فضائح على الهواء الطلق
صباح علي الشاهر
لغة لا تتغيّر، ومصطلحات ومفردات تتكرر .. تعتيم وتغطية على أوطان وشعوب ، وإبراز مسميات تمنح صبغة ما.. نفس الإسلوب إستعملوه مع العراق، حينما كانت تدك عاصمته، كانوا يزعمون أنهم يضربون جيش صدام ، حتى أنهم لا يقولون جيش العراق، نفس الصيغة ونفس الإسلوب إستعمل مع ليبيا وجيش القذافي، ونفس الصيغة والإسلوب إستعملت مع سوريا وجيش بشار، وهاهم يضربون الجيش اليمني باسم الحوثي ..
أكان القذافي (مجوسي)، أم كان صدام (إيراني)، أم كان صديقهم وحليفهم وحبيبهم الأسد الأب والأبن (صفوي)، أم أصبح الحوثي والجيش اليمني ودكتاتورهم الأثير علي عبد الله صالح (فارسي )؟
أكان صدام يهدد عروبة العراق ، والقذافي يهدد عروبة ليبيا ، والأسد يهدد عروبة سوريا ، وأولئك الذين حولوا العرب داخل دولهم إلى أقليات ما دون العشره بالمائة هم سدنة العروبة وحماتها ، وهم لا يحترمون حتى لغة العرب ، بحيث لا يستطيع أكبر رأس بصل منهم قراءة سطر واحد مكتوب باللغة العربية وبالبونط العريض؟
من هو العربي، أنتم أبناء الإنكليزية والحبشية واليهودية والبلوشية والتركية والشركسية والهندية أم قبائل اليمن ؟
هل يحتاج الحوثي إلى شهادة ولادة عربية من اللقطاء ؟ وهل تحتاج اليمن إلى ترشيح وتزكية أحدكم للدخول في جنة العرب؟
عندما نستمع إلى كلام ملوككم نتساءل بأي لغة يصلي هؤلاء؟ وبأي لغة يدعون ربهم إن كانوا يصلون ويدعون ربهم فعلاً ؟ كنتم فضيحة على الهواء الطلق ، فضيحة تكشف كذبكم في إدعائكم الحرص على الإسلام الذي لا تفقهونه ، وحتى لا تتقنون قراءة سوره من سوره القصار التي يتعلمها الطفل في الصف الأول إبتدائي، وربما في الروضة .
دجالون منافقون، يدعون غير ما يضمرون، ويقودون الأمة من كارثة إلى أخرى، ومن نكبة إلى نكبة ، في طريق الهلاك الذي رسمه أعداء الأمة، وكلفتم بتنفيذه، تارة بزعم الدفاع عن الإسلام وتارة المذهب، وأخرى العروبة، في حين أنتم لا تدافعون سوى عن عروشكم المهتزة تحت أقدامكم .
يقف العالم العربي على دول محورية، بدونها لا تقوم للأمة قائمة، هذه الدول هي : مصر، العراق ، سورية، اليمن، الجزائر، وكانت قوته تعتمد على جيوشه القوية، الجيش المصري، العراقي ، السوري، الجزائري، الليبي، أنهيتم جيوشه بإستثناء الجيش المصري الذي تخططون لإنهائه عبر زجه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل ، وستكون سببا في القضاء عليه ، كما كانت سبباً في هزيمته في حرب اليمن الأولى، وحولتم دوله المحورية، سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، إلى دول فاشله، مثلما حولتم مصر إلى دولة متسوله مسلوبة الإرادة ، ثم بعد هذا تتحدثون عن الأمن القومي، وهل أبقيتم أمناً قومياً ؟
تذرعتم بذرائع لا تنطلي على الطفل، ولا زلتم تواصلون هذا المنحى، حاربتم الآخرين بحجة الديكتاتورية وانعدام الديمقراطية، وعدم مشاركة الآخرين في السلطة، وكأنكم أتيتم عن طريق الانتخابات الشفافة، وكأنكم لم تحتكروا الحكم بكل مفاصله، فرئيس وزراء أحد دولكم المجهرية رئيساً للوزراء منذ نصف قرن، لا لشيء إلا لأنه أخ الحاكم السابق، وعم الحاكم الحالي، ووزير خارجية كبرى ممالككم وزيراً للخارجية منذ أربعين عاماً ، في دولته التي توزع المناصب العليا فيها على أفراد العائلة المقدسة التي تملك الدولة كلها أرضاً وشعباً وخيرات ، دولة بلا أحزاب ولا دستور، ولا انتخابات، ولا جمعيات، دولة يتوارث الحكم فيها ملوكاً جهلة أنصاف أميين.
كيف لنظام ونظم تعيش خارج العصر، أن تكون حكماً على دول فيها أحزاب، ونقابات، ودساتير، وتجري فيها انتخابات، وفيها تتمتع المرأة بحقوق متساوية مع الرجل، وأنتم تحرمون على المرأة قيادة السيارة ؟
تدعون أن الحكم في سوريا حكماً طائفياً علوياً ، لذلك دعوتم وعملتم على إسقاطه لإنه إستبعد السنة عن الحكم ، هل إستبعد النظام السوري السنة فعلاً ، كما إستبعدتم أنتم الشيعة والإسماعيلية والزيديه من أي منصب، ولا حتى منصب شرطي؟ في سوريا رئيس الوزراء سني ، ووزير الدفاع والداخلية والخارجية وكل الوزارات السيادية سنة، أغلب السفراء، وقادة الفرق والصنوف العسكرية، والمحافظين ، من السنة ، فهل لكم أن تدلونا على شيعي واحد أو إسماعيلي واحد في دولتكم الكبيرة ، ودولكم القزمية ؟
لماذا يحدث هذا في سوريا ولا يحدث مثله عندكم ، لأن سوريا دولة مدنية ، وأنتم أسرة حاكمة تتصرف بعقيلة العشيرة ، وأؤكد أنتم أسرة حاكمة، لا دين لكم ولا مذهب، وما الوهابية سوى سلاح إستعملتموه لتوطيد حكمكم ليس إلا، ستتخلون عنه بعد إستنفاذ الغاية منه، ولا تجدون حرج لو أبدلتم حماية عروشكم بإسرائيل بدل الوهابية، وأنتم سائرون في هذا الإتجاه.
واليوم أنتم تشنون عدوانكم على اليمن الذي لم يصدر منه شيء إزاء أي منكم، فما هي حججكم وذرائعكم؟
حماية عروبة اليمن ، خزاكم الله أكثر مما أنتم فيه من خزي، أيمكن أن يصدق عاقل مثل هذا القول؟!
أيزايد أحد على عروبة اليمن واليمنين ؟
لمن لديه شك في هذا عليه الإستماع لخطاب سلمان وخطاب عبد الملك الحوثي ، وليسأل نفسه أي من اللسانين هو عربي مبين؟
نعم أنتم أغنياء واليمن فقيرة، ولكن في اليمن أحزاب، وبرلمان، ومعارضات، وصراع سياسي وحوارات بين الفرقاء، وأصطفافات متغيره باستمرار تبع المجريات التي تحدث داخل البلد، وفيها حراك سلمي، وملايين في الشوارع، أجبرت الحكام على النزول على إرادتهم، فماذا لديكم أنتم، سوى البترودولار الذي تشترون به بعض الضمائر الرخيصه المعروضة في سوق النخاسة ؟
No comments:
Post a Comment