Monday, 6 July 2015

{الفكر القومي العربي} أحفاد المغول ومخططات الأعداء لن يوقفوا إنطلاقة مصر ونهوضها - عدنان برجي




أحفاد المغول ومخططات الأعداء لن يوقفوا إنطلاقة مصر ونهوضها
عدنان برجي
مدير المركز الوطني للدراسات
عشية الذكرى الثانية لثورة يونيه التي اتاحت لمصر ان تمتلك قرارها المستقل وان تعود تدريجيا لتلعب دورها العربي والإفريقي والإسلامي والدولي، وعلى مسافة اسابيع من افتتاح قناة السويس الثانية بما تعني من نمو اقتصادي مرتقب وتنمية اقتصادية تحتاجها مصر، وفي يوم ذكرى حرب رمضان المجيدة، وبعد اغتيال النائب العام في القاهرة، ومن على مقربة مع فلسطين المحتلة من الصهاينة حاول التطرف التكفيري توجيه ضربة لجيش مصر الباسل ولأمن المواطن المصري في القاهرة باغتيال النائب العام، فكان رد الجيش المصري والقيادة المصرية حازما وسريعا، حيث لقّن المتطرفين درسا قاسياً، واظهر للعالم اجمع ان الارهاب قد ينفذ من ثغرات لكنه لا يستطيع قلب موازين وتغيير معادلات.
ان الشعب المصري الذي انتفض  في 25 يناير 2011 ضد نظام التبعية والاستغلال والاستبداد الذي فُرض على مصر منذ معاهدة كامب دايفيد، واجه محاولات الاختراق الاجنبي لثورة يناير بكل قواه وأعاد الإشراقة لوجه الثورة واهدافها في الحرية والكرامة والاستقلال، وهو لا شك قادر على مواجهة الارهاب والتطرف أياً كان داعموه وأياً كان القائمون به.
ان بعض محبّي مصر يستعجلون عودتها الى زمن القائد الخالد جمال عبد الناصر، وهم لا شك محقون في اندفاعهم لأن بدون عودة مصر الى دورها القيادي تبقى الأمة في حالة ضياع، لكن عليهم الحكم بموضوعية، فالارث السلبي كبير جدا وعلى كل الاصعدة، والتحديات جسيمة ومصادرها متنوعة، والأعداء كثر بعضهم ظاهر وبعضهم الآخر ملتبس.
ان اهم انجاز لثورة يونيو هو تجديد الاستقلال الوطني وحرية القرار، واتجاه القيادة لاستعادة الدور المصري العربي. وقد تجلى ذلك في انفتاحها عالمياً وتنويع مصادر السلاح، وتفكيك قيود التبعية للامريكيين، وتجاوز  كامب دايفيد بوصول الجيش الى عمق سيناء لمواجهة الارهاب، وبالتسليح من روسيا والصين وفرنسا، ثم بالاتجاه لإحياء التضامن العربي ومعاهدة الدفاع المشترك وإنشاء القوة العربية المشتركة، اضافة الى اقامة مشاريع كبرى مثل قناة السويس الجديدة، واستصلاح مليون فدان، وإعادة إحياء المصانع المجمدة، وإصلاح الادارة والعناية بالصحة والتعليم وتنشيط الاقتصاد وزيادة الاستثمارات، والمساهمة بقيام تحالف عربي لوقف الانهيار في منظومة الامن القومي العربي.
لكن علينا ان ندرك انه كلما تقدمت مصر الى الامام ازداد التآمر عليها لإجهاض توجهاتها ودورها القومي المتقدم. وعلينا ان نتوقع ان اصحاب مشروع الاوسط الكبير يزيدون من ضرباتهم الاستنزافية ضد الشعب والجيش والشرطة في محاولة يائسة بائسة لمنع صعود الدور المصري. غير أن الشعب الذي اسقط رئيسين في سنة واحدة، ودافع عن حقوقه وثورته، قادر بقيادته الوطنية الشجاعة على ضرب قوى الارهاب ومن يقف وراءها من عناصر اقليمية واجنبية. فمصر الثورة بقوتها القومية وبوحدتها الوطنية الصلبة قادرة على الانتصار مهما كان حجم التآمر الاطلسي وغير الاطلسي.
لقد وصف رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا بعد لقائه سفير مصر في لبنان محمد بدر الدين زايد معزيا ومستنكرا: "أصحاب الثورة المضادة على الإسلام بالمغول فهم ارتكبوا في شهر رمضان المبارك من الجرائم المروعة ما لم يرتكبه الصهاينة الذين يشجعونهم على أفعال تقسيمية لبلدان الأمة. فلقد فجروا مساجد في السعودية وفي صنعاء ثم في الكويت ثم قتلوا الناس عشوائياً في سوسة بتونس، وفجروا اسواق في العراق، وذبحوا أناس في سورية، وكل هذه الجرائم ارتكبت ضد مدنيين أبرياء. ولأن الشيطان بالمفهوم الاسلامي مكبّل في شهر رمضان، فقد تجسّد الشيطان بهذه المجموعة التي تخلت عن انسانيتها وعادت حالة وحشية".
ولعل ما يجب التنبّه له الا يستعين احد بقوى استعمارية لمواجهة التطرف فمثل ذلك كالذي يستعين بالزيت لإطفاء النار، فالمستعمرين هم وراء الحفنة المارقة من المتطرفين. ان العرب وحدهم قادرون على وضع حد لهذا التوحش الذي يضرب الامة، وها هو الزعيم الروسي فلاديمير بوتين ينصح بالتضامن العربي لمواجهة الارهاب، وبغير هذا التضامن تطول الازمة وتتشعب ويدفع العرب اثمانا غالية من دماء الشعب العربي ومن قدراته الاقتصادية ومن الدور المنوط بهم اقليميا وعربيا.
ان على الجامعة العربية ان تتحرك ضد كل داعمي الارهاب سواء كانوا اقليميين او دوليين، ومطلوب من تونس والجزائر ان تتعاون مع مصر لحل المشكلة الليبية ووقف التعامل مع الامم المتحدة التي تعمل على مشاركة المتطرفين في الحل. ان بعض الحكومات لا زال لها خطوط مع متطرفين في ليبيا، وهناك ادارات عربية لا زالت تساعد قوى الارهاب لأغراض اقليمية، فكيف يمكن التصدي لهذه المعركة ضد الارهاب وبعض العرب يشجعهم ويساندهم؟
واذا كانت هناك مشكلات بين العرب وقوى اقليمية فليبقى هذا الخلاف سياسياً دون استخدام العصبيات المذهبية لانها ترتد سلباً على الجميع.
اننا نحتاج الى قرار اسلامي عالمي بإغلاق جميع الفضائيات التي تحرض على التكفير والارهاب، ونحتاج إلى إحياء ثقافة الوحدة الاسلامية وإحياء منطق الوطنية الشاملة والثقافة العروبية الحضارية التي تجمع كل العرب بدون تمييز، فهذا هو البرنامج الانجع لمحاربة الارهاب.
بيروت في 6/7/2015
 



No comments:

Post a Comment