Wednesday, 25 January 2012

{الفكر القومي العربي}

الفجر العربي القادم ستستهله سورية بنصرها الكبير
بقلم : حسين الربيعي
 
عام 1979 حدثت انتفاضة كبرى في الجزيرة العربية ضد حكم أل سعود ، فشلت الأجهزة البوليسية والعسكرية التابعة لآل سعود من التغلب عليها ، إذ أن رجال الحرس الوطني ، ورجال الجيش ليسوا إلا أبناء الشعب ، كما يرى ذلك (سعد التائه) في كتابه مصر بين عهدين ، فما كان من النظام السعودي إلا اللجوء إلى اقرب حلفائه وهي الولايات المتحدة الأمريكية ، إذ طلب على وجه السرعة إرسال قوات خاصة من الكوماندوس الأمريكي ... قالت وكالة تاس عن ذلك آنذاك :
( تم نقل أفراد هذه القوات الخاصة المحمولة جوا إلى قاعدة الظهران في ـ المملكة العربية السعودية ـ على متن عدة طائرات نقل تابعة للسلاح الجوي الأمريكي ، وكان أفراد المجموعة يرتدون زيا مدنيا ، وأحيطوا بتكتم وعناية ، حيث قدموا على أنهم مدنيون تابعون لشركة أرامكو . )
هذا جزء من الديون والأفضال الكبيرة والكثيرة برقبة أسرة ال سعود لأسيادها في الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي ما فتأت تحمي أفراد هذه الأسرة وهم يمارسون الشذوذ والفاحشة على أسرة الحرام التي يديرون من فوقها شؤون البلاد والعباد ، ويرسمون ويمولون المؤامرات تلو المؤامرات على الأمة العربية والأسلامية اللتين ينتمون إليهما زورا وبهتانا ، فلقد أن الأوان لتسديد هذا الدين ورد الفضل لأصحابه الذين يخوضون طلائع سكرات الموت إثر هزيمتهم النكراء على يد المقاومة العراقية الباسلة ، أن الاوان لـ ( قصور الرجعية العربية ) لمواجهة الشعوب العربية والأنظمة الوطنية المقاومة والممانعة ، بعد أن تبين يوما بعد يوم أن مشاهد النصر المزيفة في عناية معاقبة دول الحراك العربي ليست إلا مشاهد سمجة للكاميرة الخفية ، وما تحرير مدينة بني الوليد يوم أمس على يد المقاومة الليبية إلا تأكيدا لذلك .
وحيث أن محمية قطر أل (موزة) لم تتمكن حتى بالدعم التركي المعثمن والمعفن في (جرار) الماسونية الدولية ، ولابمساعدة مجاميع (14) آذار من شهود الزور في محكمة الحريري الجنائية في لبنان ، ولابمساعدة المخابرات الأردنية ولا من يقف ويدرب ويمول المخابرات الأردنية من أبناء عمومة النظام (الهاشمي) من ابناء سام العبرانيين ، ولاحتى من بقايا الإرهاب والطائفية والقوات القذرة والمسلحين من عملاء الأحتلال وحلفائه في العراق ... ولاحتى تحت سقف (المعارضة الوطنية) في سورية التي لم تعد وطنية وغير ذلك ... فإن المحمية بكل تلك المساعدات والأرشادات والمؤازرات والتخطيطات التي تعدها أوسع وأخطر المؤسسات والمعاهد الأستراتيجية الصهيونية والأمريكية أن تزعزع شعرة واحدة من شعرات مواطن سوري يؤمن بقدر سورية في أستنهاض الأمة بمفهوم المقاومة ولا على ثقته من أن سورية القلب النابض لهذه الأمة والقلعة التي تحمي مقاوماتها . 
وقد سبق أن أعد ودبر في ليل برامج متعددة لإسقاط قلعة الأمة العربية الأخيرة ، وكان من بين ما دبر ، لجنة المراقبيين العرب ، والتي راودتنا شكوك ومخاوف من ان تتحول إلى لجان تفتيش جديدة تقدم مبررات التدخل والغزو الخارجي ، ولكن النظام السوري بالقدر الذي كان واثقا من نفسه ، وافق على أستقبال لجنة المراقبيين العرب ، وقدم لهم النظام السوري كل المساعدات لإنجاح مهمتم ، وتعاون بالقدر الذي ورد اعتراف على ذلك في التقرير الذي قدمه الفريق محمد الدابي رئيس لجنة المراقبين العرب ، وتضمن ايضا معطيات إيجابية متعددة . إن التقرير أثبت بما لايقبل الشك وجود مؤامرة خارجية ينفذها مسلحون يستخدمون العنف ضد الأجهزة الحكومية والمدنيين .. بأسلحة وأموال تدفع لهم من الخارج ، بل أن اللجنة أقرت بوجود تقدم في عملية الإصلاح التي ينفذها النظام .
إن التقريرلم ينل رضا منفذي المؤامرة من الدول الرجعية وعلى رأسهم دول الخليج بقيادة محمية قطر ، كما تقدمت السعودية بسحب مراقبيها من لجنة المراقبين ، في تبادل واضح للأدوار ، ثم صدر قرار (الجائفة العربية) على مستوى القرارات التي تستقدم الأحتلال وتفتح الابواب للتدخلات الخارجية ، وفقا للأهواء الصهيونية . إن المتتبع لإجتماع الجامعة العربية وصدور قرارها إنما يستنتج ما يلي :
1 ـ إن الهدف الرئيسي للنظام العربي الرسمي إسقاط النظام السوري تحت أية حجة وبأي طريقة ، وإن كلفت سيول من دماء العرب السوريين ، وثروات المواطن العربي هنا وهناك .
2 ـ تكاد الجامعة العربية أن تتحول إلى منظمة طائفية ، ليس لغرض الدفاع عن السنة كما يحاول أن يوحي أصحاب المشروع الطائفي ، إنما لأفتعال الحروب الداخلية حماية لأمن أسرائيل وتسييدها بعد ذلك على الوطن العربي والمنطقة ، والدليل إن الجامعة العربية وربانيها من عملاء المحافل الماسونية ، أفسحو الطريق للتدخل الخارجي في ليبيا ومن ثم أحتلالها من قبل الناتو وعملائه ، لمصلحة المتطرفين المتأسلمين والتكفيرين ، في مجتمع موحد دينيا ومذهبيا .
3 ـ كان من المشكوك فيه التعويل على الأنظمة المرتبطة بهذا الشكل او ذاك بالولايات المتاحدة أو دول الهيمنة الغربية الأخرى في إتمام مسيرة مناهضة التدخل في سورية ، والوقوف في وجه محاولات تسويغ هذا التدخل من قبل الجامعة العربية ، فسرعان ما انهارت مواقفها السابقة تحت حجج الضغوط .
ومع كل هذا ، فإن الجولة الأخيرة في الجامعة العربية لمصلحة سورية النظام والشعب والقوى الرافضة للتدخل ، لأنها :
1 ـ تقرير المراقبين والحوار المبتذل لوزير خارجية السعودية وقطر ، وصدور القرار بالضد مما أوحى به التقرير ، في إجتماع وزاري كان من المفترض أن يناقش التقرير ويصدر قرارته بناءً على الحقائق التي وردت فيه ، أوضح للشعب السوري اولا ، وللامة العربية ثانيا ، وللرأي العام العالمي وجود مؤامرة تستهدف الشعب السوري ، على شاكلة ما جرى في العراق ، ولعلي أسترشد هنا بمقولة من بيان لحركة القوميين العرب حول الشأن العراقي ، تم نشره في 7 / 11 / 2006 جاء فيه ( لم تحارب دول الحلف الأمريكي وأسرائيل واعوانهما وعملائهما في المنطقة صدام حسين ، بل حاربوا مشروع العراق في إنهاض شعب العرب ومشروعه لإسترداد الأراضي العربية المستلبة وثرواته وأرض فلسطين ) .
2 ـ إن بعض أطراف المعارضة ـ الخارجية والداخلية ـ ممن يحمل هاجسا وطنيا ، بدأ بمراجعة نفسه ، في ظاهرة لصحوة قد تتمكن من إعادة البعض للصف الوطني .
3 ـ الأصدقاء الروس والصينين ، يسدون طريق القرار الأممي بأستخدام القوة أو الحضر الجوي ، والعقوبات الدولية ، بعد أن ايقن الجميع إن مشروع الهيمنة الأمبريالية الصهيونية لن يتوقف في طهران كما يتوقع البعض ... بل إن إسقاط سورية والمقاومة ومن ثم ضرب العمق الأستراتيجي لهما في طهران ، سيكون الخطوة الأولى للتحرك صوب موسكو ومحاصرة الصين.
 4 ـ المعارضة التركية تسد بما تستطيع على أردوغان شهوته الدموية للمساعدة في أجتياح سورية بشكل ظاهر أو مبطن ، ناهيك عن الصراع بين المؤسسة العسكرية التركية وسلطة حزب العدالة والحرية التركي ، مما يضع قوة الجيش في الكفة الثانية من معادلة الحكومة التركية والناتو من جهة ، والرجعية العربية من جهة ثانية .
5 ـ يمسك النظام بعناصر متعددة من القوة .
أ ـ صدق النظام في عملية الأصلاح .
ب ـ المؤازرة الشعبية للأصلاح السلمي الذي يقوده النظام على أحتمالات الفوضى والإرهاب .
ج ـ سقوط ورقة التين عن عورات المعارضة الداخلية الرافضة للحوار مع النظام تحت إدعاءات شتى ملفقة وكاذبة ، تخفي الرغبة في التدخل الخارجي ... بل ربما تخفي تابعيتها لمشروع المؤامرة ومخططيها من أعداء تأريخيين غربيين وصهاينة ، الهدف النهائي لها عودة الأستعمار من جديد للمنطقة .
د ـ مطالبة بعض الحركات السياسية من المعارضة الوطنية الأنضمام للجبهة الوطنية التقدمية
للتحالف المباشر مع النظام ضد هذه المؤامرة .
هـ ـ التشتت بين أطراف المعارضة المعادية ، ومحاولات الهيمنة عليها من قبل البعض على البعض الأخر .
ختاما نقول ، حينما راهنا على أنتصار سورية ضد المؤامرة ، كنا نراهن ولانزال على وعي الشعب السوري وجذوره الضاربة في الحرية والوحدة ، وسجله الحافل بمقومات النهضة ، وحكمة قياداته الوطنية ، وإذ نحلل ونستنكر قرارات الجامعة العربية ، نجدد رهاننا على نصر سورية ، بل الأفضل القول أن رهاننا قد تضاعف بالقدر الذي يتجلى لنواظرنا الفجر العربي القادم الذي سوف تستهله سورية بالنصر القادم بإذن الله وإرادة التأريخ .
 

No comments:

Post a Comment