الاسيرة هناء الشلبى وثورات الC-I-A!!
بقلم د . رفعت سيد أحمد
ها هى أسيرة فلسطينية مجاهدة ، تضرب مجدداً عن الطعام منذ قرابة ال 20 يوماً ، ها هى تقدم لنا درساً بليغاً فى فهم العدو الحقيقى من العدو (المُخترع) ، و" الثورات الحقيقية " من "ثورات الـ C.I.A" ، إن (هناء الشلبى) وقبلها الشيخ (خضر عدنان) ، ومعهما أكثر من 6 آلاف أسير فلسطينى بطل ؛ يؤكدون بجهادهم وفى بساطة مدهشة أن أية ثورة من الثورات الجديدة فى المنطقة ؛ لا تضع فلسطين والأسرى ، والقدس ، فى قلب مشروعها فهى ليست ثورة نظيفة ، إنها ثورة ملوثة ، حتى لو كان يقودها إسلاميون ، بل وبالأخص حين يقودها من يدعى (الإسلامية) ، فالإسلام الحقيقى والصحيح يتناقض مع مصافحة الأعداء واستقبالهم فى مقرات أحزابنا ومجالسنا النيابية ، إنه يحرم موالاة هؤلاء المجرمين وبخاصة (الأمريكان) ؛ إن من يفعل ذلك ليس منا ولا أظن أن فقيهاً عادلاً يفهم فى الدين سيحكم له بالإسلام الصحيح . هذا طبعاً إذا كان فقيهاً لله وليس لسلاطين الخليج العربى المحتل (!!) .
إن ملحمة الشيخ (خضر عدنان) والأسيرة المجاهدة (هناء شلبى) ، تعرى وتفضح هؤلاء السماسرة والتجار الذين جعلوا فلسطين فى آخر اهتماماتهم ، بل لقد نسوها تماماً وانشغلوا بالتافه من الأمور والمهين من الصفقات مع الأمريكان والصهاينة ، على أية حال دعونا نبحث قليلاً فى قصة المجاهدة هناء يحيى شلبي (30) عاماً إنها من بلدة برقين قضاء جنين، والتي تخوض إضراباً مفتوحا عن الطعام منذ قرابة ال20 يوماً في زنازين العزل في سجن "هشارون"، وذلك احتجاجاً على اعتقالها الإداري.
وقامت قوات الاحتلال بإعادة اعتقال الأسيرة هناء من منزلها بتاريخ 16/2/2012، وتعرضت للضرب والتعذيب من قبل ضباط المخابرات الصهيونية . وكان قد أفرج عنها في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى التي تمت في شهر أكتوبر2011،والتي أفرجت سلطات الاحتلال بموجبها عن (1027) أسير وأسيره مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف.
والاعتقال الإداري التعسفي – وفقاً للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينى - هو اعتقال تلجأ إليه دولة الاحتلال استناداً إلى أمر إداري دون محاكمه ودون سند قضائي أو لائحة اتهام. ويتم وفقاً لقانون الطوارئ البريطاني للعام 1945، والذي يتيح لدولة الاحتلال اعتقال الفلسطينيين لفترات قابله للتجديد ودون محاكمات أو إبداء للأسباب، وتعتمد على ما يسمى بالملف السري حيث يتم التذرع بوجود أدلة سرية لدى جهاز الأمن الإسرائيلي، والذي يكون فى مجمله ، تهمة ملفقة يتم بموجبها اعتقال الفلسطينيين إداريا لمدة مفتوحة دون أدنى حق في إجراءات قانونية أو توكيل محام للدفاع عنهم.
هذا ولقد عبرت (الهيئة) عن بالغ قلقها إزاء حياة الأسيرة (الشلبي) وتدهور حالتها الصحية وظروف اعتقالها الحاطه بالكرامة الإنسانية، وتستنكر إعادة اعتقالها دون تهمة، والمعاملة المهينة التي تعرضت لها، والتي تظهر انتهاك سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأبسط معايير حقوق الإنسان، ولاسيما حقها في احترام كرامتها وفي المعاملة الإنسانية وفي الحصول على محاكمة عادلة. وتدفع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين إلى المخاطرة بحياتهم بإعلانهم للإضراب المفتوح عن الطعام، حيث تعد حالة (الشلبي) الثانية للإضراب عن الطعام بعد حالة الأسير (خضر عدنان) ، وذلك بهدف إرغام سلطات الاحتلال على وقف الاعتقال الإداري الذي تطبقه بحق الفلسطينيين ولنيل حريتهم واحترام كرامتهم، الأمر الذي يشكل تهديداً جدياً لحياة الأسرى.
* ترى أين الثوار الحقيقيين فى مصر وبلادنا العربية من هذه الجريمة الصهيونية المنظمة ؟ اسمحوا لنا بالقول ، إن من لا تعرف أجندته السياسية داخل مجلس الشعب أو فى الحياة السياسية كل من ؛ (خضر عدنان) و(هناء الشلبى) ؛ لا يعرف فلسطين ، ومن لا يعرف فلسطين ؛ فى محنتها الجديدة ، ليس بثائر ؛ فلتسموه بأى مسمى آخر ؛ لكنه قطعاً لا يمت إلى الثورة بصلة .. وعذراً فلسطين الحبيبة !! .
No comments:
Post a Comment