لجنة الإصلاح البلدي في "مؤتمر بيروت والساحل" تدعو الى الإمتناع عن المشاركة في إنتخابات بلدية بيروت وتناشد المرشحين سحب ترشيحاتهم
دعت لجنة الإصلاح البلدي في "مؤتمر بيروت والساحل" أهالي بيروت للإمتناع عن المشاركة في الإنتخابات البلدية، وناشدت المرشحين سحب ترشيحاتهم رفضاً لدور شهود الزور.
وقال بيان صادر عن لجنة الاصلاح البلدي في "مؤتمر بيروت والساحل": إن للانتخابات أصولاً وقواعد، منها فترة الثلاثة شهور التي تسبق إجراءها، والنزاهة وحرية الاختيار، وتحرير الناخب من التسلط والرشوة الانتخابية، وحياد كل أجهزة السلطة المعنية، ومساواة حق المرشحين في الاعلام الرسمي والخاص لطرح برامجهم.
1- إن كل هذه الشروط الموضوعية غير متوافرة في انتخابات بلدية بيروت، بل هي إجراء مظهري ديمقراطي مشوّه، يستهدف التمديد لبلديات متعاقبة لحزب واحد إحتكر قرار الطائفة السنية بقرار دولي إقليمي، ويحاول اليوم إنعاش حالة الضعف التي تنتابه.
2- إنها إنتخابات تجري باشراف وزارتي الداخلية والعدلية التابعتين للحزب الواحد مع أجهزة السلطة المعنية.
3- إنهم يريدونها انتخابات حامية كالعادة لمخالفات شركة سوليدير، فعلى امتداد عقود لم تنفذ البلديات السابقة مشروعاً إنمائياً نافعاً للناس، بل فساد ومخالفات ومصائب في الكهرباء والماء والخدمات والحدائق والارصفة والسير وغياب الرقابة على المستشفيات والمدارس والافران والمواد الغذائية والاسعار، ومع هذا الفشل المريع يريدون التجديد للمجلس البلدي بتعديلات طفيفة في الشكل لتستمر المصائب في بلدية بيروت واهمال حقوق أهلها وسكانها، في إحتكار لقرار بيروت وإحتقار لأهل بيروت.
لقد سبق أن زوروا الانتخابات عدة مرات وتحديداً خلال عهد الوصاية (إسقاط سمير كنيعو عام 1998 بشهادة وزيرين سابقين)، وهم يعبّرون عن حالة إقطاعية مدمّرة للطبقة الوسطى وأهل الحرمان، ولا يعبرون أبداً عن أغلبية أهل بيروت، فتحالفوا مع "الجبهة اللبنانية" لتعويض النقص الهائل في أصوات بيروت الممتنعة عن المشاركة في تغطية هذه المهزلة.
لقد تشكلت لجنة الاصلاح البلدي في "مؤتمر بيروت والساحل" من شخصيات وطنية بيروتية، وناقشت الانتخابات من كل جوانبها، ولاحظت أن عشرات الشخصيات الوطنية من ذوي الكفاءة والناشطين في العمل الاجتماعي أو النقابي يمتنعون عن المشاركة في الانتخابات، للأسباب الواردة أعلاه، فلا ثقة بالسلطة، ولا رغبة في منح المشروعية لهذه الانتخابات المعلّبة، حيث يتلقى رئيس البلدية المعيّن من الحزب الواحد التهاني قبل اجراء الانتخابات!
ولقد لاحظت اللجنة أن الغالبية الساحقة من اهالي بيروت لا يبالون بالإنتخابات، ويتنادون للمقاطعة، ويعتبرون ما يجري مهزلة وتزوير إرادة واستمراراً لطمس هوية بيروت وطبيعتها وخصائصها ودورها.
لذلك كله، وبعد المشاورات مع أهل الرأي في بيروت، قررت لجنة الاصلاح البلدي في مؤتمر بيروت والساحل الآتي:
1 – وضع برنامج عمل لبلدية بيروت، والنضال من أجل تحقيقه بصرف النظر عن الانتخابات، ليكون دليل عمل لحراك شعبي ديمقراطي متواصل من اجل تحقيقه.
2 – إستجابة لارادة أهل بيروت، ندعو الى الامتناع عن المشاركة ترشيحاً وانتخاباً، رفضاً لدور شهود الزور، ونناشد المرشحين الحاليين الأحرار سحب ترشيحاتهم، علماً أن الحزب الواحد يحاول أن يعطي لنفسه مشروعية ديمقراطية حين أوعز لبعض المرشحين أن يستمروا في الإنتخابات ويشكلوا لوائح حتى يبدو أن الحزب الفئوي ربح المعركة ضد المعارضة.
ان سحب الشرعية الشعبية البيروتية عن لائحة الحزب الواحد بالامتناع عن المشاركة هو وقفة احتجاج وشجاعة موقف وحرية قرار.
ان بيروت عاصمة الصمود العربي ومرتكز الحضارة والثقافة اللبنانية العربية العريقة، بيروت الحرة الأبية التي لم تخضع لمحتل أجنبي وقاومت كل أشكال الهيمنة عليها أو تغيير هويتها، بيروت مدينة الايمان والوطنية والعروبة الحضارية، بيروت قاعدة العيش المشترك والحريات والانفتاح التي رفضت وترفض العصبيات الطائفية والمذهبية، والتي تشكل الحاضنة الاولى للوحدة الوطنية ضد كل انواع التطرف والتبعية الاجنبية، بيروت هذه لم ولن يحتكر قرارها حزب أو فئة خارج طبيعتها وهويتها ودورها.
وسوف يتابع أحرار بيروت مع تيار الايمان والعروبة، تيار الوطنيين العروبيين المستقلين والقوى الفاعلة في المؤسسات الأهلية والعائلات الاصيلة والعلماء الشرفاء، نضالهم الديمقراطي لاستعادة الحقوق المغتصبة من معظم أطراف الطبقة السياسية، ومن أجل تطبيق كامل دستور الطائف الذي يعيد الاعتبار للرأي العام ويحقق أهداف كل اللبنانيين بوطن سيد عربي مستقل، وفق نظام وطني ديمقراطي يحمي وحدة لبنان وعروبته واستقلاله.
----------------------------- بيروت في 27/4/2016
No comments:
Post a Comment