قذائف الحق
العار !
لم يكن يخطر ببالى عندما تكلمت عن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية فى الدفاع عن جنودها وابنائها ضد محاكمتهم امام أى قضاء أجنبى فى أحد البرامج على قناة النهار أن ذلك سيحدث فى قضية تمويل منظمات مدنية مصرية بأموال أجنبية متهم فيها 16 مواطن أجنبى منهم 14 أمريكيا ! لكنه للأسف حدث ! فقد تمت الجلسة الأولى فى غياب هؤلاء بينما قبع المصريون فى القفص !! لقد صدرت الأوامر بفتح ملف مسكوت عنه باتهامات قوية قلنا المتهم فيها برئ حتى تثبت إدانته فوجدنا الأمريكان فيها أحرارا حتى تتحرر إرادة المصريين ! لقد أظهرت هذه الواقعة قصر نفس القائمين على الحكم من المجلس الأعلى والحكومة وكلاهما تلميذ نجيب لنظام مبارك الذى استخذى أمام أمريكا وطلباتها طوال عهده ولم يقف موقفا مشرفا واحدا يعبرفيها عن الشعب المصرى فى مواجهة الفجور الأمريكى ورغباته القاطعة فى إذلال المصريين !! لقد كانت ثورة 25 يناير لمن نسى هى التعبير الحقيقى عن عودة مصر للمصريين وحرية مصر فى مواجهة العالم كله و استرداد كرامة مصر والمصريين بعد طول غياب فلن يسمح مصرى كائنا من كان مرة أخرى بعودة المندوب السامى الأمريكى كى يأمر ومصر تنفذ ! لقد كان هذا الموقف المخزى نهاية مأساوية لفترة حكم عسكرى فشل فى إدارة البلاد بشكل طبيعى ومنطقى وأجمل ما فى هذا القرار الخاطئ هو عودة حالة الغضب للشعب المصرى مرة ثانية بعد عودة سياسات المخلوع للإرتماء تحت أقدام الأمريكان لكن المصريين تغيروا ولن يعد أحد يسمح بهذا النهج الفاشل الخاضع لإرادة أجنبية مهما كانت قوتها !! وكنا نود بيان من أى جهة حكومية أو عسكرية أو قضائية تفسر لنا ماهى الضغوط التى مورست والتهديدات التى ألقيت و لماذا حدثت هذه النكسة بعد أن وصلت السيادة المصرية الى نقطة على المحك فى التعامل مع الأمريكان كنا على وشك إقرار نمط جديد من العلاقات قائم على احترام السيادة والقانون دون أى تنازلات مهينة للكرامة الوطنية !! لكن للأسف فشل المجلس الأعلى وفشلت الحكومة فى اقتناص الفرصة والواجب الآن أن تبقى جاهزية الشعب المصرى فى أعلى درجاتها للحفاظ على ثورته وأن تراجع السلطة القضائية مواقف أبنائها مع اتخاذ قرارات قوية إزاء المتلاعبين منهم بكرامة الشعب المصرى وحياد القضاء ! وأن يعلن البرلمان موقفه الحاسم من هذه الحكومة التى لا تملك قرارا يعيد للمصريين حقوقهم ولا أمنهم أما بدون ذلك فقد تكتمل المؤامرة بانتخابات رئاسية شكلية تحمى نظام مبارك من المحاكمة والقصاص وتعيد انتاجه مرة ثانية بأسماء أخرى ووجوه مختلفة وهذا مالن يسمح به المصريين بعد أن أيقظتهم واقعة تهريب المتهمين الأجانب بعيدا عن يد العدالة المصرية وفى ذلك العار كل العار لمتخذى القرار فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر حفظ الله مصر من كل سوء يحكمها أو يحيط بها اللهم أمين
دكتور محمد جمال حشمت
3 مارس 2012م
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.
No comments:
Post a Comment