{الفكر القومي العربي} عباس يورطنا مع أهل اليمن

عباس يورطنا مع أهل اليمن

بروفيسور عبد الستار قاسم

27/آذار/2015

أعلنت رئاسة السلطة الفلسطينية عن دعمها للهجوم الجوي الذي تقوده السعودية على اليمن، ومن غير المعروف حتى الآن لماذا فعلت ذلك، ولم توضح للشعب الفلسطيني الحكمة من وراء هذا الدعم.

بداية يجب تذكير عباس أنه ليس رئيسا، ولم يعد رئيسا منذ عام 2009، وإنما هو يحتكر رئاسة السلطة الفلسطينية بصورة غير شرعية، وخاوة مثل يفعل العديد من القادة العرب. لقد انتهت مدة رئاسته عام 2009، ونحن الآن في عام 2015، ومن المفروض أنه رحل منذ زمن بعيد. والمؤسف أن الشعب الفلسطيني قد استمرأ الاعتداء على حقوقه والاستهتار بمصالحه، ولا يتحرك دفاعا عن حقوقه.

ما هي مصلحة الشعب الفلسطيني في حشر أنفسهم في الأزمة اليمنية، علما أننا حشرنا أنفسنا في أزمات عدة في الوطن العربي ودائما خرجنا خاسرين، فهل نبحث عن خسران جديد؟ بالأمس انتقد عباس ومؤيدوه مواقف حماس بخصوص ما جرى ويجري في مصر وسوريا، فكيف له أن يبرر موقفه من اليمن الآن. لقد استعدينا أهل الأردن وأهل لبنان وأهل الكويت وأهل تونس بسبب ممارساتنا الصبيانية والهوجاء وسياساتنا الارتجالية، والآن نبحث عن استعداء جديد. علما أن الذين يدعمهم عباس هم حلفاء لإسرائيل ويقيمون معها علاقات طيبة تجاريا وسياسيا وديبلوماسيا، والذين يقف ضدهم هم الذين من الممكن أن يقدموا دعما للمقاومة الفلسطينية. أم أنه يبحث عن مال لا يجده إلا في جيوب الذين يقف معهم؟ لقد رسخنا انطباعا أمام العالم بأن شعب فلسطين لا يأكل إلا من ثدييه، يا للعار!

بالأمس تفاخر عباس أمام العالم بأن الضفة الغربية لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل إبان الحرب على غزة والتي قتل فيها  آلاف الفلسطينيين ودمرت فيها بيوتهم. فكيف به الآن يقف مع الذين يهدمون بيوت اليمنيين ويقتلون أطفالهم ونساءهم؟ هذا عيب كبير، وجريمة خطيرة يدفع الشعب الفلسطيني ثمنها.

ولأهل اليمن نقول إن عباس لا يمثل شعب فلسطين، ونحن شعب فلسطين لا نتمنى لليمن وأهلها إلا الخير. نحن لا نتدخل إلا إذا طلبتم منا وساطة تجمع فيما بينكم ولا تفرقكم. فلا تأخذوا شعب فلسطين بجريرة ما يقوله قادة غير شرعيين. ونحن على ثقة أنكم ستبقون أوفياء للقضية الفلسطينية ولشعب فلسطين.