة.. هؤلاء الاشرار لا يعادون المستقبل فقط بل ويعادون التاريخ والأديان كلها.. مؤكداً أن جرائم المتطرفين لا تمت إلى الإسلام بصلة، بل هي استنساخ لهمجية الأميركان ضد الهنود الحمر وضد شعوب العراق وليبيا والصومال وإفغانستان وجرائم الصهاينة في فلسطين ولبنان ومصر وسورية، ومشدداً على أن التصدي لهؤلاء المتطرفين يكون بتحالف عربي وليس بتحالف دولي هو السبب في وجود وتعزيز قدرات هؤلاء الإرهابيين.
ورأى شاتيلا أن أمام الأمة، وعلى الرغم من اللوحة السوداء، أمل جديد بعودة الحيوية للمشروع النهضوي العربي وبخاصة بعد ثورة يونيو عام 2013 وسعي مصر لإستعادة دورها القومي، فضلاً عن تصاعد المقاومات العربية في لبنان وفلسطين والعراق وتنامي المعارضات الواسعة لمشروع الأوسط الكبير، مشدداً على أن المشروع الوحدوي المتجدد يجب أن يستند إلى تكامل الوطنيات بلا أي إندماج أو حزب واحد أو وحدة قسرية، وتطوير دور الجامعة العربية بإتجاه فيدرالي، وإطلاق الحريات العامة وحقوق الإنسان وتحقيق الإصلاحات التي يتطلع إليها الشعب العربي كل في بلده.
أبرز الحضور
تقدم الحضور: الرئيس حسين الحسيني، الشيخ صلاح الدين فخري ممثلاً مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي معن بشور، أمين عام المؤتمر القومي الإسلامي منير شفيق، الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي الدكتور خير الدين حسيب، أمين الهيئة القيادية لحركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس وفد، رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي الحاج عمر غندور، محمد خواجة ممثلاً حركة أمل، النائب السابق عدنان طرابلسي والدكتور بدر الطبش عن جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، خليل الخليل وإبراهيم يونس عن التنظيم الشعبي الناصري، ممثلون عن حزب الله وحركة فتح والجبهة الشعبية- القيادة العامة وجبهة التحرير العربية، النقابي محمد قاسم، رئيس حركة الكوادر والمثقفين المحامي علي فصاعي، الحاج نبيل البابا عن تجمع صيدا الوطني، وفد من الشباب العربي المشارك في الندوة الشبابية التي ينظمها المنتدى القومي العربي في لبنان، عضو نقابة المحامين سابقا المحامي علي حمادة، الدكتور وليد الخطيب، الدكتور كمال الطويل، السيدة غادة اليافي، المحامية وفيقة منصور، وفد من لجنة مؤتمر بيروت والساحل، وحشد من المحامين والأطباء والأساتذة وممثلي هيئات وجمعيات وروابط بيروتية.
------------------------- بيروت في 20/2/2015
Email: info@al-mawkef.com – info@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01
No comments:
Post a Comment