Friday, 23 March 2012

{الفكر القومي العربي} كمال شاتيلا في رثاء البابا شنودة: كان رجلاً كبيراً منيراً في عطائه للأمة العربية

المؤتمر الشعبي اللبناني

     مكتب الإعلام المركزي

 

كمال شاتيلا في رثاء البابا شنودة: كان رجلاً كبيراً منيراً في عطائه للأمة العربية والوطنية المصرية والكنيسة المشرقية

رأى رئيس المؤتمر الشعبي البناني كمال شاتيلا أن البابا شنودة كان رجلاً كبيراً ومنيراً في عطائه من أجل الأمة والوطنية المصرية والكنيسة.

وقال شاتيلا في بيان له: لقد خسرت الأمة العربية والمسيحية المشرقية، بوفاة البابا شنودة، رجلاً كبيراً منيراً في عطائه للكنيسة المشرقية وللأمة العربية وللوطنية المصرية. فقد كان ضابطاً مقاتلاً في سلاح المشاة المصري في حرب فلسطين عام 1947، وناصر الحق الفلسطيني دائماً، وكان يزور جبهات القتال بعد النكسة عام 1967وخلال حرب أكتوبر 1973 ليعزز الحماسة في نفوس الجنود على الجبهة، ولم يرضخ لطلب الرئيس أنور السادات في الموافقة على معاهدة كامب دايفيد عام 1979، بل اعترض عليها وأصدر قراراً كنسياً عالياً بمعاقبة كل مسيحي قبطي يزور القدس الشريف تحت الاحتلال، وكان رمزاً مصرياً ضد كل أنواع التطبيع مع الصهاينة.

لقد عرف البابا شنودة القائد الراحل جمال عبد الناصر عن قرب، من خلال كونه مساعداً للبابا كيرولس السادس الذي كان صديقاً محباً لجمال عبد الناصر الذي أقسم عهداً بالحفاظ على أعلى درجات الوحدة الوطنية فلم تقع أي حوادث طائفية خلال ثمانية عشر عاماً من حكم قائد القومية العربية. وكان البابا شنودة صمّام أمان للوحدة الوطنية المصرية، ورفض دائما التدخل الأجنبي بحجة دعم الأقباط، وكان هادياً للشاردين عن منهج الكنيسة والمبادر الأول لجمع الصفوف وبخاصة في شهر رمضان المبارك، وكان المرجعية الأولى لحل الإشكالات والحوادث الطائفية التي كان يشعلها البعض القليل من هذا الطرف أو ذاك، وكان واسع الصدر غزير الثقافة مميزاً في أدبه وآدابه وتواضعه.

وحينما كنت في المنفى في مصر خلال التسعينيات، كنت أتشرف بزيارة قداسته دائما، وكان يرحب بي ويتعاطف معي في غربة المنفى القسري ويقول لي دائما : "اصبر فان الله مع الصابرين...". وبعد لقائي الأول معه، قلت لأخواني أنني لم أقابل إنساناً مثقفاً مثل البابا شنودة قداسته، فكان موسوعة علمية كاملة في التاريخ والدين والفكر والشعر، وذهلت بعمق المعرفة التي استحوذ عليها وبتجليات الذاكرة والذكاء معا لدى هذا الرجل الكبير. وروى لي عن مقابلته للرئيس جيمي كارتر وكيف شرح له وأقنعه بخطأ أسطورة شعب الله المختار عند اليهود، وكيف أن المسيحية لا تقبل ولا تتقبل هذه الأسطورة، وبأن الانتماء للمسيحية يجعله يرفض هذه الأسطورة.

إننا مع أحرار الأمة نقف خاشعين أمام غياب نور مشع من أنوار الحضارة المصرية، ولن يعوض الأمة هذا الغياب للبابا شنودة سوى التمسك بنهج العيش المشترك الذي آمن به وعمل من أجله. ان مدرسته ركزت على حماية الوحدة الوطنية، وهي سلاح العرب الأول لهزيمة مشروع شرق الأوسطي الأميركي الصهيونية، ومدرسته ركزت على العروبة الحضارية الجامعة لعناصر الأمة، وهي ما نحتاج إليه لمواجهة مشاريع التقسيم والفئوية والتي تستغل الانقسامات المذهبية والطائفية والعرقية لضرب العروبة، ومدرسته تدعو للتمسك بقوة الامة وأولها حق فلسطين الشعب والقضية، فلا تطبيع ولا رضوخ أمام العدو بل دفاع دائم عن الأرض والكرامة والحرية.

اننا نقدم خالص العزاء لكل أحرار العرب، مسلمين ومسيحيين، وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيد الأمة بواسع رحمته.

-------------------------- 23/3/2012

Email: info@al-mawkef.cominfo@kamalchatila.org بيروت – برج أبو حيدر – بناية شاهين – ط8/ص.ب: 7927/11 – هاتف: 305627 – 307287/01 فاكس: 312247/01



 
 
 
  ----------
Lebanese Public Conference
  ----------
 

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.

No comments:

Post a Comment